نصر المجالي: فجر تقرير صحفي نشر في لندن قنبلة غير متوقعة في حضن رئيسة الحكومة تيريزا ماي، الأمر الذي يهدد مستقبلها السياسي أكثر، في الظرف الذي تواجه فيه صعوبات في شأن مفاوضات الاتحاد الأوروبي.

ووجد 10 داونينغ ستريت نفسه في قلب معركة جديدة ليست في الحسبان بعد تسريب معلومات عما تمت تسميته "ملف القذارة" وهو متعلق بشؤون وزير الخارجية السابق بوريس جونسون الخاصة وبعض تصرفاته خلال حياته المهنية كصحافي والسياسية كبرلماني ووزير.

وقالت صحيفة (ذي ميل أون صنداي) إن الوثيقة عن الملف التي تم حفظها في نظام الكمبيوتر الخاص بحزب المحافظين تحت اسم "WarBook2"، كانت وضعت خلال الأيام المضطربة التالية للاستفتاء الخاص بالاتحاد الأوروبي في عام 2016، ولكن تم تمريرها في الأسابيع الأخيرة بشكل أو بآخر بين مستشاري مكتب رئيسة الحكومة.

ونفت قيادة حزب المحافظين الحاكم الذي تتزعمه ماي بشدة أي دور في تحديث أو توزيع الملف الذي قالت الصحيفة اللندنية الواسعة الانتشار إنها حصلت عليه.

جو حماسي

وتقول الصحيفة إن تفاصيل التقرير ستؤجج الجو الحماسي في وستمنستر (البرلمان) وسط تكهنات يتداولها نواب حزب المحافظين حول ما إذا كانت السيدة ماي ستواجه تحركًا لإطاحتها في الأسابيع المقبلة من قبل المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي الغاضبين من الصفقة التي تعرضها ماي على الاتحاد حول بدء المفاوضات.

وحسب (ميل اون صنداي)، فإن الملف يحتوي على تفاصيل شاملة حول الشؤون الخاصة لوزير الخارجية السابق الذي كان استقال مطلع يوليو الماضي احتجاجا على موقف رئيسة الحكومة بشأن (بريكست) كما كان أعلن طلاقه من زوجته نهاية الأسبوع الماضي.

كما يتناول "ملف القذارة - WarBook2" الذي تم إنشاؤه لأول مرة في 28 يونيو 2016 أي قبل يومين من طرح تيريزا ماي نفسها لزعامة حزب المحافظين شؤون جونسون اعترافه بتعاطي المخدرات والزلات السياسية التي تورط فيها منذ أيامه في نادي بولنغدون بجامعة أكسفورد.

منافسة ماي

يذكر أنه آنذاك كان من المتوقع أن يكون جونسون منافس ماي الرئيسي، لكنه انسحب من المعركة عندما سحب النائب المحافظ مايكل غوف دعمه لجونسون، وأطلق عرضه الخاص لخوض معركة الزعامة ضد ماي.

ويشير التقرير إلى أنه في ذلك الوقت بدأ مستشارا ماي المؤثران نيك تيموثي وفيونا هيل بجمع معلومات عن جونسون، على الرغم من عدم وجود أي طلب أو أمر لهما بالقيام بالمهمة.

ومن بين الشؤون التي يتناولها الملف عن جونسون، كما نشرت ذلك (ميل أون صنداي): ادعاء بوجود بعض التداخل بين الزوجة الأولى لجونسون أليغرا وزوجته الثانية مارينا، وكذلك علاقاته مع نجمة المجتمع بيترونيلا ويات، والصحافية آنا فازاكيرلي ومستشارة الفن هيلين ماكنتاير.

ويدعي الملف أن جونسون حين كان رئيسا لتحرير (The Spectator)، دعا إحدى كاتبات الأعمدة للغداء في سبيل التمهيد لطردها، لكنه نام معها بدلاً من ذلك. كما يتناول الصداقة الخاصة بين جونسون وروزوانا بشير، الرئيسة "المثيرة" لاتحاد نادي خريجي جامعة أكسفورد في العام 2004.

كوكايين

ويتحدث التقرير عن تفاصيل المقابلة التي اعترف بها جونسون بتعاطيه الكوكايين وهو في الجامعة وكذلك سجله الضعيف في ممارسة حق التصويت في البرلمان، وسمعته السيئة في التلاعب وقلب الحقائق حين عمل مراسلا صحافيا.

وفضلا عن زلاته السياسية الكثيرة، فإن الملف يغطي حياة جونسون بالتفاصيل الدقيقة بما في ذلك طلاق والديه، وإقالته من صحيفة (التايمز) كمراسل متدرب وتأليفه لاقتباسات غير صحيحة في قصة حول قصر ادوارد الثاني المفقود، إضافة إلى مقالاته النارية الساخطة ضد الاتحاد الأوروبي حيث كان مراسلاً لصحيفة (ديلي تلغراف).