أسامة مهدي: في جريمة بشعة جديدة لداعش في العراق، هاجم التنظيم منزلاً لضابط شرطة بشمال البلاد وقام بنحر افراد عائلته السبعة، فيما دفعت قيادة القوات العراقية بتعزيزات كبيرة من قوات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي نحو قضاء تلعفر غرب الموصل تمهيدًا لاطلاق معركة تحريرها من سيطرة التنظيم.

واعلن في بغداد اليوم عن اقتحام عناصر مسلحة لتنظيم داعش فجر الجمعة منزل ضابط في شرطة محافظة كركوك ونحر أفراد عائلته السبعة.

وقال مصدر أمني إن عدداً من عناصر داعش تسللوا الى قرية الملح التابعة لقضاء الدبس شمال غرب كركوك (225 كم شمال شرق بغداد) واقتحموا منزل المقدم في شرطة الاقضية والنواحي فرحان حمد العزاوي، وقاموا بإختطاف الضابط مع سبعه آخرين من ابنائه واقاربه.

واشار المصدر، بحسب تقارير لوكالات انباء محلية اطلعت عليها "إيلاف"، الى ان الضابط تمكن من تخليص نفسه من عناصر داعش ثم اشتبكت القوات الامنية معهم هناك وعثرت على مقربة من القرية على سبع جثث تعود لثلاثة من ابناء الضابط، وهم محمد واحمد وغني، واقارب له هم سعد حسن العزاوي واحمد حسن العزاوي واثير محمد سهيل العزاوي وحسين محمد الحمداني، وهم منحورون وعليهم اثار اطلاق رصاص في منطقة الصدر.

ومن جهته، اوضح ضابط في الشرطة أن مسلحين مجهولين هاجموا فجرًا منزل الضابط و قتلوا ثلاثة من أبنائه وإثنين من أبناء شقيقه وإثنين آخرين من ابناء خاله. واشار الى ان قوات البيشمركة نصبت كمينًا لعناصر داعش اثر الحادث وتمكنت من قتل إثنين منهم وتحرير الضابط.

وتتولى قوات البيشمركة حماية المناطق الواقعة بين الدبس وقضاء الحويجة التي تشهد بين فترة وأخرى هجمات وعمليات تسلل لعناصر داعش تستهدف مناطق التماس بين البيشمركة والتنظيم كان آخرها الشهر الماضي مهاجمة منزل وقتل مختار مع اربعة من اقاربه قرب الدبس ايضًا.

ومن جهته، قال المقدم فرحان حمد الذي تم الهجوم على منزله واختطافه من قبل عناصر داعش إن "عدد المسلحين الذين هاجموا منزله كانوا عشرين، حيث ادعوا في البداية انهم من قوات البيشمركة وبعد دخولهم المنزل عرف انهم ليسوا كذلك، وقال لهم انتم لستم من البيشمركة انتم من تنظيم داعش. واضاف "فقدت 3 من ابنائي و3 من ابناء اخواني، وأحد ابناء اعمامي خلال هذا الهجوم المسلح، بالإضافة الى اصابة خمسة آخرين من افراد عائلتي.

ومازال تنظيم داعش يسيطر على مناطق بجنوب غربي كركوك، يذكر ان العراق طلب من الأمم المتحدة خلال الاسبوع الحالي مساعدته في جمع أدلّة على الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش من خلال إصدار قرار من شأنه المساعدة على تقديم المسؤولين عن تلك الجرائم إلى العدالة.

ومن جهته، أكّد نائب سفير المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة جوناثان ألين للصحافيين أهمّية وجود قرار في هذا الصدد. وقال "سنعمل مع العراقيين ومع شركائنا في مجلس الأمن للتوصل إلى حلّ من شأنه أن لا يترك أي مخبأ لداعش في أيّ مكان". 

تعزيزات عسكرية الى تلعفر

دفعت قيادة القوات العراقية اليوم الجمعة بتعزيزات كبيرة من قوات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي نحو قضاء تلعفر غرب الموصل تمهيدًا لاطلاق معركة تحريرها من سيطرة تنظيم داعش.

فقد وصلت تعزيزات عسكرية الى مشارف قضاء تلعفر للمشاركة بعمليات تحرير القضاء فيما كان لواء مدرع قد توجه امس الى القضاء تلعفر بينما يشهد اليوم وصول آخر قطعات اللواء استعدادًا للمشاركة في عمليات تحرير القضاء.

ومن جانبها، قالت قيادة الحشد الشعبي ان اللواء الثاني عشر التابع لها قد نفذ الجمعة عملية استباقية بناءً على معلومات استخباراتية بالقرب من الصينية شمال غرب محافظة صلاح الدين شمال بغداد، وحال دون فتح داعش لثغرة في هذه المنطقة.

يذكر انه تمهيدًا لانطلاق معركة تحرير تلعفر يواصل سلاح الجو منذ اربعة ايام ضرب اهداف التنظيم فيها بالترافق مع تقدم قوات النخبة الى مشارفها بإنتظار اشارة العبادي لبدء الهجوم.

وقال المتحدث باسم قيادة القوات المشتركة العميد يحيى رسول إن القطعات المشتركة في المعركة تنتظر ساعة الصفر لبدء عملية التحرير حيث انها تجري حاليًا عملية الاستحضارات لبدء المعركة.

واوضح ان هناك "ضربات جوية لاستنزاف داعش وتجريده من اسلحته ومعداته من خلال استهداف مقرات القيادة والسيطرة ومستودعات الاسلحة ومعامل التفخيخ وتجمعات التنظيم في تلعفر ووفق المعلومات الاستخبارية المرسلة الى القوة الجوية العراقية".

وتلعفرالمدينة التي كان عدد سكانها قبل أن تسقط في قبضة التنظيم في يونيو 2014 حوالي ربع مليون نسمة شهدت موجات من العنف الطائفي بين السنة والشيعة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وأفرز بعضًا من أكبر قادة داعش. 

وتلعفر من المدن التركمانية التي يقطنها سنة وشيعية، وهي مركز قضاء تلعفر الذي يقع على بعد 70 كم شمال غربي الموصل، وهي من كبرى المدن في محافظة نينوى ويبلغ عدد سكان القضاء حوالي نصف مليون نسمة ومساحته 28 كيلومترًا مربعًا وتبعد تلعفر المدينة عن غرب الموصل حوالي 45 كيلومترًا وعن جنوب الحدود العراقية التركية بحوالي 55 كيلومترًا وعن شرق الحدود العراقية السورية بحوالي 60 كيلومترًا.