واشنطن: لن يكون اسم دونالد ترمب واردا في اي بطاقة تصويت، لكنه سيكون حاضرا في كل الاذهان خلال انتخابات الكونغرس البالغة الاهمية والتي ستحدد مسار النصف الثاني من ولايته الرئاسية.

بعد شهرين يقصد الناخبون الاميركيون &مكاتب الاقتراع للمرة الاولى منذ 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 التاريخ الذي شهد فوز ترمب في انتخابات الرئاسة.

وتشمل هذه الانتخابات كل مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ وحكام 30 ولاية.

والتحدي كبير امام الجمهوريين الذين يسيطرون اليوم على الكونغرس. واذا كان من غير المرجح مبدئيا حدوث انقلاب في مجلس الشيوخ، فان الاستطلاعات تتوقع فوز الديموقراطيين في مجلس النواب.

وآخر هذه الاستطلاعات كان من اعداد صحيفة واشنطن بوست وشبكة ايه بي سي ومنح تقدما واضحا للديموقراطيين. ولو كانت الانتخابات جرت اليوم فان 52 بالمئة من الناخبين المسجلين كانوا سيمنحون اصواتهم لمرشحي الديموقراطيين مقابل 38 بالمئة للجمهوريين.

وما يلفت الانتباه ان 58 بالمئة من المستطلعين يرون ان الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة "جيد" او "ممتاز". وفي الواقع فان الكثير من المؤشرات الاقتصادية للقوة الاولى عالميا ايجابية مع نسبة بطالة هي الادنى منذ 18 عاما ونسبة نمو تراوح بين 3,9 و4,2 بالمئة بالقياس السنوي.

لكن رغم هذه الارقام الجيدة فان حزب الجمهوريين يعاني صعوبات وهي مفارقة تبرز عدم شعبية ترمب.

لكن لاري ساباتو مدير المركز السياسي لجامعة فرجينيا يحذر من ان الانتخابات لم تحسم بعد مذكرا بمدى "الصخب الذي يميز عهد ترمب".

وعادة ما تكون انتخابات منتصف الولاية دقيقة بالنسبة للرئيس خصوصا مع صعوبة استجابته في الامد القريب، للتطلعات المفرطة التي تميز الحملات الانتخابية.

وكان الديموقراطيون منيوا بعد عامين من تولي باراك اوباما الرئاسة، هزيمة مدوية دفعوا فيها خصوصا ثمن نقاشات حادة حول اصلاح النظام الصحي.

ومنذ عهد هاري ترومان فان المرة الوحيدة التي فاز فيها حزب الرئيس في ولاية اولى بمقاعد في مجلس النواب كانت في 2002 بعيد صدمة اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

-"في قلب النقاشات"-

سيكون الرئيس هذه المرة اكثر من اي وقت مضى، في قلب النقاشات مع ما يثيره اسلوبه وشخصيته من انقسام في البلاد.

ولخص ساباتو الامر بقوله "المواضيع الثلاثة الاهم في الانتخابات هي ترمب وترمب وترمب" مضيفا "ومع نحو 40 بالمئة من التاييد في الاستطلاعات، فهذا ليس نبأ سارا للجمهوريين".

لكن هذا الانقسام قد يكون ميزة. فوضع ترمب في الصف الاول يمكن ان يتيح رص القاعدة الانتخابية للجمهوريين وتقليص الخسائر كما يردد الرئيس على منابر الحملة مؤكدا انه سيحدث المفاجأة مع فوز كبير للجمهوريين.

ويستعد ترمب للتجول في البلاد في الاسابيع القادمة واعلن انه سيذهب حتى لمساعدة تيد كروز خصمه السابق في الانتخابات التمهيدية الرئاسية.

وكتب ترمب قبل ايام في تغريدة "تيد يحظى بدعمي التام وبلا تحفظ". وكان كتب في 2016 "لماذا يدعم سكان تكساس تيد كروز وهو الذي لم يفعل شيئا لهم؟".

وبصرف النظر عن المعارك التشريعية القادمة، يعي ترمب ان هزيمة انتخابية في خريف 2018 قد تضر بمستقبله السياسي.

والفضائح التي لا حصر لها والتي تحيط بالرئاسة تجعل ترمب اكثر عرضة لكثير من لجان التحقيق اذا باتت الاغلبية للديومقراطيين في مجلس النواب.

وبحلول 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، ستتجه الولايات المتحدة الى التفكير في الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

وقد اعد ترمب الذي سيكون عندها في سن 74 من الان شعاره "لنحفظ لاميركا عظمتها".

اما بالنسبة للديموقراطيين فستكون بداية معركة شرسة مجهولة النتيجة، لمعرفة مرشحهم او مرشحتهم في 2020.

وقال ترمب ساخرا هذا الاسبوع في مقابلة "يبدو انه سيكون هناك حشد كبير في نقطة الانطلاق. واذا رأيت ان ثمة شخصا يمكن ان يشكل تهديدا لي، ساقول. لكن حتى الان لا ارى احدا".