قبل أقل من عام بقليل، أعلن ستيفن بانون، كبير المساعدين سابقًا للرئيس الأميركي دونالد ترمب، حربه على أركان المؤسسة الجمهورية متعهدًا بخوض معركة للإطاحة بهم في الانتخابات النصفية عام 2018.

إيلاف من نيويورك: بانون لم يكتفِ بالشعارات فقط، بل عمد فعلًا إلى فتح مواجهة أولى في ألاباما، وقادها القاضي المحافظ روي مور، الذي نجح في إسقاط المرشح المدعوم من الحزب الجمهوري والرئيس ترمب لوثر سترينج في الانتخابات التمهيدية، قبل أن يسقط أمام نظيره الديمقراطي دوغ جونز في الانتخابات العامة في مفاجأة غير متوقعة في الولاية التي تعد معقل المحافظين.

فرملة الاندفاعة
الهزيمة المريرة، والهجوم الشرس الذي تعرّض له من قبل الرئيس الأميركي، بعد نشر كتاب "نار وغضب... داخل بيت ترمب الأبيض"، بعد تصريحاته المثيرة التي أدلى بها للكاتب مايكل وولف، دفعا&ببانون إلى فرملة اندفاعته، بعدما كان قد وضع لائحة بأسماء المسؤولين الجمهوريين المستهدفين.

حمامة سلام
وعلى بعد أقل من مئة يوم من موعد الانتخابات النصفية، تراجع كبير المساعدين الاستراتيجيين السابق عن فكرة الحرب، وتحوّل إلى حمامة سلام داخل الحزب الجمهوري، يدعو إلى الوحدة، وينبذ التفرقة، خشية نجاح الديمقراطيين في استعادة السيطرة على الكونغرس الأميركي، مقررًا السير على خطى ترمب هذه المرة، ومعاكسًا تصريحاته السابقة التي حاول من خلالها الإيحاء بأنه يقف خلف الأفكار التي تبناها الرئيس، وجعلها شعارات لحملته الانتخابية، فعمد إلى محاولة تعبئة القاعدة الجمهورية للتصويت بكثافة خلال الانتخابات "المصيرية".

تساوي انتخابات 2020
اعتبر بانون أن الانتخابات النصفية توازي في أهميتها حملة إعادة انتخاب ترمب، مكررًا تصريحات الرئيس حول المحاولات التي سيبذلها الديمقراطيون لعزل ترمب في حال فوزهم في مجلسي الشيوخ والنواب.
&
صوّتوا أو استعدوا للأسوأ
ودعا القاعدة الشعبية لترمب إلى الخروج بكثافة والتصويت، كما حدث عام 2016، قائلًا: "جميع الذين صوّتوا في عام 2016 يجب عليهم القيام بذلك مرة أخرى، أو مواجهة أول إجراء (محاولة عزل ترمب) ستتخذه نانسي بيلوسي أو أي مسؤول ديمقراطي في مجلس النواب الجديد".

المهم ترمب
وحث بانون أنصار ترمب على التصويت للجمهوريين، حتى لو كان من بينهم مرشحون لا يدعمون الرئيس أو معروفون بـ"RINOs"، أي أنهم جمهوريون بالاسم فقط، وبرر دعوته لانتخابهم، بعدما سبق وأعلن الحرب عليهم بالقول: "هذا استفتاء وطني.&
وسواء أكان المرشح جمهورياً بالاسم فقط، أو شخصية معروفة في المؤسسة، أو عضوًا في الكونغرس أو عضوًا في مجلس الشيوخ ولا تؤيده تمامًا، فهذا ليس السؤال الآن. السؤال هو عن الرئيس ترمب وجدول أعماله. وسيكون عليك أحيانًا التصويت لمصلحة &أشخاص لا ترتاح لهم".

استفتاء على سياسة البيت الأبيض
تكتسي الانتخابات النصفية&أهمية كبيرة باعتبارها تشكل استفتاء على سياسة ترمب وإدارته منذ توليه الحكم، ويعمل الرئيس الأميركي ونائبه على تعبئة القاعدة الشعبية، وتحذيرها من مغبة فوز الديمقراطيين في الانتخابات.

الأولوية للانتخابات
وأصبح واضحًا أن أولوية ترمب هي في التحضير لهذه الانتخابات، رغم كل الإشكالات الداخلية التي تواجهه، وعلى رأسها التحقيقات في التدخل الروسي، والضجيج المثار حول الحرب التجارية والعلاقة مع أوروبا والصين، وأزمة كوريا الشمالية وإيران.

وقد أكد منذ يومين عزمه المشاركة في الحملات الانتخابية للمرشحين الجمهوريين في الولايات الأميركية على مدار ستة أو سبعة أيام في الأسبوع، قبل ستين يومًا من موعد الانتخابات في السادس من نوفمبر".
&