قارب هجرة غير شرعية

يغامر مئات الآلاف سنويا من المهاجرين بحياتهم في رحلات الموت عبر البحر المتوسط

يلتقي قادة دول الاتحاد الأوروبي في مالطا لمناقشة الحد من تدفق المهاجرين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى دول أوروبا.

وتأتي القمة بعد توصل رئيس الوزراء الإيطالي باولو غينتيلوني إلى اتفاق مع ليبيا لمنع المهاجرين من الإبحار من سواحلها إلى أوروبا.

وتعهد غينتيلوني بتوفير التمويل والتدريب اللازم لتقوم ليبيا بضبط سواحلها ومكفاحة مهربي البشر.

ويحاول مئات الآلاف من المهاجرين سنويا الوصول إلى أوروبا، يغرق العديد منهم أثناء رحلة عبور المتوسط.

وقال قوات خفر السواحل الإيطالية إنها أنقذت 1750 مهاجرا خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية فقط.

ومنذ الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في 2011، لا توجد في البلاد حكومة مركزية ولا قوات أمن، ما أدى إلى سيطرة العديدة من الفصائل المسلحة على أغلب الأراضي الليبية. لذلك، يجد مهربو البشر في ليبيا أرضا خصبة لأنشطة الهجرة غير الشرعية.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي: "إذا أردنا تعزيز جهود السيطرة على تدفقات المهاجرين، لابد أن يكون لدينا التزاما اقتصاديا من جميع دول الاتحاد الأوروبي."

ويناقش زعماء 28 دولة، أزمة المهاجرين في فاليتا، عاصمة مالطا الجمعة.

ومن المرجح أن الخطة الجديدة تستهدف التعامل مع المشكلة من جذورها من خلال التعاون مع خفر السواحل الليبي ليقطع الطريق على مهربي البشر، وفقا لمراسل بي بي سي في مالطا كيفين كونولي.

أهالي الضحايا

فقد أسر عدة أبناءها في حادث غرق قارب للهجرة غير الشرعية أبحر من السواحل المصرية في سبتمبر/ أيلول الماضي

وتطالب دول حوض البحر المتوسط التي تستقبل تدفقات المهاجرين بغزارة باقي الدول الأوروبية باستقبال عدد من الوافدين إليها، وهو المطلب الذي لاقي قدرا كبيرا من التردد، وفقا لمراسلنا.

وقال دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، إن تفكيك شبكات تهريب البشر ووقف رحلات الخطر عبر المتوسط "هو الحل الوحيد لحيلولة دون موت المزيد من المهاجرين في الصحراء وفي أعالي البحار، وهو أيضا الحل الوحيد للسيطرة على الهجرة إلى أوروبا"، مؤكدا أنه حل يمكن تحقيقه.

وهناك وجود عسكري للاتحاد الأوروبي في المياه الدولية الليبية لاستهداف أنشطة تهريب البشر.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي إن محادثاته الخميس الماضي مع رئيس الوزراء الليبي فايز سراج توصلت إلى اتفاق على آلية لمكافحة أنشطة مهربي البشر عبر السواحل الليبية.

وأضاف أن ما حدث يُعد "جزءا" من خطة أكبر يناقشها الزعماء الأوروبيون في فاليتا.

ويرى خبراء أن العثور على شركاء يعتمد عليهم في ليبيا للتعاون معهم في مكافحة تهريب البشر يُعد صعبا، إذ من الممكن اعتراض المسارات التي يسلكها المهربون في الوقت الحالي في الوقت الذي تُفتح فيه طرق بديلة لرحلات الموت.

وبدأ تنفيذ خطة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لاحتواء أزمة اللاجئين في مارس/ آذار الماضي.