لندن: اكتشف فلكيون على أعتاب بابنا الكوني مجرات من أول ما نشأ في الكون. وقال باحثون من جامعة درام البريطانية وهارفرد الاميركية إن هذه المجرات القريبة من درب التبانة ربما يزيد عمرها على 13 مليار سنة. وأنها نشأت بعد نحو 100 مليون سنة على الانفجار الكبير وتضم عدداً من أوائل النجوم التي أضاءت الكون.&

ومجرتنا نحن، درب التبانة، واحدة من مليارات المجرات في الكون. ونشأت هذه المجرات بما فيها من نجوم وكواكب قرب مجرتنا نتيجة تصادم اللبنات الأولى لبناء الكون واندماجها.&

ويفتح الاكتشاف نافذة على ما كان عليه الكون قبل أكثر من 13 مليار سنة. وبحسب البروفيسور كارلوس فرينك من جامعة درام فإن "اكتشاف عدد من اوائل المجرات التي نشأت في كوننا حيث تدور في باحة درب التبانة هو المعادل الفلكي لاكتشاف رفات اوائل البشر الذين سكنوا الأرض. وهو أمر مثير للغاية".&

وقال رئيس فريق الباحثين الدكتور سوناك بوسي من جامعة هارفرد لبي بي سي "إن 50 أو حتى 90 في المئة من كتلة بعض هذه المجرات تكونت عندما كان عمر الكون أقل من مليار سنة وان عمرها اليوم يكون في حدود 13 مليار سنة".&

ودرس الفلكيون ما يُسمى "الدالة الضيائية" للمجرات التابعة الصغيرة التي تدور في فلك درب التبانة وجارتها اندروميدا. وتشير الضيائية الى اجمالي كمية الطاقة المنبعثة من مصدر فلكي في الثانية والدالة تحدد عدد المجرات لقدر معطى من القوة الضوئية.&

وعندما حدد الباحثون مواقع هذه المجرات حسب دالتها الضيائية فإنها انفصلت الى مجموعتين متميزتين. ويقدر الباحثون ان المجموعة الأولى نشأت "خلال العصور المظلمة" للكون وهي فترة من التبريد بدأت نحو 380 الف سنة بعد الانفجار الكبير واستمرت 100 مليون سنة.&

ويبدو ان المجموعة الثانية التي تتألف من مجرات أسطع بعض الشيء نشأت بعد مئات ملايين السنين على نشوء المجموعة الأولى.&

وبسبب وجود هذه المجرات القديمة على اعتاب بابنا الكوني، كان اكتشافها ممكناً ولكنها ينبغي ان تكون موجودة في انحاء الكون وقد يكون عددها اكبر بكثير من المجرات الساطعة مثل مجرتنا درب التبانة.&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.bbc.co.uk/news/science-environment-45198764