كولونيا: بعدما تلقوا صفعة وجهت الى زعيمتهم فراوكي بتري، يجتمع الشعبويون الالمان في حزب "البديل لالمانيا" الاحد لاختيار اعضاء الفريق الذي سيحمل مشروعهم المناهض للاسلام والهجرة الى الانتخابات التشريعية في سبتمبر.

وفي مرحلة اولى ينهي المندوبون ال600 دراسة برنامجهم الانتخابي قبل ان ينظروا بعد الظهر على الارجح، في قائمة الشخصيات التي ستتولى الحملة الانتخابية.

وبلغ الصراع بين الزعماء الذي يشهده حزب البديل لالمانيا منذ اشهر، ذروته خلال مؤتمر كولونيا السبت مع هزيمة منيت بها فراوكي بتري بعد ان رفض المندوبون درس مذكرتها الرامية الى منع الانسياق نحو اليمين المتطرف.

وبالتالي، يخوض المتشددون في الحزب الذين اتهم بعضهم بالعنصرية وباثارة جدل حول النازية، الاحد من موقع قوة، الانتخابات المقررة لتشكيل الفريق الذي سيطلق حملته في مواجهة المحافظين بزعامة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي تسعى للترشح لولاية رابعة، والاشتراكيين الديموقراطيين.

وقبل بدء المؤتمر، قالت بتري (41 عاما) الحامل بطفلها الخامس انها لن تقود المعركة الانتخابية وانها ستبقى بعيدة عنها من دون التخلي في المقابل عن زعامة الحزب.

مستقبل "غير واضح المعالم"

وتفيد الصحافة ان احد أشد خصومها الكسندر غولاند (76 عاما) قد يتولى قيادة فريق الحملة مع امرأتين هما أليس فيديل خبيرة الاقتصاد الليبرالية غير المعروفة كثيرا وبياتريكس فون ستورك النائبة عن برلين وحفيدة وزير المال في عهد ادولف هتلر.

وبهزيمة بتري يخسر الحزب شخصية جذابة ويجازف بفرصه في اقتراع 24 سبتمبر بحسب ما ذكر سيفيرين فيلاند من موقع مجلة "در شبيغل". وقال فيلاند "كان تخطي حزب البديل لالمانيا عتبة ال5% في الانتخابات التشريعية والدخول الى البرلمان مؤكدا، لكن بغياب فروكي بتري (...) الامر غير محسوم".

وكتبت صحيفة "سودويتشي تسايتونغ" ان حزب البديل لالمانيا "قد ينهار الان". اما صحيفة "تاغشبيغل" فقالت انه "لا يمكن لحزب البديل لالمانيا ان يتحمل انشقاقا جديدا" بعد ان كان انقسم في 2015 للاتجاه الى اليمين بدفع من بتري.

 ومراهنا على المخاوف من وصول أكثر من مليون طالب لجوء في 2015-2016 الى المانيا، شهد حزب البديل لالمانيا تقدما كبيرا في استطلاعات الرأي وحصل على 15% من نوايا الاصوات، وهو مستوى غير مسبوق لمثل هذا الحزب في المانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ولكن نتيجة الازمات الداخلية وتراجع الهجرة والجدل حول العنصرية والنازية، سجل الحزب تراجعا منذ يناير (بنسبة 7 الى 11%، بحسب دراسات). ويسعى الحزب الى تحقيق نتيجة برقمين ليصبح الثالث في البلاد، لكن هذا الهدف يبدو بعيد المنال.

"اقلية في بلادنا"

وينوي حزب البديل لالمانيا الذي تأسس قبل اربع سنوات كحركة مناهضة لليورو، استخدام الهجرة والاسلام عنوانا للانتخابات التشريعية. ويعتبر برنامج الحزب الانتخابي ان الاسلام لا يتماشى مع ألمانيا مع وعد بإغلاق الحدود وتشديد قانون اللجوء.

واكد أحد زعماء الحزب يورغ موتن وسط تصفيق حاد، ان المانيا مهددة بالاسلمة وانه "لم يعد هناك أي قاسم مشترك بيني وبين المانيا التي نشأت فيها". واضاف ان "الالمان قد يصبحون اقلية في بلادهم".

وعلى الفور دان نائب رئيس اللجة الدولية لاوشفيتز كريستوف هوبنر مؤتمرا "تهيمن عليه غالبية من اليمين المتطرف في قطيعة واضحة مع التوافق الاجتماعي لالمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية".

ويطالب الحزب ايضا بديموقراطية مباشرة والخروج من منطقة اليورو والدفاع عن قيم الاسرة التقليدية. وتخلل اليوم الاول من المؤتمر تظاهرات كبيرة مناهضة لحزب البديل لالمانيا في كولونيا مع انتشار اربعة الاف شرطي.

واصيب شرطيان بجروح طفيفة في صدامات مع متظاهرين حاولوا في وقت سابق منع المندوبين من المشاركة في المؤتمر.