لندن: تزور بريطانيا حالياً الناشطة الحقوقية الالمانية سيران آتيش لعقد لقاءات مع قادة المسلمين البريطانيين وبحث توفير مساجد لا تفصل بين الجنسين في اطار دعوتها الى التسامح والحوار ومكافحة التطرف في الدين والسياسة.&

وكانت الناشطة الالمانية ذات الأصل التركي تعرّضت للضرب في الشارع وتلقت تهديدات بالقتل وصدرت فتاوى ضدها بعدما&فتحت في برلين مسجداً يصلي فيه الرجال والنساء معاً ويستكشفون تعاليم الاسلام التي تدعو الى المحبة والتعايش وتنبذ الغلو. &

وقالت آتيش "أنا أُقدر تماماً ان هناك اشخاصاً يعارضون ما نقوله ونفعله ولكن هناك آخرين ايضاً يشعرون ما نشعر به في بريطانيا كما في اماكن أخرى، وهذه فرصة لمناقشة ما يمكن عمله".&

مخالف للدين

ونقلت صحيفة الاندبندنت عن آتيش قولها "ان من حق أي شخص ان يصلي في مسجدنا، رجالا ونساء، واشخاصاً مثليين، من أي عرق. ومن الضروري بكل تأكيد حماية هذه الحقوق".&

واثارت مواقف آتيش (54 عاماً) ردود فعل معادية من رجال دين محافظين يرون ان ما يجري في مسجد ابن رشد ـ غوته الذي فتحته في برلين مخالف للدين. &

وفي مصر اعلنت دار الافتاء ان الاسلام لا يجيز صلاة الرجال والنساء معاً واصدرت جامعة الأزهر فتوى في هذا الشأن. وفي تركيا هاجمت رئاسة الشؤون الدينية "ديانت" ما يُمارَس في هذا المسجد بوصفه "لا شيء سوى تحريف للدين وتدميره". &

كما انضمت الى حملة الادانات منظمة دينية اسلامية في مدينة هامبورغ الالمانية. وامتدت الحملة ضد الناشطة الحقوقية الالمانية الى مواقع التوصل الاجتماعي. &

وقالت آتيش "ان هناك اهانات وتهديدات بقدر ما يتعلق الأمر بالمسجد ولكني أتلقى ايضاً 300 رسالة على البريد الالكتروني كل يوم من اشخاص يؤيدوننا ويحثوننا على الاستمرار. ونتلقى دعماً من سائر انحاء العالم، من الجزائر الى استراليا، ومن الولايات المتحدة وكندا. ونتسلم تبرعات تُرسل اليه.

خطف الإسلام &

كما وقفت الى جانب آتيش الفائزة بعدد من الجوائز في مجال حقوق الانسان، المستشارة الالمانية انجيلا ميركل رافضة الدعوات المطالبة بغلق مسجد ابن رشد ـ غوته. واتهمت حكومة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان المسجد بارتباطه بالداعية التركي المعارض فتح الله غولن.&

وفي بريطانيا ايضاً تلقت آتيش دعماً من شخصيات عامة تعمل في مجال حقوق الانسان ومكافحة التطرف بينها اللورد كارلايل، المراجع المستقل السابق لتشريعات مكافحة الارهاب، واللورد بانيك، وهو من كبار الحقوقيين المختصين بالقانون العام وحقوق الانسان في بريطانيا. &

وقالت آتيش ان هناك فرصة كبيرة لفتح مسجد مختلط في بريطانيا. واشارت الى ان السلطات البريطانية أخطأت حين سمحت باقامة ما يُسمى محاكم الشريعة قائلة انها معادية للمرأة المسلمة. وأكدت آتيش استعدادها للتحادث مع المسلمين المحافظين معربة عن ثقتها بأنهم "قلقون بالتأكيد من ان اشخاصاً عنيفين، بل ارهابيين يحاولون خطف الاسلام. وهم ايضاً بكل تأكيد يريدون ان يبينوا ان الاسلام دين سلمي روحي جميل".

اعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.independent.co.uk/news/world/liberal-mosque-seyran-ates-founder-lawyer-burqa-ban-death-threats-islam-muslim-a7861461.html
&