أكدت مصادر سورية أن الوضع في سوريا لم يتحسن، وأن المجتمع الدولي مسؤول مسؤولية كاملة بسكوته وتشجيعه ودعمه النظام عن ذلك، فيما يستمر النزيف السوري ويتفاقم.

إيلاف: اعتبر المحامي أنور البني مدير المركز السوري للأبحاث والدراسات القانونية في تصريح خصّ&به "إيلاف" أن المجتمع الدولي يتحمّل ما وصل إليه الوضع السوري من مراوحة، بل وصول الأمور إلى ما هي عليه الْيَوْم، وكان متخاذلًا، ولم يدعم الشعب السوري ومطالبه في الحرية والكرامة والديمقراطية، ولا يزال يدعم نظام قاتل مجرم، ويتعامل معه بمختلف الطرق، ويدعمه ويتغاضى عن كل جرائمه.&

الغرب والمعارضة مسؤولان
اتهم البني الدول الغربية بأنها "هي من فرّقت المعارضة السورية وشوّهتها، وأدخلت إليها الإخوان المسلمين والمتطرفين، وتلاعبت بها".

لكنه لمّح في الوقت نفسه إلى مسؤولية جزئية تتحملها المعارضة، وأوضح أن المعارضة الوطنية السورية "هي أيضًا تتحمل جزءًا مما وصل إليه الوضع السوري، خاصة أنها امتثلت إلى ما تريده هذه الدول الغربية، ولم تتبنَّ رأيًا خاصًا، ولم تقف في وجه تسفيه المطالَب السورية، ولم ترفض الإملاءات والأوامر، بل بالعكس استسلمت للغرب، الذي لم يتحرك، ولم يقدم على أي إجراء جدي حقيقي".

ولفت إلى أن هذا الوضع مستمر منذ التدخل الروسي في 2015، لأن السوريين ما بعد تدخل موسكو لم يعودوا يملكون القرار. أضاف أن "روسيا قلبت المعادلة، وأصبح السوريون، بمن&فيهم النظام، لا قرار لهم في تحديد مصير بلادهم، وبات الصراع صراع دول".

واعتبر البني من جانب آخر أن المجتمع المدني السوري حاول ما أمكن أن يعمل في التوثيق والإغاثة عبر المنظمات والمجالس المحلية، لكنه لم يلقَ الدعم المطلوب لتحويله إلى نموذج وأساس لمستقبل سوريا.

اغتيالات يومية&
هذا ومازالت محافظة إدلب تعيش حالة من الترقب وعدم الاستقرار والاغتيالات. وتحدثت مصادر متطابقة عن إصابة ثلاثة مسلحين من هيئة تحرير الشام عبر إطلاق النار على حاجز النمرة في منطقة سهل الروج في غرب إدلب الْيَوْم.

هذا وأصيب أيضًا أمس عنصران اثنان تابعان لهيئة تحرير الشام، وجرح عدد آخر، جراء إطلاق النار عليهم من قبل ما قيل إنهم مجهولون، عند حاجز لهم، بين مدينتي سلقين وكفرتخاريم في شمال غرب إدلب. وأطلق مجهولون الرصاص على حاجز النمرة التابع للهيئة الواقع في سهل الروج في غرب إدلب، ما أسفر عن مقتل 3 عناصر للهيئة.

كما إن ثلاثة عناصر من فصيل "جيش الأحرار"، التابع للجبهة الوطنية للتحرير، أصيبوا جراء انفجار عبوة ناسفة في شمال إدلب.
وأشار مراسل ميداني لـ"أورينت" إلى أن العبوة الناسفة استهدفت سيارة كانت تقلّ العناصر الثلاثة على طريق تفتناز، ما أدى إلى إصابتهم، وتم نقلهم إلى النقاط الطبية.

ازدادت خلال الفترة الأخيرة الاغتيالات التي تستهدف معظم قيادات وعناصر من الفصائل المقاتلة، وخصوصًا محافظة إدلب.

عمليات هجومية&
في غضون ذلك، أعلن قائد مركز المصالحة الروسي، اللواء أليكسي تسيغانكوف، أن المسلحين أعلنوا عن تحضيرهم لعمليات هجومية ضد القوات الحكومية، ورفضوا الحوار حول تسوية الأزمة.

وقال قائد مركز المصالحة إن قيادة تشكيلات "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقًا) أعلنت عن تحضير أعمال هجومية ضد القوات الحكومية، ورفض أي حوار حول التسوية السياسية.

وأكد على أن مركز المصالحة الروسي يدعو قادة التشكيلات المسلحة غير القانونية إلى ترك الاستفزازات المسلحة، والمضي في طريق التسوية السلمية.

أضاف تسيغانكوف: "تستمر أعمال احتجاز أنصار الحوار السياسي مع دمشق من بين السكان المحليين وقادة تشكيلات المعارضة في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وعدد المواطنين الذين احتجزوا من قبل المجموعات المتطرفة خلال آخر أسبوعين يتجاوز 500 شخص، ويتم نقل المحتجزين إلى جهة مجهولة، ومصير معظمهم غير معروف".
&