على طريقته الخاصة ودّع برج العرب في دبي الفنان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا، حيث تزينت واجهة البرج بصورة للفنان الراحل مكتوب أسفلها "وداعًا للفن الأصيل".

إيلاف: غرّد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي قائلًا: "ودعت الكويت ومعها شعوب الخليج اليوم الفنان عبدالحسين عبدالرضا.. ودعنا ضحكة الخليج وفرحتها.. كل خليجي له وقت جميل معك.. أسعدك الله في مثواك".

مدرسة وطنية
وأعرب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد عن بالغ حزنه وتأثره لوفاة الراحل الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا، مشيرًا إلى أن الوطن قد فقد برحيله أحد أعلامه الكبار في مجال الفن المسرحي، كما فقدت الساحة الفنية المحلية أحد رواد ونجوم المسرح الكويتي والخليجي والعربي، مستذكرًا الرسالة الفنية التي حملها هذا الفنان العملاق ومسيرته الفنية الحافلة بالعطاء الفني والإبداع والتي تجاوزت الأربعين عامًا، وما قدمه خلالها من أعمال مسرحية وفنية متميزة وهادفة، تناولت الأعمال الدرامية والكوميدية، التي كانت وستظل محل إعجاب وتقدير الجميع، وستبقى باقية ومدرسة لمن يسير على نهجه في حبه لوطنه وتفاعله مع قضاياه.

قدّر أمير الكويت في تصريحات صحافية دور الفنان الكبير في النهوض بالحركة والأعمال المسرحية وتطويرها في الكويت وانتشارها وتأثيرها خارج حدود الوطن، مؤكدًا أن الوطن لن ينسى أبناءه الأوفياء ممن أسهموا في عطائهم وبذلوا جهودهم في مختلف المجالات وكل الظروف لخدمة وطنهم،، ولرقيه ونهضته، مبتهلًا إلى المولى بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أسرته الكريمة وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.

هاشتاغ يتصدر
وكانت الكويت قد شيّعت مساء اليوم عميد الكوميديا ورائد المسرح الفنان العملاق عبدالحسين عبدالرضا، الذي وافته المنية في أحد مستشفيات لندن عن عمر ناهز 78 عامًا، بعد أيام من دخوله العناية الفائقة وخضوعه لعملية جراحية، إلى مثواه الأخير. 

تصدر هاشتاغ #الكويت_تبكي_عبدالحسين_عبدالرضا، وكان الأكثر تداولًا على تويتر الخليج، حيث تداول محبو الفنان الراحل صورًا ومقاطع فيديو تقديرًا لمشواره الفني، داعين له بالرحمة والمغفرة.

الراحل في سطور
ولد الفنان عبدالحسين عبدالرضا في دروازة عبد الرزاق بفريج العوازم في منطقة شرق في العام 1939 لأب يعمل بحارًا، وهو السابع من بين أخوته الأربعة عشر، وتلقى تعليمه في الكويت حتى مرحلة الثانوية العامة في مدرستي المباركية والأحمدية.

عمل في وزارة الإرشاد والأنباء في قسم الطبع، ثم سافر في بعثة إلى مصر على نفقة الوزارة العام 1956 لتعلم فنون الطباعة، وفي العام 1961 سافر في بعثة إلى ألمانيا، لاستكمال الدراسة في فنون الطباعة.

تدرج في الوظائف الحكومية، حتى وصل إلى منصب مراقب عام قسم الطباعة في وزارة الإعلام العام 1959 إلى أن تقاعد في 30 سبتمبر 1979.

تعرّض الفنان عبد الحسين عبد الرضا لأزمات صحية عدة، منها أزمة قلبية في العام 2003 أثناء تصويره لمسلسل «الحيالة»، نقل على إثرها إلى المستشفى، وتبيّنت إصابته بانسداد في الشرايين، وسافر بعدها إلى لندن لإجراء جراحة عاجلة، وعاد بعد شفائه لإكمال تصوير المسلسل.

كما تعرّض لأزمة حادة في العام 2005 إثر إصابته بجلطة في المخ، أدخل على أثرها إلى العناية المركزة في مستشفى مبارك الكبير ونقل بعدها إلى العلاج في ألمانيا. بعد الانتهاء من مسلسل «العافور»، أجرى عمليتي قسطرة للقلب في لندن العام 2015، وفي 9 أغسطس الجاري، فتم نقله إلى المستشفى، حيث قد تعرّض لوعكة صحية شديدة في العاصمة البريطانية لندن، وقد دخل إثرها العناية المركزة.

4 زيجات
يعتبر الفنان عبدالحسين عبدالرضا من مؤسسي الحركة الفنية في الخليج مع مجموعة من الفنانين منهم خالد النفيسي وعلي المفيدي وسعد الفرج وإبراهيم الصلال وغانم الصالح وغيرهم.

تزوج أربع مرات في حياته، ولديه ثلاث بنات وولدان، أكبرهم عدنان، وأصغرهم بشار، الذي يعمل في المجال الفني أيضًا، كما إن ابنته منال فنانة تشكيلية.

كانت بداياته الفنية في أوائل ستينات القرن الماضي، وتحديدًا في العام 1961 عندما شارك في مسرحية «صقر قريش» بالفصحى حيث كان بديلًا من الممثل عدنان حسين، وأثبت نجاحه، لتتوالى بعدها الأعمال من مسلسلات تلفزيونية ومسرحيات ومعها الإنجازات.

قدم عبدالرضا العديد من المسلسلات، التي قارب عددها 30 مسلسلًا، وبعضها كان الأشهر خليجيًا على الإطلاق، ومنها "درب الزلق" مع سعد الفرج وخالد النفيسي وعبد العزيز النمش وعلي المفيدي، وأيضًا مسلسل «الأقدار» الذي كتبه بنفسه.

مسرح وموسيقى
كما كانت تجربته المسرحية غنية، حيث قدم نحو 33 مسرحية كان أشهرها «باي باي لندن» و«بني صامت» و«عزوبي السالمية» و«على هامان يا فرعون» وغيرها. كما كتب بعض أعماله المسرحية والتلفزيونية بنفسه، ومنها «سيف العرب» و«فرسان المناخ» و«30 يوم حب» و«قاصد خير».

خاض عبدالرضا أيضًا مجال التلحين والغناء والتأليف المسرحي والتلفزيوني، وأصبح منتجًا، حيث اشتهر بالشخصية الساخرة المرحة التي تنتقد وتسخر من الأوضاع العربية بقالب كوميدي، وهو أحد مؤسسي فرقة المسرح العربي العام 1961 وفرقة المسرح الوطني العام 1976 ومسرح الفنون العام 1979 وشركة مركز الفنون للإنتاج الفني والتوزيع العام 1989.

اشتهر بجمال صوته، وهو ما ميّزه عن بقية الفنانين في جيله، ما جعله يخوض تجربة الأوبريتات التي شارك في ثمان منها، وكان أول فنان يخوض تجربة الأوبريتات التمثيلية الغنائية التي لاقت نجاحًا كبيرًا، إضافة إلى أنه قام بالغناء ضمن أعماله التلفزيونية والمسرحية عندما كان العمل يستدعي ذلك.

ومن الأغاني الشهيرة التي قدمها أغنية بمناسبة زيارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلى الكويت بعد التحرير بعنوان"مستر بوش" شاركه فيها الفنانان داوود حسين وحياة الفهد.