تُنفذ المركبة الفضائية كاسيني آخر مهماتها في كوكب زحل قبل نضوب احتيطاتها من الوقود، وذلك بعد 20 عامًا على إطلاقها من قبل وكالة الفضاء الأميركي "ناسا"، بهدف دراسة الكوكب وأقماره وحلقاته.

واشنطن: كان جيفاني دومنيكو كاسيني، وهو عالم رياضيات وفلكي ايطالي ولد عام 1625، اول من لاحظ انقسام حلقات كوكب زحل عام 1675. والآن، بعد اكثر من 300 سنة، تدور حول هذا الكوكب مركبة فضائية تحمل اسمه، اطلقتها وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" في 15 اكتوبر عام 1997. &

واصلت المركبة الفضائية كاسيني مدارها حول زحل في يوليو 2004، وهي تدرس الكوكب واقماره منذ 13 عامًا، وقد اقتربت مهمتها من الانتهاء، فيما تستعد "ناسا" لإسقاطها على سطح زحل نفسه، لكن المركبة أرسلت قبل ايام صورة جديدة جميلة للأرض التُقطت من خلال حلقات زحل، تنفيذًا للمرحلة الأخيرة من مهمتها، والتي تتضمن المرور عبر حلقات هذا الكوكب. &

بدأ تحليق كاسيني عبر حلقات زحل مؤخرًا، وستلتقط المركبة الفضائية الصغيرة ما تستطيعه من صور اثناء مرورها عبر الصفائح العملاقة من الانقاض الجليدية لحلقات الكوكب الجميل، لكن "ناسا" ستقوم بإسقاطها على سطح زحل نتيجة نضوب احتياطاتها من الوقود.

انتهاء المهمة

محرك البحث العملاق "غوغل" استوحى مناورة كاسيني المثيرة لنشر رسم متحرك على صفحته الرئيسة الأوسع شهرة في العالم. &

وتظهر في الرسم صورة المركبة كاسيني وهي تلتقط صور زحل اثناء مرورها عبر حلقاته العملاقة. &

والعملية التي تقوم بها المركبة كاسيني هي الأولى من بين 22 مناورة مقررة قبل ان تبدأ المرحلة الأخيرة من مهمتها. &

توماس زوربوكين، من مقر "ناسا" في واشنطن، قال إنه ما من مركبة فضائية اخترقت منطقة الحلقات الفريدة التي ستحاول كاسيني اختراقها 22 مرة. اضاف: "ما سنعرفه من دورات كاسيني الجريئة النهائية سيزيد فهمنا لكيفية نشوء الكواكب العملاقة والمنظومات الكوكبية في كل مكان وكيف تتطور".&

وبعد التحليق عبر ثغرة سعتها 2400 كلم ستنتقل كاسيني الى مدارها النهائي الذي يأخذها قرب قمر زحل الضخم تيتان، وهناك ستحرف جاذبية تيتان مسار كاسيني وتتسبب بانكماش مدارها الى ان تمر بين الكوكب والحافات الداخلية لحلقاته، ومن هناك ستهوى عبر السماء في 15 سبتمبر ايذانًا بانتهاء مهمتها رسميًا. &

قصة "كاسيني"

بعد اطلاق المركبة كاسيني عام 1997، أمضت سبع سنوات في التحليق عبر المنظومة الشمسية للوصول الى زحل. وخلال هذا الوقت مرت مرتين بالأرض ومرة بكوكب الزهرة ومرة بكوكب المشتري. &

كما أطلقت المركبة مسبارًا صغيرًا اسمه "هايغنز" هبط على تيتان قمر زحل في مطلع عام 2005. وكانت هذه اول مرة يتمكن فيها الانسان من انزال مركبة في الأطراف البعيدة للمنظومة الشمسية. &

يعتقد العلماء ان قمري زحل، "انسيلاداس" و "تيتان"، نشيطان جيولوجيًا ويمكن ان يدعما نشوء حياة بفضل المحيطات الواسعة تحت سطحيهما. وهذا احد الأسباب التي دفعت "ناسا" الى تجنب إسقاط كاسيني على أي من القمرين.&

منذ وصول كاسيني الى زحل منطلقة بسرعة 2040 مترا في الثانية، جمعت المركبة البالغ ارتفاعها 6.8 أمتار كميات ضخمة من المعلومات والتقطت الكثير من الصور لواحد من أروع الكواكب في المنظومة الشمسية. &

عام 2013 التقطت كاسيني صورًا شديدة الوضوح لزحل ينيره ضوء الشمس. وكانت أول صور تظهر فيها اقمار زحل وحلقاته وكوكب الأرض وكوكب الزهرة كلها في لقطة واحدة أُنشئت بدمج 141 صورة لاعطاء "نظرة ذات لون طبيعي" تغطي 404880 ميلًا عبر منظومة زحل.&

اعدت"ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي ميرور". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.mirror.co.uk/science/cassini-captures-stunning-earth-picture-10292068
& &
&