الرباط: قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية إن الخطاب الملكي ليوم أمس بمناسبة عيد الجلوس كان خطابا قويا من حيث المعاني التي حملها، وقويا في ألفاظه التي استعملها، وكانت فيه العديد من الرسائل لجهات متعددة، وذلك في في أول تعليق له، على الخطاب الملكي .

و أوضح العثماني في تصريح لموقع حزب العدالة والتنمية المغربي الذي ينتمي إليه، أن عددا من الإجراءات والإشكالات التي أشار إليها الخطاب، يجب أن تشكل أساس العمل المستقبلي سواء بالنسبة للحكومة، والأحزاب السياسية، والمنتخبين، والجماعات الترابية، لأن بعض أعطابها تشكل عوائق أمام استفادة المغرب بطريقة متوازنة من ثمار النمو الذي يعيشه.

و حول الانتقادات التي وجهها الخطاب الملكي بشأن تقاعس السياسيين والأحزاب المغربية عن أداء دورها في خدمة المواطن والوطن بصفة عامة، قال العثماني إنه على الرغم من كون بعض فقرات الخطاب تبدو متشائمة، إلا أنه ركز على أن الأمر لا يتعلق بتشاؤم وإنما بتشريح للواقع، وبوصف هذا الواقع، مبينا أن الخطاب ذاته يشير إلى أنه رغم الامكانيات المحدودة للمغرب إلا أنه يتقدم باستمرار.

و بخصوص النقد الذي وجهه الملك محمد السادس للإدارة المغربية وطريقة تسييرها، أضاف رئيس الحكومة قائلا"عندما تطرق إلى أنه على الرغم من الثقة الدولية في المغرب، ومن الانجازات المهمة على المستوى الاقتصادي، إلا أن تأثير ذلك على المستوى الاجتماعي كان متواضعا وضعيفا، أو عند الإشارة إلى ضعف الإدارة العمومية، وكون ذلك من المشاكل المعيقة لتقدم المغرب وضرورة إصلاح الإدارة، التي يجب أن تكون في خدمة المواطن، وأيضا عندما يشير الخطاب إلى أعطاب النخب السياسية أو المسؤولين، وهي أعطاب موجودة على العموم، واعتبر أن الخطاب في نفس الوقت حيا الشرفاء من هذه الأصناف كلها، الذين يعملون بجد، وهم موجودون أيضا.

و حول إشادة الخطاب الملكي بالدور الذي يقوم به رجال الأمن في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، أوضح العثماني أن في هذا إشارة إلى أن ما يتمتع به المغرب من أمن واستقرار هو أساس التنمية وخدمة المواطن، و أنه لا بد أن يكون لدى المغاربة جميعا إحساس بأهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار.

و يأتي تصريح رئيس الحكومة في الوقت الذي اختار فيه السياسيون وزعماء الأحزاب المغربية نهج سياسة الصمت حيال مضامين الخطاب الملكي، حيث دأبوا سابقا على إبداء انطباعاتهم بشأن المواضيع التي يتطرق لها الملك محمد السادس في خطبه الموجهة لعموم الشعب المغربي في مناسبات عدة.