مع التطورات الإقليميّة، وكان آخرها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، ما مدى صمود اتفاق النأي بالنفس في الداخل اللبناني؟

إيلاف من بيروت: مرّ اتفاق "النأي بالنفس" الذي أقرّه مجلس الوزراء اللبناني في جلسته الأخيرة الأسبوع الماضي، بتجارب عدة أثبتت انه ما زال مُحافظًا عليه على المستوى الداخلي اللبناني، لكنه قد يتعرض لهزّات صعبة نتيجة التطوّرات الإقليمية المتتالية، وآخرها ما يمكن أن ينتج عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها.

فما مدى صمود اتفاق "النأي بالنفس" في لبنان بوجه التصعيد الإقليمي والدولي؟

يؤكد النائب السابق مصطفى علوش لـ"إيلاف" أن الإجابة على هذا السؤال أعطته الحكومة اللبنانية، من خلال تماسكها وصمودها، لكن لا شك أن الوضع قد يجبر بعض الأطراف في لبنان أن تشارك ولو عن طريق الإعلام في ما يحدث في المنطقة، وإلا ستفقد دورها، وبالأخص حزب الله، ويشير علوش إلى ضرورة الإنتظار لإعطاء فرصة أكبر لتحصين مبدأ النأي بالنفس.

تحصين

وردًا على سؤال هل يمكن العمل على تحصين مبدأ النأي بالنفس في لبنان في وجه التطورات الإقليمية بالأخص بعد قرار ترمب الأخير؟ يجيب علوش أن لا شك أن بعض الأطراف ستستعمل هذا القرار حتى تخرج عن التفاهمات ومبدأ الإستقرار، خصوصًا أن الأمر محرج بالنسبة لها ألا تتدخل، وستتحدث في الإعلام وتقاتل مع المزيد من الكلام عن الصمود والمقاومة، لكن عمليًا لن يؤدي ذلك إلى أي تداعيات على الداخل اللبناني.

كلام نصرالله

حول تقييم كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأخير، وهل صحيح أنه أعاد الوضع في لبنان الى ما قبل استقالة الحريري؟ يرى علوش أن مناسبة القدس التي تحدث فيها نصرالله لا يمكن خلالها العتب على أحد في تصريحاته، والكلام الذي قاله نصرالله يوضع في إطار الظهور الإعلامي والظاهرة الصوتية ليس إلا.

وضع لبنان

ولدى سؤاله بموازاة مؤتمر الدعم في باريس والتغطية الدولية لكي ينأى لبنان بنفسه عن أحداث المنطقة وبين التحركات الإقليمية وآخرها تصريح ترمب، أي كفة ترجح في لبنان الإلتزام بالنأي بالنفس أم التماهي مع الأحداث الإقليمية؟ يلفت علوش إلى أن لا خيار للبنان إلا اعتماد مبدأ النأي بالنفس لكن في المقابل رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري سيسير بين النقاط وفي حقل من الألغام للحفاظ على مبدأ النأي بالنفس، وعلى الحكومة اللبنانية على الأقل ان تلتزم بهذا الموضوع، بغض النظر عن وجود أطراف داخل الحكومة اللبنانية، تقوم بغير ذلك.

التوطين

ولدى سؤاله مع قرار ترمب الأخير بشأن القدس عاصمة لإسرائيل، هل عادت موجة التوطين إلى الظهور مجددًا؟ يلفت علوش إلى أن قرار ترمب لا يغير بكل موضوعية شيئًا، هذا القرار قد أخذ منذ انشاء دولة إسرائيل، منذ العام 1948، ثم تم الإعتراف الأميركي المبدئي بالقدس عاصمة لإسرائيل في العام 1982، واليوم هو تكريس لكل تلك الأمور، ولكن يبقى أننا كعرب لم نغيّر شيئًا في القرار أيضًا، منذ سنوات طويلة نستعمل الخطاب ذاته من دون أي أعمال أو نتائج.

المؤتمر الإسلامي

عن المؤتمر الإسلامي في تركيا والذي يشارك فيه شخصيًا رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون رفضًا لقرار ترمب ومدى تأثيره على النأي بالنفس، يلفت علوش إلى أن كل تلك المؤتمرات تبقى ظاهرة صوتية ستكون هناك خطابات كبرى وكلام كبير، ولكن بالنهاية كل دولة ومنظومة في أي قمة لديها مصالحها وهواجسها ومشاكلها وسوف تعود إليها وتبقى القضية الفلسطينية عالقة في الخطابات.