نصر المجالي: حطت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، الساعية إلى شراكات تجارية عبر العالم، تجهيزا لمرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، في جنوب افريقيا في مستهل جولة لثلاثة أيام تقودها إلى كينيا ونيجيريا، والجولة الإفريقية هي الأولى لماي منذ توليها منصبها العام 2016.

واستهلت تيريزا ماي زيارتها، اليوم الثلاثاء، إلى كيب تاون بجولة في إحدى المدارس البريطانية، حيث كان فى استقبالها مسؤولى المدرسة والعديد من الطلاب الذين رفعوا الأعلام البريطانية ترحيبا بها.

وشاركت رئيسة الوزراء البريطانية، في شكل لافت، في رقصة على أنغام موسيقى إفريقية أداها عدد من شباب جنوب إفريقيا خلال لقاء معهم بعد وصولها الى كيب تاون.

وقالت ماي، في تصريحات صحفية إنه "فى الوقت الذى نستعد فيه لمغادرة الاتحاد الأوروبى، فإن الوقت قد حان للمملكة المتحدة لكى تقوم بتعميق وتعزيز شراكاتها العالمية.. إن أفريقيا على أعتاب القيام بدور هام فى التحول بالاقتصاد العالمى".

وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية عزمها العمل على زيادة الاستثمارات البريطانية فى أفريقيا وفتح أسواق جديدة فى القارة السمراء للمنتجات البريطانية.&

اقتصاديات إفريقيا

وقالت ماي، في مؤتمر صحفى عقدته، اليوم الثلاثاء، فى مدينة كيب ونقلته شبكة "سكاى نيوز" البريطانية، إنه من مصلحة بريطانيا تعزيز اقتصاديات أفريقيا، حتى يتسنى لرجال الأعمال البريطانيين الاستثمار هناك بشكل حر وعادل، وخلق عملاء جدد للمصدرين البريطانيين، إلى جانب خلق فرص عمل فى القارة السمراء، الأمر الذى يعد أفضل سبيل لمكافحة التطرف وعدم الاستقرار ومن شأنه أن يقلل تدفق الهجرة إلى أوروبا.

ولفتت ماي إلى أن القارة الأفريقية شهدت تقدما ملحوظا خلال القرن الماضى فى العديد من المجالات من بينها التعليم والصحة وجهود مكافحة الفقر إلا أن هناك تحديدات جديدة تواجه أفريقيا والعالم أجمع من أبرزها الإرهاب.

الآف الضحايا

واشارت إلى أنه خلال الخمس سنوات الماضية قتلت يد الإرهاب حوالى 20 ألف شخص فى أفريقيا فى حوادث كان من أبرزها الحصار الذى وقع عام 2013 فى مركز تجاري بنيروبي، والانفجار الهائل الذى وقع العام الماضي فى مقديشيو إلى جانب هجمات القاعدة التى تشنها فى بوركينا فاسو.

وأضافت رئيسة الحكومة أن الإرهاب والتطرف يهدد حياة المواطنين سواء فى أفريقيا أو أوروبا، مشيرة إلى أن التجارة الحرة والعولمة جلبت العديد من الفوائد إلا أن هذه الفوائد لم يشعر بها الجميع، ويخشى العديد من المواطنين من التهميش، لاسيما منذ الأزمة المالية العالمية التى ضربت العالم عام 2008، والتى بدأ بعدها الذكاء الاصطناعي يتخذ كبديل عن العمالة التقليدية.

ملكية الاراضي

وإلى ذلك، أعربت ماي، عن دعمها لخطط إصلاح ملكية الأراضي المثيرة للجدل في جنوب إفريقيا. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أثار غضب حكومة جنوب إفريقيا الأسبوع الماضي بتغريدة أعرب فيها عن مخاوف إزاء اعتزام الحكومة جنوب أفريقية انتزاع ملكية الأراضي دون تعويض من أجل التصدي لعدم المساواة التاريخي.

وقالت مصادر إن تصريحات ماي ستمثل مصدرا للارتياح للكثيرين في جنوب إفريقيا، والذين يشعرون بالقلق من أن السياسة المتعلقة بالأرض يمكن أن تكون عاملا منفرا للاستثمار.

وقالت ماي: "تدعم المملكة المتحدة منذ فترة إصلاح ملكية الأراضي بشكل قانوني وبشفافية"، مضيفة أنها رحبت بالتأكيدات التي قدمها بالفعل رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا بأنه لن يكون هناك "سحق أو انتزاع".