«إيلاف» من الرياض: أثار الكاتب السعودي فاضل العُماني رأيًا عامًا تجاه عدة قضايا وملفات أخذت أبعادًا بتفاعل المغردين على منصة تويتر وبعض الجهات الحكومية، وكان الكاتب العُماني قد كتب سلسلة تغريدات في السياحة والتاريخ والآثار وعن مشاهداته خلال رحلة قام بها لعدد من المدن السعودية، وقام بتوثيق بعض المشاهدات بالصور الفوتوغرافية والفيديو. 

وكان الكاتب السعودي قد خرج في رحلة سياحية من منزله في جزيرة تاروت بمحافظة القطيف شرقاً متوجهاً إلى منطقتي حائل القصيم ومحافظاتها في وسط السعودية . يقول الكاتب فاضل العُماني في حديثه لـ "إيلاف"، " خرجت من منزلي وأنا انظر إلى قلعة تاروت وأنظر إلى التاريخ من حولي عازمًا استكشاف مناطق ومحافظات وطني وتاريخها " ، رصد الكاتب العُماني ملاحظاته ومشاهداته متنقلاً بين موقدة حاتم الطائي إلى توارن ( منازل حاتم الطائي ) وقبره ثم راحلاً إلى برج الشنانة ومنها إلى صخرة عنتر وعبلة . " لو كان كل هذا التاريخ في بلد آخر لحججنا إليه ، لكنه بيننا ولا نلتفت إليه بل لا نعتني به " ، يقول فاضل العُماني . 

انطلق العُماني من الدمام إلى الرياض بالقطار وحين أبلغه مستضيفوه في القصيم أن رحلته بالطائرة ستكون جاهزة في الغد أبلغهم برفضه تلك الفكرة وطلب منهم ترتيب رحلته بالقطار ( قطار الشمال ) وقال في حديثه لـ"إيلاف " كنت قد سمعت بتدشين هذا الخط مؤخرًا وأحببت أن أخوض هذه التجربة ، وفي الحقيقة سأعيد تكرارها، هذا القطار منجز كبير ومفخرة لكل الوطن " ، ربما لم يدرك العُماني وهو في القطار المنطلق بسرعة ٢٠٠ كلم وسط صحراء نجد، أنه سيكون في عين عاصفة الكرم والأسواق الصغيرة والمهرجانات البسيطة. 

فاضل العماني في زيارته للقصيم

 

رحلة بالقطار نحو القصيم

يصف العُماني في حديثه لـ "إيلاف" رحلته بالقطار نحو القصيم " للقطار والسفر توأمة أنيقة منذ قرنين تقريبًا ، القطار يمثل حالة هروب مستقيم لا يمكن أن تعيشها إلا إذا كنت في داخل ذلك الأنبوب الحديدي ، أعشق السفر بالقطار وأعشق الارتماء بحضن التفاصيل الجميلة التي تسكن القطار، صفارته التي تطرب الفؤاد، هرولته الأنيقة التي تبعث الأمل ونظرات المسافرين التي تحدق نحو الممرات " .

حماسة الكاتب العُماني لم تنطفئ مثل موقدة الطائي، فسريعا شرع بكتابة مقالين في جريدة الرياض عن القصيم وحائل وعن ما كتبه الرحالة والمؤرخون من حضارات هذه المناطق وتاريخها وآثارها الغالية. ولكن الكاتب يتساءل عن مدى القدرة على الوفاء بالاهتمام بالكنوز التاريخية المهملة عبر عدة تغريدات لقيت صدى وتفاعلاً.

قلعة اعيرف على جبل اعيرف في حائل

 

توثيق مشاهداته

رصد الكاتب العُماني من خلال حسابه في منصة تويتر توثيقاً لمشاهداته لأهم المعالم والآثار التاريخية في حائل والقصيم، وقام خلال زيارته لحائل بتصوير لموقدة حاتم الطائي وتحسر خلاله على العبث الذي طال هذا المعلم بالخربشات والتشويه ورمي النفايات . وأخذ هذا التوثيق أصداء واسعة، قام على إثره عدد من الصحف والقنوات التلفزيونية بالحديث عنه وتفاعلت مع ذلك الهيئة العليا للسياحة. وموقدة حائل الواقعة على جبل السمراء كانت تشعل ليستدل بها المسافرون والضيوف من بعيد. " هنالك العديد من القصص والحكايات لتروى، المواطن السعودي يجب أن يخرج من منزله ليطلع على تلك الحكايات الموجودة في كل الوطن "، يقول العُماني . 

موقدة حاتم الطائي من تصوير فاضل العماني

 

منجز حضاري

وعن كيفية تحول هذا التراث والتاريخ الجميل إلى منجز حضاري قائم لا يعاني أمن النسيان والإهمال، قال العماني "إن التراث والتاريخ والحضارة التي تزخر بها المجتمعات هي منجزات راكمتها السنون والتجارب والانتصارات والهزائم والأحلام والطموحات تفخر بها الشعوب باعتبارها ملامح تشبهها". 

ربما مثل هذه الزيارات والتغريدات وهذا التفاعل ينعكس إيجابًا على الخطط التي تنوي الجهات الحكومية تنفيذها في ما يتعلق بحماية الآثار التاريخية والتراثية والاستفادة منها في البرامج السياحية التي تنوي إقامتها. وبالفعل، فإن برامج التحول الوطني والرؤية تستهدف مباشرة حماية وتطوير الكثير من المواقع التراثية والتاريخية لتحويلها لوجهات سياحية جاذبة . 

فاضل العماني أثناء زيارته للقصيم