رأى موقع قناة (يورونيوز ـ Euronews) الإخبارية، أن أنقرة لا تفرّق بين فوز الحزب الليبرالي والديمقراطي الحاكم في الانتخابات البرلمانية في هولندا، وما يحمله من نهج معتدل إزاء المهاجرين والإسلام والبقاء في الاتحاد الأوروبي، مقابل برنامج يميني متطرف شعبوي، كحزب الحرية بزعامة فيلدرز.&

إيلاف: نقل الموقع على صفحته على شبكة (انترنت) تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو التي وصف فيها "المنهجين السياسيين الهولنديين بالوجهين لعملة واحدة".&

وقال جاويش أوغلو: "لا يوجد أي فرق بين الاشتراكيين الديمقراطيين والفاشيين، العقلية نفسها، إلى أين تأخذون أوروبا؟، أنتم بدأتم هذا التفكك، أنتم تأخذون أوروبا نحو الهاوية، سترون، قريبًا ستشهدون حروبًا دينية في أوروبا، هذا الاتجاه يظهر الآن".

جاءت تصريحات وزير الخارجية التركي وسط أزمة تعصف بالعلاقات بين أمستردام وأنقرة، وكذلك في أوج حملة تجندت لها الحكومة التركية قبل استفتاء إبريل المقبل حول تعزيز صلاحيات الرئيس رجب طيب إردوغان. وانتقد جاويش أوغلو الاتحاد الأوروبي عدم السماح للمواطنين الأتراك بدخول دوله من دون تأشيرات بموجب الاتفاق.

كلام إردوغان
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الخميس، مخاطبًا رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، "ربما حققت فوزًا بالمركز الأول في الانتخابات (النيابية)، إلا أنك فقدت صديقًا مهمًا مثل تركيا".

جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي، خلال مراسم افتتاح عدد&من المشاريع في ولاية صقاريا في شمال تركيا، تعليقًا على فوز حزب "الشعب للحرية والديمقراطية" الهولندي بالانتخابات العامة.

وبزعامة روته، حقق حزب "الشعب للحرية والديمقراطية" الفوز في الانتخابات الهولندية، التي جرت أمس، بعد حصوله على 33 مقعدًا، من أصل 150 (مقاعد البرلمان)، مقارنة بـ41 مقعدًا في انتخابات 2012.

بخصوص الأزمة بين بلاده وهولندا، ذكر الرئيس إردوغان، أن "روته" اقترح على رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، خلال مكالمة هاتفية ليلة الأزمة (السبت الماضي)، تناول وجبة طعام سويًا بعد انتهاء الانتخابات الهولندية. وتابع إردوغان قائلًا: "رئيس وزراء تركيا لن يلتقي به (روته)، لأنه قد خسرها (العلاقات مع تركيا)".

الاتحاد الأوروبي
في سياق آخر، تطرق إردوغان إلى عدم التزام الاتحاد الأوروبي بتعهداته المتعلقة بإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك إلى دول منطقة "شنغن" الأوروبية.

واستطرد بهذا الخصوص: "في الوقت الراهن يتحدثون عن اتفاقية إعادة القبول (اللاجئين، والتي وقعت في مارس 2016)، أي إعادة قبول هذا؟، تجاوزوا ذلك الموضوع".

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي توصلا في 18 مارس 2016 في العاصمة البلجيكية بروكسل إلى ثلاث اتفاقيات مرتبطة ببعضها، حول الهجرة، وإعادة قبول اللاجئين، وإلغاء تاشيرة الدخول للمواطنين الأتراك.

والتزمت أنقرة بما يتوجب عليها بخصوص الاتفاقين الأولين، في حين لم يقم الاتحاد الأوروبي بما يتوجب عليه بخصوص إلغاء التأشيرة.

حكاية الوزيرين
في السياق عينه أردف إردوغان: "أنتم لم تسمحوا لوزيرين (تركيين) بدخول هولندا، ولم تعطوا الإذن بهبوط طائرة وزير الخارجية (جاويش أوغلو)، ولم تسمحوا للوزيرة (فاطمة بتول صايان قايا) بدخول مبنى القنصلية، التي تعتبر أرضًا تركية لإجراء لقاء فيها، وتنتظرون منا إعطاءكم إذنًا للدخول إلى هنا.. لا يوجد مثل هذا الشيء".

وخلص إلى القول مخاطبًا هولندا: "لقد قتلتم 8 آلاف و354 من إخواني المسلمين في سربرينيتسا (عام 1995)، فبماذا ستشرحون ذلك؟، نحن لا ننسى هذه الأحداث".
&