ريو دي جانيرو: أصدر القضاء البرازيلي الخميس احكاما بالسجن لمدد تتراوح بين خمسة أعوام و15 عاما، على ثمانية اشخاص ادينوا "بتشجيع اعمال ارهابية" لتنظيم الدولة الاسلامية والتخطيط لهجمات خلال دورة الالعاب الاولمبية في 2016.

وصدرت الاحكام عن محكمة في مدينة كوريتيبا (جنوب البرازيل) على الرجال الذين اوقفوا خلال أول دورة للالعاب الاولمبية تجري في بلد باميركا الجنوبية. 

وهذه الاحكام هي الاولى التي تصدر في إطار القانون الجديد لمكافحة الارهاب الذي وقعته في آذار/مارس 2016 الرئيسة السابقة ديلما روسيف تمهيدا لاولمبياد ريو دي جانيرو.

وقال القاضي ماركوس خوسيغريه دا سيلفا في حكمه ان هؤلاء الاشخاص "قاموا بتمجيد أعمال ارهابية وقعت في العالم وبالاحتفال بها ونشروا تسجيلات فيديو لصور اعدامات عامة نفذها تنظيم الدولة الاسلامية وتعليمات لمبايعة زعيم" التنظيم.

وأضاف أن المجموعة "ناقشت اهدافا محتملة في البرازيل -- أجانب خلال دورة الالعاب الاولمبية ومثليون ومسلمون شيعة ويهود --، ومعلومات عن انتاج قنابل يدوية الصنع واستخدام السلاح الابيض وحيازة أسلحة نارية".

وأجرى افراد المجموعة مناقشات حول الارهاب على الانترنت وخصوصا عبر تطبيق "تلغرام". وجرت دورة الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو من 05 الى 21 أغسطس بدون اي حادث يذكر.

وكان النائب العام رافايل بروم أوضح في سبتمبر ان أعضاء المجموعة عبروا في حوارات على تطبيق "تلغرام" رصدتها الشرطة عن "ضرورة الانتقال من التخطيط الافتراضي الى التطبيق" و"انتهاز فرصة الالعاب الاولمبية".

وتتركز الاتصالات التي جرت بين أعضاء المجموعة في الفترة الممتدة بين منتصف مارس و21 يوليو 2016، مع الاعلان عن توقيف اوائلهم في عملية للشرطة اطلق عليها اسم "هاشتاغ".

"جنون"

ووصف وزير العدل الكسندر مورايس حينذاك مجموعة الموطنين البرازيليين هذه بانها "خلية هواة" و"غير منظمة اطلاقا". واوضح ايضا انه "لم يكن لها هدف محددا"، استبعد اي صلة لها بتنظيم الدولة الاسلامية.

وقال ان "بعضهم بايعوا على الانترنت الدولة الاسلامية لكن لم يكن لديهم اتصالات شخصية مع الدولة الاسلامية على (تطبيق) واتس-اب". والتحرك العملي الاكبر للمجموعة كان محاولة شراء رشاش كلاشنيكوف من تاجر في السوق السوداء للسلاح في الباراغواي المجاورة.

وقام أفراد المجموعة بتشجيع بعضهم على التدرب على فنون القتال قبل اسبوعين فقط من بدء الاولمبياد. وكان وزير الدفاع راوول جونغمان أشار حينذاك الى "جنون" هذه المجموعة.

وقالت محكمة كوريتيبا التي تنظر في القضية ان الاحكام بالسجن تتراوح بين خمسة اعوام و15 عاما. ويمكن للمحكومين الذين تتراوح اعمارهم بين 19 و33 عاما استئناف القرارات.

ويفيد قرار القاضي دا سيلفا ان الترويج "لاعمال ارهابية" كان يتم عبر شبكات للتواصل الاجتماعي كان هؤلاء الاشخاص يتقاسمون عبرها افكارا جهادية ويتصلون ببعضهم البعض في مجموعات مغلقة بين 17 آذار/مارس و21 تموز/يوليو 2016.

وقال أحد أفراد هذه المجموعة كما نقل عنه النائب العام "اذ كان الامر لن يتعدى مناقشة المسألة ومواصلة نشر صور لعمليات قطع رؤوس كما يحدث على تطبيق واتس-اب، بدون وجود نية لنقوم بذلك بايدينا، ابلغوني لانني ساغادر المجموعة في هذه الحالة".

وتابع النائب العام انه لم يعثر على اي دليل لخطة عملية او صلات فعلية مع تنظيم الدولة الاسلامية، لذلك لم يلاحق اعضاء المجموعة "لاعمال تمهيدية للارهاب". واضاف انه في المقابل، رفضت "فرضية ان الرسائل والحوارات كانت مجرد فضول ديني ونكات وادعاءات".

وقبل بدء الالعاب الاولمبية كانت البرازيل تحت ضغط كبير لضمان أمن الدورة في ريو دي جانيرو التي تشهد بشكل طبيعي زيادة في الجرائم المسلحة. وقد حشدت السلطات 85 الف شرطي وعسكري لضمان أمن الاولمبياد التي شارك فيها 11 الف رياضي وحضرها مئات الآلاف من السياح.