بيروت: اشتدت حدة الاقتتال في محافظة ادلب (شمال غرب) بين جماعة جهادية نافذة وفصيل مقاتل رئيسي ليل الخميس الجمعة، وتوسع ليصل الى احد المعابر الحدودية، حسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.

واسفرت المعارك الجارية بين الجهاديين في هيئة تحرير الشام، التي تضم فصائل عدة ابرزها جبهة فتح الشام ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وبين حركة احرار الشام عن مقتل 65 شخصا على الاقل بينهم 15 مدنيا. 

وكانت الاشتباكات قد اندلعت في وقت سابق من هذا الاسبوع وسرعان ما انتشرت في هذه المنطقة التي تعد احد معاقل الفصائل المقاتلة.

واتسعت رقعة الاشتباكات لتشمل مناطق عدة من محافظة ادلب، بما في ذلك داخل معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، الذي كان يخضع لسيطرة حركة أحرار الشام الكاملة. 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "المعارك تدور الان داخل المعبر الذي تحول الى ساحة معركة واصبحت هيئة تحرير الشام تسيطر على جزء منه وحركة أحرار الشام على الجزء الاخر".

 كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس في المحافظة عن اشتباكات عنيفة على مشارف بلدة بنش، مشيرا الى محاولات من قبل هيئة تحرير الشام لاقتحام قرية رام حمدان.

وسبق للفصيلين المتنازعين ان تحالفا بشكل وثيق وشكلا اساس "جيش الفتح" الذي سيطر على معظم محافظة إدلب في عام 2015. 

الان ان حدة التوتر ارتفعت بين الفصيلين منذ مدة واندلعت الاشتباكات الأخيرة اثر خلاف حاد واستفزازات متبادلة مردها الى رغبة كل طرف برفع رايته في مدينة إدلب، مركز المحافظة.

ويغلب على هيئة تحرير الشام عناصر جبهة فتح الشام التي غيرت اسمها بعد ان كانت تدعى جبهة النصرة، وتمثل ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.

وبموازاة هذه الاشتباكات خرجت تظاهرات متفرقة ضد هيئة تحرير الشام في عدة بلدات في المحافظة، بما فى ذلك بلدة سرمدا حيث فتح الجهاديون يومى الاربعاء والخميس النار على المتظاهرين المناهضين لهم.

وادى اطلاق النار الاربعاء الى مقتل ناشط إعلامي كان يشارك في التظاهرات في المدينة. وقد اقام الجانبان نقاط تفتيش جديدة، وقبع السكان في منازلهم خوفا من وقوعهم ضحية الاشتباكات.

وقال المرصد ان 15 مدنيا على الاقل بينهم اربعة اطفال قتلوا في المعارك حتى الان بينهم ناشط اعلامي قتل في تظاهرة الاربعاء في سراقب. واضاف ان 50 مقاتلا من الطرفين قتلوا في اشتباكات وعمليات اعدام.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ منتصف مارس 2011 بمقتل أكثر من 330 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.