نصر المجالي:&رمزية الجولة البحرية التي قام بها أمير دولة الكويت خلال زيارته لسلطنة عُمان على متن اليخت السلطاني "فلك السلامة" حيث تخوم وأمواج خليج هرمز الاستراتيجي، لا تقل أهمية عن "خلوة العزم" الإماراتية ـ السعودية وأهدافها الاستراتيجية الاستثنائية البعيدة في كل المجالات.&

وفي المرحلة الراهنة، حيث متغيرات وتحولات كثيرة يشهدها العالم ابتداء من البيت الأبيض حيث رئيس (جمهوري) جديد بأجندات تبدو غامضة وخطيرة مرة وثانية مرنة ومنفتحة، مرورا بالخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، إلى تصعيد الحرب ضد الإرهاب، فإن منظومة التاون الخليجي وهي من أقدم المنظومات الإقليمية مقبلة هي الأخرى على تحولات مهمة لعل "خطوة العزم" الإماراتية السعودية عي رأس الحربة فيها.&

وكما عبر عن ذلك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فإن الظروف مهيّأة، والدعم السياسي موجود، والرغبة الشعبية كبيرة لترسيخ نموذج عربي جديد في التكامل بين البلدين، فـ"قوة بلدينا وسعادة شعبينا هي هدف وغاية للقيادتين .. بتكاملنا وتعاضدنا وتوحيد طاقاتنا يمكن أن نخلق فرصاً عظيمة وتاريخية لشعوبنا". &

التنسيق السعودي ـ الاماراتي&

ومع الرهان الكبير على نجاح مجلس التنسيق السعودي ـ الإماراتي ووضع خارطة طريق له على المدى الطويل ليكون النموذج الأمثل للتعاون والتكامل بين الدول، ولتعكس حرص البلدين على توطيد العلاقات الأخوية بينهما، والرغبة في تكثيف التعاون الثنائي عبر التشاور والتنسيق المستمر في المجالات ذات الأولوية، فإن البلدين بالمقابل يواجهان خصما عنيدا بطموحات توسعية ومخططات أخطر ألا وهو إيران.&

ولذلك، فإن أي خطط طموحة، كما هو قائم في ذهن القيادتين السعودية والإماراتية، لا يمكن أن تتوفر لها عوامل النجاح على المدى الطويل أمام التهديدات العلنية منها والسرية، ومن هنا فإن أي تحرك من جانب دول الجوار سواء المنظومة الخليجية أو من خارجها للتوسط أو العمل على إقناع إيران بالتوقف عن تدخلاتها وشطب طموحاتها التي تتصدر أجندتها الخارجية منذ الثورة الإسلامية 1979 صار أمرا مطلوبا وملحا أكثر من اي وقت مضى.&

امير الكويت والسلطان قابوس&

&

زيارة روحاني

صحيح أن المعلن "رسميا" في الكويت ومسقط عن زيارة أمير دولة الكويت أنها "لقاء طبيعي بين بلدين شقيقين يتمتعان بعلاقات قوية، ولاتحمل بعدًا سياسيًا"، لكن تزامنها مع زيارة الساعات المحدودات التي كان قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني لكلا العاصمتين يوم الأربعاء الموافق 15 فبراير 2017 يعني الكثير لا بل انه يصب في "خانة" تحرك صباح الأحمد وقابوس بن سعيد نحو تحقيق مصالحة تاريخية عبر مياه الخليج العربي التي لم تشهد هدوءا عبر عقود طويلة من الزمن تمتد حتى منط عهد شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي وصولا إلى جمهورية الخميني الإسلامية وخلفائه.

التقارير التي رافقت زيارتي روحاني السريعتين، افادت انه يعتزم إيضاح موقف إيران من المبادرة الخليجية الهادفة إلى تهدئة الخلافات الإقليمية، والتي نقلها إلى طهران وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد في الشهر الماضي.

ورغم أن أية معلومات لم ترشح عن اي موقف إيراني رسمي واضح في موضوع "المصالحة"، فإن مصادر قريبة من القرار الخليجي لا تخفي القول إن التحرك قائم ومستمر ولم ولن يتوقف، ولعل هناك اجتماعات كثيرة ستشهدها ليس فقط الكويت ومسقط وطهران في قادم الأيام، كما أن كلا من مسقط والكويت تتابعان الدور في لقاءات معلنة أو سرية عبر زيارات مكوكية تشمل الرياض وابوظبي وطهران.

رسالة الخليج

يشار هنا، إلى أن الرئيس الإيراني كان كشف يوم توجهه إلى مسقط أن "الدول الخليجية الست وجهت في الآونة الأخيرة بإرسال رسالة لنا عبر الكويت بشأن حل سوء الفهم ورفع مستوي العلاقات ونحن رحبنا بمبدأ الرسالة وسيتم خلال زيارة اثنين من الدول الأعضاء في مجلس التعاون تبادل وجهات النظر في هذا المجال".&

واضاف روحاني: "سياسة إيران قائمة على حسن الجوار وضمان الأمن في منطقة الخليج وأن إيران لن تفكر بتاتاً بأي اعتداء على أحد أو أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، كما لا تردي فرض معتقداتها الدينية أو المذهبية أو السياسية على الآخرين"، على حد تعبيره.

وإلى ذلك، فإن ما يقال في التصريحات العلنية أمام الملأ شيء وما يدور في الخفاء والكواليس شيء آخر مختلف تماما، ولذلك، فإنه مع مجمل هذه التحولات في العالم، والمتغيرات في الإقليم الذي أنهكته الصراعات والأزمات، هل يشهد العام 2017 أي رسالة جديد بسلام دائم شامل بين الجيران وخصوصا "بين إيران ومنظومة التعاون الخليجي العربي"... !؟