واشنطن: رغم أن ثروته تبلغ 7.8 مليارات دولار وأعمال شركاته تمتد حول العالم، لكن مؤسس ومالك شركة جاي دي.كوم الصيني ريتشارد ليو (45 عاما)، كان منخرطا بالدراسة في جامعة مينسوتا الأميركية حينما قبضت عليه السلطات في الولاية الجمعة الماضية بتهمة التحرش الجنسي.

ووفقاً لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ، فإن دافع الدراسة هي ما فسر الغموض حول سبب وجود الملياردير في مدينة مينابولس في نهاية شهر أغسطس، الذي احتجز لمدة 16 ساعة قبل أن يفرج عنه، ويعود إلى بلاده سريعا، قبل حتى تبرئته من التهمة "فالتحقيقات مازالت جارية"، كما قالت شرطة المدينة في بيان السبت.

وكشفت الوكالة أن الكثير من كبار رجال الأعمال في الصين التحقوا ببرامج دراسة في جامعات أميركية خلال السنوات الماضية، رغم ثرواتهم الهائلة التي تقدر بالمليارات.

وقالت إن ليو كان واحدًا من رجال الأعمال الصينيين الذين انضموا إلى برنامج دكتوراه في كلية كارلسون للأعمال في جامعة مينسوتا، الذي تأسس في بكين أساساً، ومتوسط أعمار الطلاب المنضمين إليه في الخمسينات، وبعضهم من "أقطاب الصناعة في بلادهم"، ومنهم المديران التنفيذيان لكووفييش موتاي عملاق صناعة المشروبات الكحولية، ورئيس شركة تيتيك إنت المالية.

وذكرت أنه بعكس رجال الأعمال الأميركيين الذين يكتفون&بإنهاء الدراسة الجامعية، فالصينيون بعدما حققوا&نجاحات كبرى في التجارة، يعودون إلى مقاعد الدراسة "للتعلم أكثر".

ونقلت "بلومبرغ" عن وانغ هوياو، مؤسس مركز الصين والعولمة، وهو مركز أبحاث يقدم المشورة للحكومة قوله "إذا حصلت على درجة أفضل وتعليم أفضل، فإنك تحصل على المزيد من الاعتراف"، وأضاف: "إن الصين تولي المزيد من الاهتمام للتعليم".

ونقلت عن أحد رجال الأعمال الصينيين الذين تخرجوا من جامعة أميركية قوله "إن أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع نظراءه إلى التعلم والاستفادة من البرامج الأكاديمية في الخارج، هو الحاجة الملحة لحل المشاكل التي تواجه اقتصادًا سريع التغيّر: الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وتطوير التكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة".

وذكرت "بلومبرغ" أن الحكومة في بكين تدعم هذا&التوجه وتبتعث بعض مديري الشركات الحكومية إلى الدراسة في الولايات المتحدة، و"هناك رغبة لإقناع مجتمع الأعمال في البلاد أن هناك حقبة اقتصادية جديدة".

وأوضحت "أن الشركات التجارية خاصة التي تعمل في مجال التكنولوجيا،&ترسل بشكل متزايد خريجيها بأعداد غير مسبوقة لإجراء مزيد من الدراسة لتعلم كيف تستخدم الشركات الغربية التكنولوجيا للتعامل مع الاضطرابات الاقتصادية".

وكانت جامعة مينيسوتا تواصل الترويج لتقاليدها العريقة في الترحيب بالطلاب القادمين من الشرق. وتقول كلية كارلسون "إنها كانت من أوائل الدول التي استأنفت التبادلات بعد تطبيع العلاقات مع الصين في أواخر السبعينيات، وأنشأت مكتبًا مكرسًا للحفاظ على العلاقات في عام 1979. وفي عام 2008، افتتحت مكتبًا في بكين لدعم هذا التعاون".

وذكرت الوكالة أن من بين الخريجين من الكلية العام الماضي، تشن جيان هوا، رئيس شركة هينجلي جروب، ووو شياو لي، نائب مدير المعلومات لشركة فينكس ميديا ​​للاستثمار.