«إيلاف» من واشنطن: يعيش الرئيس الأميركي دونالد ترامب أزمة منذ دخوله البيت الأبيض، فهو اضطر إلى خفض نشاطاته خارج مقره الرئاسي بسبب المتظاهرين الغاضبين الذين يلاحقونه حيثما ذهب، وفقاً لتقارير إخبارية أميركية نُشرت خلال الأيام الماضية.

وترامب غير راض عن أداء أعضاء إداراته الذين تدب الصراعات بينهم وبعضها ظهر إلى العلن، ولاحظت صحيفة الواشنطن بوست الشهر الماضي عدم "وجود ولاء كبير" لدى فريق الإدارة الجديدة لرئيسهم، بعكس فريق منافسته السابقة هيلاري كلينتون، الذين كانوا يدينون لها بولاء مطلق ويحرصون على عدم معارضتها علناً وبعضهم مثل نائبة رئيس حملتها هيما عابدين تعمل معها منذ تسعينات القرن الماضي. 

وشكى ترامب الأسبوع الماضي "مماطلة" الكونغرس في التصديق على غالبية أعضاء حكومته وعددهم 13 مرشحًا، في وقت استقال فيه موظفون كبار من إدارة أوباما خصوصاً في وزارة الخارجية، رافضين طلباً من الإدارة الجديدة بالبقاء في مناصبهم حتى انتهاء العملية الانتقالية.

كما أن الرئيس يقضي وقتاً طويلاً في مشاهدة الأخبار التي تغضبه إلى درجة أنه وضع جهاز تلفاز في غرفة المعيشة الخاصة به فيما يعاني البيت الأبيض حالًا من الاضطراب بسبب العجز عن مواجهة الغضب الشعبي من بعض قرارات وأفعال الرئيس، كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر عدة من داخل فريق ترامب.

ونهاية الشهر الماضي كانت قناة فوكس نيوز تنقل بثاً مباشراً من خارخ أسوار البيت الأبيض، وطلب المذيع من ترامب إذا كان يشاهد القناة أن يطفئ إضاءة إحدى الغرف ويشعلها مرة أخرى، وفعلها الرئيس حيث كان في غرفة بالطابق الثاني.

الاعلام يقسو على ترامب

وذكر استطلاع الأحد أن غالبية الأميركيين يعتقدون أن الإعلام يقسو على الرئيس أكثر مما ينبغي.

ورغم أن الرئيس يقضي وقتاً طويلاً في مشاهدة الأخبار وشتم بعض المذيعين، إلا أنه اكتفى بإيجاز مختصر قدمه إليه ستيفن بانون كبير مستشاري البيت الأبيض حول تفاصيل مرسومه الرئاسي بحظر دخول مواطني سبع دول إسلامية قبل أن يوقع عليه في السابع والعشرين من الشهر الماضي، كما كشفت صحيفة نيويورك تايمز.

وربما كان قرار الحظر "الخطيئة" التي ستلاحق ترامب لمدة طويلة، ووجد نفسه في مواجهة القضاء الذي عطل مرسومه الذي يعارضه غالبية الأميركيين كما ذكر استطلاعان نُشرا الأسبوع الماضي، وخرجت مئات التظاهرات في أنحاء البلاد، شارك فيها عشرات الآلاف، وما زال بعضها مستمرا.

وترامب "المهووس" بإلقاء الكلمات في تجمعات مناصريه حتى أنه ألقى 13 خطاباً في مدن عدة خلال آخر يومين من حملته الانتخابية، وجد نفسه محاصراً في البيت الأبيض واضطر إلى تقليل نشاطاته، وألغى زيارة إلى ولاية ميتشيغن كان من المفترض أن يوقع خلالها مراسيم رئاسية تتعلق بالصناعة، بسبب أنباء عن وجود تظاهرات ستستقبله هناك.

وحينما قرر الجمعة الماضية أن يغادر مقره الرئاسي في واشنطن للمرة الأولى لقضاء عطلة الأسبوع في منتجعه في بالم بيتش في فلوريدا، تظاهر أمام الفندق الذي يقيم فيه ألفا شخص.

وكان لافتاً أن بعض من وقفوا مع ترامب تبرأوا منه بعد قرار "الحظر" ليس فقط بين الأوساط السياسية بل والفنية حتى، فالمغني كيت ويست زوج بطلة برامج الواقع كيم كرداشيان، الذي حظي باستقبال كبير من الرئيس في نيويورك في ديسمبر، مسح أمس كل التغريدات التي نشرها دعماً للرئيس الجديد.

تأييد ترامب

وكان ويست استغل حفلة له في ساكرمنتون عاصمة كاليفورنيا في نوفمبر الماضي لإعلان تأييد ترامب، وهو ما أدى إلى اعتراض الجمهور وانسحابه.

وأمس أعلن مارتيولس بينيت لاعب فريق نيو إنغلاند بيتريوتس الذي فاز الأحد بدوري كرة القدم الأميركية، أنه لن يذهب إلى البيت الأبيض، حيث من المفترض أن يستقبل ترامب فريقه.

وكانت المباراة النهائية للدوري التي أقيمت في هيوستن في ولاية تكساس شاهدها مئة مليون أميركي، وحضرتها هيلاري كلينتون والرئيس بوش الأب وزوجته، وأجرى ترامب نفسه مقابلة مع قناة فوكس نيوز تحمل اسم المبارة النهائية.

من الواضح أن ترامب الذي أظهر استطلاع أجرته وسائل إعلام أميركية الأسبوع الماضي أنه يحظى بقبول 43 في المئة من الأميركيين وهي الأقل بين الروساء بتاريخ البلاد، بدأ في التفكير كثيراً في ردة الفعل المعارضة لقرارته بعدما كان يحتقرها، فهو أعلن أمس أن إلغاء برنامج "أوباما كير" للضمان الصحي سيحتاج إلى وقت قد يزيد عن العام، رغم أنه تعهد مرات عدة حتى بعد فوزه أنه سيبدأ في إلغاء البرنامج فور وصوله إلى البيت الأبيض.