«إيلاف» من لندن: في مؤشر على التطور السريع للعلاقات العراقية السعودية وتصاعد الاتصالات بين مسؤوليها، فقد بدأ رئيس هيئة اركان الجيش السعودي الفريق الاول الركن عبد الرحمن بن صالح زيارة الى بغداد اليوم.

وابلغ مصدر عراقي "إيلاف" أن هذه الزيارة وهي الاولى من نوعها التي تقوم بها شخصية عسكرية رفيعة الى بغداد منذ سنوات تأتي ضمن التطور الذي تشهده العلاقات السعودية العراقية وتهدف الى اجراء مباحثات مع وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي وعدد من قادته العسكريين لتنسيق الجهود العسكرية لمكافحة الارهاب وحفظ وصيانة أمن الحدود المشتركة، التي يبلغ طولها 814 كيلومترًا ومواجهة عمليات تهريب المخدرات عبرها.

واشار الى ان تعرض البلدين الى مخاطر الارهاب وطول الحدود الصحراوية بينهما دفعا الى الاتفاق على تعزيز هذه الحدود وتنسيق الجهود عسكريًا لمواجهة مخاطر هذا الارهاب.

وكانت السعودية اعلنت اواخر عام 2014 عن قيامها بتوسيع المنطقة الامنية العازلة من حدودها الشمالية مع العراق. وقال المتحدث باسم قيادة حرس الحدود في المنطقة الشمالية محمد الفهيقي انه "تمت زيادة عمق منطقة الحدود البرية مع العراق الى 20 كلم من خط الحدود". ودعا المواطنين والمقيمين بالابتعاد عن المناطق الحدودية المحظورة وعدم التجول بالقرب منها سواء لغرض صيد أو رعي أو غيره .
كما اقامت المملكة في ذات الوقت سياجًا امنيًا بطول 900 كم على حدودها الشمالية كخطوة لمنع التسلل والتهريب عبر حدودها مع العراق.

وتأتي مباحثات الفريق صالح مع نظرائه العراقيين بعد يومين من الاعلان عن تشكيل لجان أمنية مشتركة بين البلدين لحفظ امن حدودهما ومكافحة المخدرات وتبادل المعلومات الاستخبارية وتفعيل قدرات اجهزة الدفاع المدني فيهما وتسهيل دخول العراقيين الى المملكة، وذلك اثر مباحثات اجراها في جدة وزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي مع نظيره السعودي الامير عبد العزيز بن سعود بن نايف .

ويأتي هذا التنسيق الامني والعسكري بين العراق والسعودية بعدما اثيرت مؤخرًا مخاوف أمنية من تمركز قوات من فصائل الحشد الشعبي العراقي بالقرب من حدود بلادها الجنوبية مع السعودية نظرًا لارتباط هذه الفصائل بإيران التي تشهد علاقاتها مع المملكة ازمات سياسية وامنية خطيرة.

 وكان الاعرجي قد اكد مؤخرًا وجود مشتركات كثيرة تجمع بين العراق والسعودية مشددًا على ضرورة تفعيلها، وقال في محاضرة ببغداد حول الامن والمجتمع انه قد وجد خلال لقائه وزير الداخلية السعودي على هامش اجتماعات مؤتمر وزراء الداخلية العرب بتونس في وقت سابق ان هناك حرصًا من السعودية على تفعيل العلاقات الثنائية واللقاءات المباشرة واستثمار المشتركات الكثيرة بين البلدين.

واشار الوزير الى ان الجزء الاكبر من المشاكل بين البلدين كان بسبب الوسطاء بين الدولتين، الذين شوهوا الحقائق بحسب رأيه. وكشف عن وجود 3 سعوديين في سجون العراق انتهت فترة الحكم الصادرة بحقهم بسبب عبور الحدود الى داخل العراق بصورة غير شرعية .. لافتًا الى انه تم تقديم مقترح الى رئاسة الوزراء بإجراء عملية تبادل بين هؤلاء وعراقيين اثنين محتجزين في السجون السعودية .