«إيلاف» من بيروت: بعد صدور قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي بحظر سفر رعايا سبع دول وكل اللاجئين إلى أميركا، كيف ينظر لبنان، البلد الذي لم تشمله اللائحة، إلى هذا القرار؟.

في تقييم لقرار الرئيس الأميركي، يقول النائب خالد زهرمان في حديثه لـ«إيلاف»، إن سياسات ردود الفعل والعفوية لا تؤدي إلى نتائج، والكل يعرف بوجود قوانين في أميركا قادرة على أن تدرس ملفات كل شخص يمكنه أن يقدم تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، ولم يكن من داعٍ لاتخاذ قرار كهذا من قبل ترامب، الذي أدى إلى ردود فعل سلبية، وبدأ يأخذ طابعًا عنصريًا، رغم وجود آلية في أنظمة الولايات المتحدة الأميركية لمراقبة كل شخص يدخل إليها".

أضاف: "لدى أميركا آلية مراقبة لإعطاء تأشيرة الدخول ومراقبة الشخص المعني لدى وصوله إلى المطار، وهذا القرار اتخذ من أجل إصرار ترامب على شعار أميركا أولًا، ولكن ذلك لا ينسجم مع قراره، فضلًا عن اعتراضات من بعض الدول الأوروبية، حيث هذا القرار يغذّي التطرف أكثر، ولا يحاربه، ولو طُبق هذا القرار، ألا يوجد داخل أميركا أشخاص قد يقومون بأعمال إرهابية؟، وهذا ما لمسناه في السابق".

سابقة في تاريخ أميركا
يشير زهرمان إلى أن قرار ترامب يشكل سابقة في تاريخ العلاقات الدولية بين الدول المعنية بالقرار وبين أميركا، وسابقة خطيرة، والعلاقات بين الدول يجب أن تحكمها معايير مختلفة عمّا يتعاطى به ترامب اليوم.

وردًا على سؤال حول قرار ترامب، وإذا ما كان يشكل خرقًا لقوانين حقوق الإنسان التي تحظّر التفرقة على أساس الدين والجنسية، يجيب زهرمان أن الأمر يشكل خرقًا كبيرًا والمنظمات الحقوقية تبحث عن أساليب للإعتراض على هذا القرار، وخصوصًا المنظمات الحقوقية داخل أميركا، وقد شكل القرار إحراجًا لترامب داخل الولايات المتحدة الأميركية مع وجود بعض الولايات داخل أميركا التي ترفض تنفيذ هذا القرار وتتمرد على السلطة الأميركية، وهذا يشكل إشكالية كبيرة داخل أميركا.

تبرير ترامب
مع تبرير ترامب لقراره بأنه لا يستهدف المسلمين، وأن لا علاقة للقرار بالديانة، بل بالإرهاب وأمن أميركا، يلفت زهرمان إلى أن التبرير ليس مقنعًا. أما لأي مدى يساهم الأمر في زيادة التطرّف في أميركا والعالم، فيجيب زهرمان أن الأمر يعطي مبررات لبعض المنظمات المتطرفة بأن ديانة معينة تبقى مستهدفة، وهذه الحركات المتطرفة تستقطب الكثير من الشباب، وهو يعطيهم دليلًا باستهداف ديانة معينة، والعكس يجب أن يحصل، علمًا أن الجالية المسلمة في أميركا تبقى فاعلة، وهي من أهم الجاليات الموجودة في أميركا، ولديها ولاء لأميركا أكثر من الجاليات الأخرى، وقرار ترامب يعطي مبررًا للفكر الحاقد على أميركا والدول الغربية، ويجعل المنظمات المتطرّفة تستقطب بعض الشباب الذين يفترض في حال أردنا معالجة ظواهر التطرف أن لا نجعلهم يتجهون أكثر نحو التطرف الذي لا يحل عسكريًا فقط، بل يجب أن نبحث عن الأسباب التي أدت إلى نشوء هذه الظواهر المتطرّفة، وعندما نقضي على الأسباب تختفي هذه الظواهر تلقائيًا، بينما قرار ترامب يساعد في تنمية ظاهرة التطرّف.

الدول المعنية
عن رد فعل الدول التي شملها قرار ترامب، يؤكد زهرمان أن كل دولة ستدرس حساباتها، وبعض الدول لا قدرة لها أن ترد بالمثل، وحتى لو قامت بذلك لن يكون تأثيرها بحجم تأثير قرار ترامب نفسه.

وردًا على سؤال حول سبب استبعاد لبنان من القرار، وإذا ما كانت تكيل أميركا بمكيالين بالنسبة إلى هذا القرار، كما يشير البعض، يؤكد زهرمان أن الدول الكبيرة تتعاطى من منطلق مصالح، وأميركا عندما تكون لديها مصالح مع بعض الدول، لذلك تتغاضى عن بعض التصرفات. علمًا أن السعودية، يضيف زهرمان، تبقى شريكة أساسية مع الغرب وأميركا في محاربة الإرهاب.

ولدى سؤاله عن مدى مساهمة قرار ترامب في التقوقع العالمي وفي عدم قبول الآخر المختلف؟، يلفت زهرمان إلى أن قرار ترامب يعيدنا إلى المنطق الشعبوي الذي ينتشر في العالم بصورة مخيفة، فنحن نلمس كيف فرض الأمر نفسه في أميركا وفي بعض الدول الأوروبية، وهذا أمر مخيف جدًا يجعل الدول تتقوقع أكثر، والتعاون بين الدول يضعف، وهذا قد يولد حروبًا وعداءات جديدة نحن بغنى عنها.