دق نائب الرئيس الأميركي السابق ألبرت آل غور ناقوس الخطر البيئي على الصعيد العالمي إذ أعلن أن تلوث الهواء يكلف الاقتصاد العالمي أكثر من 225 مليار دولار نتيجة غياب موظفين عن العمل وتكاليف الرعاية الصحية.

إيلاف من دبي: قال آلبرت آل غور نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية السابق إن الأرقام المتعلقة بالتدهور البيئي تشكل جرس إنذار في جميع أنحاء العالم، واستشهد بتقرير للبنك الدولي بالتعاون مع معهد المقاييس والتقييم الصحي الصادر في سبتمبر 2016 ويشير إلى أن تلوث الهواء يكلف الاقتصاد العالمي أكثر من 225 مليار دولار بسبب غياب الموظفين عن العمل والتكاليف المستحقة للرعاية الصحية، كما لفت التقرير أيضًا إلى أن 5.5 مليون حالة وفاة في عام 2013 كانت نتيجة مباشرة لتلوث الهواء.

&ثقافة الموت
وبيّن آل غور خلال الجلسة الحوارية التي أقيمت اليوم ضمن فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي تنظمه إمارة الشارقة في دورته السادسة الذي يحمل شعار "مشاركة مجتمعية... تنمية شاملة"، بحضور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن الاستقرار السياسي مهم لتعزيز منظومة التعاون الدولي بهدف وضع الحلول للحدّ من تداعيات التغير المناخي.&

وأوضح أن كل الأديان السماوية "الإسلام والمسيحية واليهودية" تشجّع على ثقافة الحياة وتدين ثقافة الموت، مؤكدًا ضرورة تبني شعوب العالم لثقافة الحياة والتوعية العامة لفهم خطورة الموقف الراهن، وأنه يجب على الجميع التحرك سويًا لحماية الكوكب كشرط لاستمرار الحياة للأجيال المقبلة.
&
غضب الطبيعة
تابع "الإنسان يميل إلى إنكار ما يزعجه، ولكننا اليوم لا نستطيع إنكار التهديد القائم، ولا نريد اختبار غضب الطبيعة.. التطور التكنولوجي المتسارع يتيح اليوم فرصة لمعالجة الآثار الناجمة من التغير المناخي وتبعاته، ويجب طرح الحلول المبتكرة ومنها التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة".
&
ولفت نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية السابق إلى أن "الطاقة المتجددة أقل تكلفة من الوقود الأحفوري وتتناسب مع مختلف مناخات الدول وجغرافيتها، فهناك الطاقة المولدة من الرياح ومن المياه الجارية ومن الشمس".

ثقب الأوزون
وحول تداعيات التغير المناخي قال آل غور: "قد تبدو لنا السماء بوابة لفضاء واسع، ولكنها في الحقيقة غلاف رقيق يتداعى كل يوم نتيجة لأكثر من 110 طن من الملوثات يتلقاها الجو، وتؤدي بشكل مباشر إلى اتساع ثقب الأوزون، ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة ومنسوب مياه البحر".

وأكد أن الإمارات تسير بخطوات واثقة نحو الاستدامة، مشيدًًا بمشاريع الطاقة المتجددة التي تقوم بتنفيذها، ومنوهًا&بأهمية اهتمام القيادة والمجتمع الإماراتي بتأثيرات التغير المناخي وتبعاته على مسيرة التنمية المستدامة. كما أشاد بالدور الرائد الذي يقوم به الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على صعيد نشر الثقافة والتعليم، واصفًا ما تقوم به إمارة الشارقة ودولة الإمارات بأنه مثير للإعجاب، ومنوهًا بأن الوعي المجتمعي الناتج من التهيئة التعليمية والثقافية أمر بالغ الأهمية لمواجهة تحديات التغير المناخي والتعريف بهذه الظاهرة وخطورتها على مستقبل الأجيال المقبلة.
&
تصادم الحضارة البشرية
وأشار آل غور إلى أن "التغير المناخي الراهن ليس مجرد أزمة عادية، فهو عبارة عن تصادم مباشر للحضارة البشرية مع كوكب الأرض، نتيجة التقدم التكنولوجي وتنامي عدد السكان"، مشددًا على "ضرورة التحرك السريع لتغيير نمط التفكير السائد في العالم حاليًا".

وأوضح أننا "نعيش في عصر يحاول فيه البعض الهيمنة على التفكير العام من خلال التضليل"، وضرب غور مثلًا بقضية تأثير التدخين على الصحة، مبينًا أنه ومنذ سنوات اكتشف العلم بأن التدخين سبب رئيس لأمراض القلب والرئتين وسواها، ولكن حاولت شركات التبغ الكبرى تقويض هذا التوافق العلمي، واستأجرت أطباء وعلماء لينشروا معلومات مفادها أنه لا إثبات علميًا على خطورة التدخين، ومنوهًا بأن هناك من يحاول في زمننا القيام بالشيء نفسه عندما نتحدث عن التغير المناخي، وهنا يأتي دور العلم الحقيقي والجامعات والمؤسسات الأكاديمية ونحتاج مسارعة الخطى.
&
الطاقة الشمسية
وفي رده على سؤال حول ما يمكن أن تقوم به حكومات المنطقة لتعزيز مسيرة التنمية المستدامة، قال آل غور إن منطقة الخليج تمتلك إمكانات كبيرة لتوليد الطاقة الشمسية، وإن الإمارات تحديدًا تسير بخطى صحيحة في هذا المجال، قائلًا إن تجربتها جديرة بالاتباع والتكرار في كل أرجاء المنطقة، منوهًا بأن دول الخليج تستطيع التعاون في شبكة كهربية شمسية متكاملة.


&
أضاف أن التغير المناخي لا يمثل خطورة على المستقبل فقط، بل إن الحاضر يتأثر به، منوهًا بأن هذه الظاهرة تهدد السلم العالمي، ومضى يقول: "نجحت الأمم المتحدة بالتوصل إلى اتفاق للقضاء على انبعاثات الغازات الدفيئة، وهو ما يعكس الدور الريادي للأمم المتحدة، ولكن الجهود الأممية لن تكفي دون تعاون دول العالم كافة. اليوم هناك قضايا عدة تصنّف كتداعيات للتغير المناخي، ومنها الجفاف الذي يؤدي إلى نزوح الناس والهجرة، وهو ما يشكل تحديًا أمنيًا للعديد من الدول".

أعاصير.. أمراض .. فوضى
وأشار إلى أن العديد من البلدان تواجه تحديات كبيرة مثل الأعاصير وارتفاع مستوى البحر وانتشار الأمراض، وكلها نتائج للتغيير المناخي، وهي جميعًا عوامل تخلق ظروفًا تهدد السلم العالمي، ونحن يجب أن نخلق عالمًا أفضل للأطفال، لا أن نورثهم عالمًا مليئًا بالفوضى وغير مستقر، يجب أن يرى الأطفال عالمًا مستدامًا لنعطيهم الأمل في مستقبل أفضل للبشرية.
&
وحول الحلول التي يمكن أن تسهم في تخفيف أضرار التغير المناخي، لفت غور إلى أن بعض الحكومات في أوروبا والأميركتين بدأت بوضع ضريبة على الكربون، ويمكن أن نعيد النظر في كيفية بناء المباني بطريقة مسؤولة تراعي البيئة، وأوضح أن كل الحكومات يجب أن تجيب عن ثلاث أسئلة في سعيها إلى فهم المشكلة وإيجاد الحلول لها، وهي: كيف سيتم التغيير؟، وماذا يمكن أن تفعله ليتم التغيير؟، ومتى سنبدأ بالتغيير؟، مشددًا على ضرورة التحرك العالمي وتسخير كل الجهود لحماية الكوكب.

تحدٍّ أخلاقي
من جهته قال الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، الذي حاور آل غور في الجلسة الحوارية، إن مستوى الوعي في أفريقيا وأميركا اللاتينية حول قضية التغير المناخي يعتبر الأعلى عالميًا، إذ إن 38 بالمئة من سكان الشرق الأوسط يرون أن تغير المناخ مشكلة خطيرة، بينما 27 بالمئة فقط قلقة من أن تغيير المناخ سيؤثر عليهم شخصيًا.&
&
ورد آلبرت غور بأن ذلك يمثل أزمة حقيقية لحكومات المنطقة وتحديًا كبيرًا لها، مؤكدًا أن قضية التغير المناخي ليست تحديًا لمنطقة دون غيرها في العالم، بل هو تحدّ أخلاقي للبشرية.
&& &
&