إيلاف من نيويورك: تمر علاقة البيت الابيض، والكونغرس بجناحيه الديمقراطي والجمهوري بمرحلة حرجة بفعل الثقة المفقودة بين الجانبين. 

واذا كان غياب الود بين إدارة الرئيس ترمب واعضاء الحزب الديمقراطي في مجلسي الشيوخ والنواب امر طبيعي، فان التوترات القائمة مع المشرعين الجمهوريين وحملات الانتقادات المتبادلة تساهم في تأخير تنفيذ اجندة الرئيس الأميركي التشريعية. 

صعوبة في التواصل

وعلى بعد أيام من شهر سبتمبر الحاسم، يجد الجمهوريون في الكونغرس صعوبة في التواصل مع البيت الابيض، والسؤال الوحيد المطروح من قبل هؤلاء، مع من يمكننا التحدث في البيت الابيض.

رحيل رئيس اركان موظفي البيت الابيض، رينس بريبوس، وكبير مساعدي الرئيس للشؤون الاستراتيجية، ستيفن بانون، جعل التواصل في ادنى مستوياته، خصوصا وان الرجلين لديهما علاقات واسعة في الكونغرس.

كيلي وغياب العلاقات

ورغم الاحترام الذي يحظى به رئيس اركان الموظفين الجديد في الابيض، الجنرال جون كيلي، غير انه لا يمتلك علاقات مع مشرعي الكونغرس كتلك التي كان يمتلكها سلفه، كما العديد من النواب الجمهوريين لا يعرفونه شخصيا بحسب ذا هيل. 

قدرة الجنرال

وتثار تساؤلات حول قدرة الجنرال المتقاعد على رفع لواء قضايا المحافظين، ونقل ذا هيل عن احد المشرعين فى مجلس النواب قوله ان "هناك احتراما كبيرا لجون كيلي ولكن ليس هناك اعتقاد حقيقي بان اى شخص اخر يمكنه تنفيذ جدول اعمال ترامب بفعالية حتى يستبدل كيلي بانون بزعيم محافظ"، وأضاف جمهوري آخر في مجلس النواب: "كيلي هو بالتأكيد قوة ضخمة، لكنني لا أعرفه".

بريبوس صديق رايان

 بريبوس من جهته كان قد امضى سنوات فى اللجنة الوطنية للجمهوريين قبل الانضمام الى ادارة ترمب، وهو صديق مقرب وحليف للرئيس بول ريان. بذل أيضا جهودا متضافرة للتواصل مع المحافظين عبر الهاتف أو من خلال رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية.

من يخلف بانون 

اما بانون الذي عاد إلى دوره السابق في قيادة موقع بريتبارت نيوز، كان يعد صوتا مقاتلا ومحافظا في الجناح الغربي في البيت الابيض قبل رحيله، وحليف طبيعي لتجمع الحرية المحافظ.

ويطالب المحافظون الجمهوريون الرئيس الأميركي بايجاد شخصية موثوقة من قبل المحافظين لتأخذ مكان بانون وبروز مخاوف من تحول الجناح الغربي نحو اليسار وأن يستمع الرئيس لنصائح إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر وغاري كوهن.

أسماء عديدة طرحت لخلافة بانون وشملت رئيس مجلس النواب السابق، نيوت جنغريتش، والسيناتور السابق جيم ديمينت، وجيم جوردان، الذي شغل منصب رئيس كل من تجمع الحرية ولجنة الدراسات في الحزب الجمهوري.

كيليان ستتواصل

وفي الوقت الذي رفضت فيه متحدثة باسم البيت الابيض التعليق على تساؤلات ذاهيل. قال مصدر في البيت الابيض، "انه من غير المحتمل ان يتم شغل وظيفة بانون، متنبئا بان كيليان كونواي، مدير حملة ترامب السابق والعضو الرئيسي فى الدائرة الداخلية للرئيس، سترفع من وتير تواصلها مع المحافظين فى غياب بانون، فالكثير من الناس يعرفونها ويثقون بها".

مارك ميدوز، نائب نورث كارولينا، والرئيس الحالي لتجمع الحرية، رأى من جهته ان التواصل مع البيت الأبيض بشأن القضايا الحرجة لا يزال يحدث بشكل منتظم. لقد وجدت جون كيلي وكبار الموظفين الاخرين مستعدين جدا لمناقشة القضايا".

ميدوز الذي كان قد عمل بشكل وثيق مع الثنائي بريبوس وبانون، اشار "الى أن خروجهم من البيت الابيض لا يعتبر إيجابيا للمحافظين".

صدمات الصيف

صدمات الصيف التي وقعت في البيت الابيض، وخروح مدير الاتصالات مايك دوبك، وخليفته انطوني سكاراموتشي، والمتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر جاءت قبل الموعد الكبير والحاسم للكونغرس في ايلول حيث يعمل الجمهوريون جاهدين إلى رفع سقف الدين، وتمويل الحكومة، وإجراء إصلاحات ضريبية، وساهم هجوم ترمب على بول رايان وميتش ماكونيل بفعل عجزهما عن تمرير مشاريعه، في وصول الثقة الى ادنى مستوياتها. 

حراك بنس

الاجواء المتوترة دفعت بنائب ترمب، مايك بنس الى التواجد بشكل كبير في مبنى الكابيتول، للتفاوض مع المشرعين والتكتلات لتمرير المشاريع، واصبح معظم الاعضاء يحتفظون برقم هاتفه الشخصي.