«إيلاف» من برلين: دخلت أمراض الكومبيوتر والانترنت قاموس الأمراض الطبية منذ سنوات طويلة، ومع التطور التقني الذي يعصف بالعالم، تزايدت &هذه الأمراض الى أن وصلت الى «أمراض الجوال»&والتي تسجل حضوراً قوياً في القاموس الطبي.

ومن بين الأمراض الجديدة التي سجلت&في سجل أمراض«مجتمع المعلوماتية» هي «هوس الكومبيوتر» و«ادمان ألعاب الكومبيوتر» و«عصاب الانترنت» و«متلازمة العين المكتبية» و«البدانة المكتبية»، و«اجهاد المعلوماتية».

ونقلت الوكالة العالمية عن تايوان أن مهندساً تايوانياً (35 سنة) جاء إلى الطبيب وهو يعاني من آلام فقرات عنقية خليقة برجل مسن عمره سبعون سنة. كان المهندس يلعب على جواله ثلاث ساعات مستمرة يومياً، بمعنى انه يحني رقبته ثلاث ساعات يومياً على الجهاز الصغير، وهذا ما أدى إلى تكلس الغضاريف، وتصلب عضلات الرقبة، وإلى شروخ في الفقرات.

وفي بلد أوروبي، يعاني أقل من غيره من الإدمان، تقدر سويسرا عدد المدمنين على الأجهزة الإلكترونية فيها بنحو370 ألفاً. ويحمل 99% من الشباب بين 12و19 سنة هاتفاً جوالاً، وأعراض الادمان ظاهرة على7% منهم.

ونقلت مجلة «الطبيب الألماني" في تقرير لها عن مؤتمر نقابة أطباء الأطفال الألمانية في فرانكفورت، أن الاطباء اضافوا 7 أمراض جديدة، يسببها الجوال أو السمارتفون عند الشباب والناضجين على حد سواء، إلى قائمة أمراض مجتمع المعلوماتية. ويمكننا هنا الحديث عن هذه الأمراض السبعة باختصار.

بثرة الجوال

هو التهاب في الخد&قرب الاذن، يصيب الانسان جراء وضع الجوال على الخد أثناء المكالمة، ويتحول بمرور الوقت إلى بثرة. ومعروف&من دراسات سابقة، أن عدداً كبيراً من أنواع البكتيريا والجراثيم يتراكم على سطح الهاتف الزجاجي (الديسبلاي) جراء المسك باليد، وخصوصاً عند عدم غسل اليدين بعد استخدام التواليت.

ويمكن أن تتفاقم الحالة لدى البعض من ذوي البشرة الحساسة، فتظهر الحبوب الحمراء والحكة على الخد. وينصح الاطباء هنا بتنظيف واجهة الجوال بالكحول يومياً، كما ينصحون المصاب ببثرة الجوال باستخدم المضادات الحيوية والزنك للتخلص من البثرة.

مرفق الجوال

وهو ألم مع احساس بالخدر والحكة في مرفق اليد يحدث جراء الحديث في الجوال بشكل متشنج لفترة طويلة من الوقت. وعلى هذا الأساس فهناك شبه بحالة "مرفق التنس" التي تصيب لاعبي&التنس نتيجة الجهد المسلط على مفصل المرفق. وقد تمتد الأعراض إلى الذراع من ثم إلى اليد عند تفاقم الحالة.

وثبت من الفحوصات أن وضع المكالمة المتشنج، حيث يطوى فيها المرفق بشدة ، يسلط ضغطاً على عصب الساعد الذي يمر في المفصل. كما يؤدي هذا الوضع، في ذات الوقت، إلى قلة انتشار الدم إلى المفصل والعضلات المحيطة به والمرتبطة به.

وينصح الأطباء هنا بمداورة الجوال بين اليدين اليسرى واليمنى بهدف تقسيم الضغط على المرفقين، وبتحريك الذراعين بين آونة وأخرى للسماح للدم بالانتشار، والتخلي عن الوضع المتشنج اثناء الحديث.

كتف الآيفون

وهذه الكتف المتشنجة المؤلمة ناجمة عن مشاهدة أفلام الفيديو والأفلام والصور التي تتطلب مد الذراع قليلاً عن العين. وعكس "مرفق الجوال" تكون الذراع هنا ممتدة بزاوية 90 درجة وترمي ثقلها على مفصل الكتف لفترات قد تكون طويلة أحياناً. وهي نفس الحالة عند التقاط صور«السيلفي» التي تتطلب مد الذراع إلى أقصى حد بزاوية 180 درجة.

وينصح الأطباء هنا بتقليل فترات مشاهدة الأفلام على الآيفون وتحريك الذراع بين فترة وأخرى لتوزيع الثقل على المفاصل، ويؤدي إهمال الحالة هنا إلى ألم في مفصل الكتف يتطلب المعالجة بدهون معالجة آلام الروماتيزم، وقد تتطور الحالة إلى التهاب في الكتف إذا لم ينفع العلاج بهذه الدهون لفترة اسبوعين.

ابهام «س.م.س»

لم يعرف البشر الطباعة بالابهام إلا قبل وقت قصير بالعلاقة مع استخدام الجوال وكتابة النصوص القصيرة "س.م.س". ويصاب البعض، من المدمنين على ارسال الرسائل النصية الإلكترونية، بألم في الابهام يمتد إلى اليد والذراع بسبب المبالغة في استعمال الابهام.

يحدث الالتهاب أساساً في عظم الكف الذي يستقر عليه الابهام، لأنه من العظام التي يستخدمها البشر بندرة. وربما يعجز المصاب عن مسك الأشياء والكتابة بسبب الألم والتشنج في الابهام والكف.

ولاينفع هنا غير التقليل من ارسال الرسائل الإلكترونية ووضع الدهون القاتلة للألم والتشنج على الإبهام، مع ضرورة حفظ الابهام دافئاً إلى حين زوال الألم.

الجزع النصّي

يعاني المراهق المدمن على الجوال والأجهزة الاخرى، أحياناً من حالة جزع سببها الخشية من تفويت نص معين. وأطلق الاطباء على الحالة اسم «تنغزايتي»، وهي عبارة عن مزيج بين نص "تيكست" وانغزايتي" يعبر عن الحالة المذكورة.&

ويربط الأطباء بين الحالة والإضطرابات الهرمونية التي ترافق حالة المراهقة عند البنات والاولاد في هذه السن. وقد تؤدي إلى اضطراب الشخصية نتيجة التعلق بالجوال والشعور بالوحدة العزلة.

متلازمة الاهتزاز الشبحي

يطلق تعبير" الألم الشبحي" على الألم الذي يحس به الانسان في عضو مقطوع منه، وهي حالة تظهر عند الناس الذين بترت أيديهم أو أرجلهم لسبب ما. ويبدو أن مدمني السمارتفون يمكن أن يعانوا من اهتزاز شبحي مماثل للاهتزاز الذي يحدثه الجوال.

وأطلقت الدكتورة الاسترالية جيني كارول، من الجامعة الملكية التقنية في ملبورن، على هذه الحالة اسم "الخوف من الرنين" أو "الخوف من الاهتزاز". وهي حالة تمثل توهم صاحب الجوال ان جهازة يرن و يهتز دون أن يحدث ذلك حقيقة. وتعتقد كارول انه حالة الخوف من احتمال تفويت مكالمة ما، او انه هاجس دماغي داخلي، أو اختلاط بين أصوات الطبيعة وأصوات الرنين والاهتزاز في دماغ صاحب الموبايل.

ادمان الجنس السايبري

وهذه حالة تعبر عن تعلق الكثيرين بمشاهدة أفلام الجنس على الانترنت وصولاً إلى ادمان هذا النوع من الممارسة. وقدرت الدكتورة غابرييلا فاركه، التي أنشأت صفحة على الانترنت لمساعدة المعانين من الحالة، وجود مليوني مدمن على "السايبرسكس" في ألمانيا.

&

&

&

&

&

&