خاص «إيلاف» من لندن: يوم الخميس 11 مايو، يلقي حسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبناني، خطابًا في ذكرى مرور عام على اغتيال القيادي العسكري في الحزب مصطفى بدر الدين في سورية، وهو أحد المتهمين بجريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري.

ويأتي هذا الخطاب بعد تقرير إخباري بثته قناة العربية& وجهت من خلاله أصابع الإتهام في مقتل بدر الدين الى نصرالله وحزبه، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول احتمالية تطرق الأخير الى تلك الإتهامات او تجاهلها بالكامل في خطابه المنتظر.

وبحسب& تقديرات خبراء عسكريين واستراتيجيين، سيختار نصر الله عدم الخوض في الاتهامات والشبهات حول قيام الحزب باغتيال بدر الدين، وبحسب مصادر في العائلة، سيمدح نصر الله بدر الدين ويمجده في خطابه المرتقب وسيسرد مناقبيته ومآثره وأهميته الكبيرة بالنسبة إلى الحزب، إلا أنه لن يتطرق إلى الإتهامات الموجهة إليه.&

تقول مصادر لبنانية مطلعة لـ «إيلاف» إن نصر الله سيستمر بالإدعاء أن دولًا عدة وراء هذه الحملة، وعلى رأسها إسرائيل والسعودية.

وتفسر هذه المصادر تصرفات نصر الله المتوقعة بأنه لن يستطيع تزويد الرأي العام بإثبات ان الحزب بريء من تهمة اغتيال بدر الدين، ولن يستطيع إعطاء أجوبة كافية وشافية وواضحة لما جاء في تقرير قناة "العربية" في هذا الموضوع.

إن قرار نصر الله الصمت حتى الآن والامتناع عن التعليق على اتهامه باغتيال قائد يدعي نصر الله إنه كان مقربًا منه ومن فيلق القدس الايراني، يشير إلى الحقيقة وراء القصة.

&وكان قد& أعلن الحزب أن بدر الدين قتل جراء قصف للثوار السوريين على مواقع حزب الله، لكن تبين بعد الفحص والتدقيق أن قوات المعارضة لم تكن قريبة من المنطقة في تلك الساعة، كذلك لم تسجل هناك حوادث قصف ولم تعلن اي من الفصائل المعارضة مسؤوليتها عن الاغتيال، ولم يستطع نصر الله حتى الان تفسير أمر موت بدر الدين وحدة من جراء "القصف"، في حين كان معه آخرون منهم إبراهيم حسين جزيني (نبيل)، مسؤول الأمن الخاص لنصر الله، وبقي سرًا أن الجنرال الإيراني قاسم سليماني غادر قبل دقائق من مقتل بدر الدين، وكان سليماني على خلاف مع بدر الدين حول الحرب السورية. ويسود الصمت حتى الآن، يفسره مقربو بدر الدين بأنه اعتراف بالجريمة، بحسب مصادر «إيلاف».

تجاهل الإتهامات؟!

وبحسب المصادر إن نصر الله سيحاول في خطابه تجاهل الأسئلة الصعبة والاتهامات الموجهة إليه وإلى قيادات الحزب. فهذه الاستراتيجية معروفة لديه وسبق أن قام بها مرات عدة، ولكن على الرغم من ذلك، يأمل مناصروه أن يبدد «سيّدهم» هذه التساؤلات، لأن لعدم التطرق إليها واستمرار الصمت في شأنها إسقاطات بعيدة المدى على الحزب، ربما تكون هدامة بسبب تفاقم الخلافات بينه وبين إيران في المسألة السورية.

وتضيف المصادر: "إذا ما نظرنا الى متصفحي الانترنت في لبنان، يمكن القول إن هذه التساؤلات والاتهامات أصبحت لديهم واضحة. ففي الأيام الاخيرة، نشر استبيان على صفحة في موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك تحمل اسم «حقيقة مقتل مصطفى بدر الدين»، يقف من ورائها على ما يبدو مناصرو بدر الدين في حزب الله. وجاء السؤال في الاستبيان كالتالي: هل تعتقد ان نصر الله هو من قام بتصفية مصطفى بدر الدين؟ شارك حتى الآن عشرات الآلاف من المتصفحين والنتيجة ان 67 في المئة منهم يعتقدون أن نصر الله هو من& اغتال بدر الدين".

مع الإشارة الى أنه في خطاب رثاء بدر الدين في العام الماضي، أسهب نصر الله في حديثه عن إنجازات بدر الدين، ووصفه بأنه أحد قادة المقاومة الأبطال، وأحد أدمغتها وأحد مؤسسي حزب الله؛ ومع ذلك، ظهرت في الأشهر الأخيرة في وسائل الاعلام تساؤلات في شأن هذه المسألة، واتهامات لحزب الله ولنصر الله شخصيًا بتدبير عملية الاغتيال.

يؤكد خبراء في علم النفس ولغة الجسد أن نصر الله سيضطر إلى تسجيل خطابه المتوقع كي لا يظهر عليه جليًا الكذب في أمر بدر الدين، وقد حدد هؤلاء الخبراء عند نصر الله بعض علامات الكذب وهي جفاف الحلق والإكثار من الشرب خلال إلقاء الخطاب والضحك غير التلقائي. ويقولون إنه يمكن رؤية كذب نصر الله وفهمه وكشفه في حال متابعة الخطاب والانتباه إلى الحركات التي ذكرت آنفًا.

في النهاية يقف& نصر الله أمام تحد كبير في مواجهة الشارع الشيعي والشارع اللبناني المؤيد له، فإذا لم تحصل تبرئة واضحة للحزب من دم بدر الدين، ستصبح الاتهامات حقيقة واقعة، وتتوقع المصادر أن يتغلغل في الداخلين اللبناني والشيعي اعتقاد أن عمليات اغتيال قادة كبار ربما تتكرر مستقبلًا.

&