نصر المجالي: كشف تقرير صحفي النقاب أن مايكل فلين المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الأمن القومي قد أخفى عن وزارة الدفاع (البنتاغون) حقيقة لقائه باحثة روسية في تاريخ المخابرات في لندن.

وأشارت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، وهي صحيفة دولية مقرها نيويورك، إلى أن فلين التقى الباحثة الروسية سفيتلانا لوخوفا حاملة الجنسيتين الروسية والبريطانية خلال إحدى الندوات عن الاستخبارات التي تنظمها جامعة كيمبريدج البريطانية في فبراير 2014، وأنه "كان ينبغي عليه بصفته الأمنية إبلاغ الجهات المعنية الأميركية باجتماعه هذا بمواطنة بلد كروسيا غير صديق للولايات المتحدة".

ونقلت وكالة (تاس) الروسية عن برايس فلويد المتحدث باسم فلين، قوله إنه لم يطعن بصحة المعلومات حول لقاء فلين بالباحثة الروسية، لكنه أكد أن اللقاء كان "عفويًا ولم يحمل في طياته أي شيء فوق العادة".

من جهته، أكد ديفيد نورث، صديق سفيتلانا لوخوفا، أن صديقته التقت فلين مرة واحدة فقط وخلال ندوة علمية، وأن الحديث بينهما دار بحضور الآخرين واستغرق زهاء 20 دقيقة.

استقالة

يشار إلى أن فلين كان قد استقال من منصبه في الـ13 من فبراير 2017 بعد شهر واحد على تعيينه مستشارًا للرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، وذلك على خلفية الجدل حول لقاءاته بالسفير الروسي لدى الولايات المتحدة سيرغي كيسلياك، في إطار اتهامات الحزب الديمقراطي لترامب وفريقه بالارتباط بروسيا، التي كانت حسب الديمقراطيين وراء فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية وتغليبه على هيلاري كلينتون مرشحتهم.

وكان ظهور فلين العام الماضي في حفل عشاء عقد على شرف الحكومة الروسية، حيث جلس فلين على بعد مقعدين فقط من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اثار الكثير من الأسئلة، وأقلق اتجاهه الحميم نحو موسكو بعض خبراء الأمن القومي.

وشغل فلين منصب رئيس وكالة استخبارات الدفاع في وزارة الدفاع الأميركية لكنه أقيل من المنصب 2014 بسبب موقفه من "التطرف الإسلامي"، ويعتقد فلين أن الولايات المتحدة تخسر حربًا عالمية على التطرف الإسلامي قد تستمر أجيالاً.

غير أن بعض العاملين داخل المؤسسة العسكرية يقولون إن خروجه من الوكالة ربما تكون له صلة بعدم شعبية التغيير الذي أدخله على الوكالة.

جدل آخر

وكانت وجهة نظر فلين بالنسبة إلى الإسلام مثار جدل آخر. فقد كتب تغريدة في فبراير 2016 يقول فيها إن "الخوف من المسلمين أمر منطقي"، وقال لصحيفة نيويورك بوست في يوليو إن "العالم الإسلامي يمثل فشلاً ذريعًا"، وهو يحاول الترويج لخطته لمكافحة التشدد.

وفي أغسطس ألقى خطابًا في دالاس أمام مجموعة مناوئة للمسلمين وصف فيه الإسلام بأنه "إيدولوجية سياسية، تتستر وراء الدين". وعبر البعض عن القلق من التأثير الكبير الذي قد يحدثه فلين في الرئيس ترامب الذي يفتقد إلى الخبرة الدولية.

وبالرغم من جميع منتقديه، كان هناك من وقف وراءه، باعتباره رجلاً حاز على سمعة كبيرة كداهية استخبارات محترف خلال عمله في الجيش الأميركي على مدى 30 عاما.

شخص مهذب

ووصفه مسؤولون أميركيون سابقون عملوا معه عن قرب بأنه شخص مهذب، لكنه ليس مديرًا جيدًا. وظل فلين - وهو أب لابنين - أحد أكثر منتقدي إدارة أوباما السابقة بشدة، بالرغم من أنه كان ديمقراطيًا طوال حياته.

ولكنه تخلى عن الحزب الديمقراطي الذي كان يؤيده، وقرر التحالف مع ترامب، الذي رأى فيه رجلاً يماثله، كما أنه من خارج الإدارة مثله.

ويشارك فلين ترامب كثيرًا من وجهات النظر، من أهمها فائدة العلاقات الوثيقة مع روسيا، وإعادة التفاوض على الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، ومكافحة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وكان فلين وصف غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003 بأنه خطأ استراتيجي فادح، كما فعل ترامب. وهو يماثل ترامب أيضًا في إثارة الجدل.

وقد اضطر إلى الاعتذار خلال فترة عمله في وكالة استخبارات الدفاع عن حديث في اجتماع فُهم منه أن المكياج يجعل المرأة "أكثر جاذبية"، وشجع الناس على لبس ما يناسب أجسادهم. ونفى بعد ذلك رضاه هو أو الوكالة عمّا تم في الاجتماع.