في فاعليتين منفصلتين في جنيف، أكدت اليونسكو أهمية تمكين الشباب ضمن البرنامج العالمي للتثقيف في مجال حقوق الإنسان، وضرورة حماية التراث الثقافي وإدانة تدميره عن سابق إصرار في معرض بعنوان "الآثار: وحيدة بعد داعش".

جنيف: في افتتاح ندوة أُقيمت على هامش "البرنامج العالمي للتثقيف في مجال حقوق الانسان"، بعنوان "نحو المرحلة الرابعة في تمكين الشباب لبناء مجتمعات عادلة وسلمية وقوية" في قصر الأمم بجنيف الثلثاء، أعرب عبد العزيز المزيني، مدير مكتب اتصال اليونسكو في جنيف، عن ارتياحه لتمخض النقاشات السابقة عن موقف مشترك بشأن المحور الرئيسي للمرحلة الرابعة من البرنامج التي تغطي الفترة بين عامي 2020 و2024، مشيرًا إلى التركيز على الشباب في المرحلة المقبلة من العمل المشترك في تدعيم ثقافة حقوق الإنسان.&

أدوات التغيير

يناقش البرنامج في الدورة 39 لحقوق الإنسان، خصوصًا أنها تناقش آلية دمج أهداف التنمية المستدامة فى المرحلة الرابعة من البرنامج العالمى للتثقيف فى مجال حقوق الإنسان، الذى أُنشئ بموجب قرار من الجمعية العامة في عام 2014.

قال المزيني إن الشباب الذين يشكلون ما يربو على 25 في المئة من سكان العالم هم الأدوات الحقيقية للتغيير والقوة المحركة لبناء مجتمعات عادلة وسلمية وقوية، "وإن تثقيف الشباب بحقوق الانسان وتطوير قدرتهم على التفكير النقدي يتيح لهم ممارسة حقوقهم وحرياتهم الأساسية على نحو أفضل. ومن هنا الأولوية التي تعطيها اليونسكو لعملها مع الشباب ومن أجلهم في كل برامجها".

&

عبد العزيز المزيني

&

اضاف: "الهدف من هذا التثقيف هو غرس القيم والمواقف التي تدعم المواطنة العالمية المسؤولة والإبداع والتجديد والاحساس المشترك بالإنسانية واحترام التنوع والتضامن والتزام السلام وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، واليونسكو تتطلع في هذا المسعى إلى توسيع تعاونها مع سائر الأطراف ذات العلاقة، بما في ذلك الدول ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني لتمكين الشباب من ايجاد فرص جديدة للتعلم والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل".

تطهير ثقافي&

إلى ذلك، تكلم المزيني أيضًا في افتتاح معرض "الآثار: وحيدة بعد داعش" في قصر الأمم بجنيف، فقال إن المعرض شاهد على رحلة شخصية في عالم التراث الثقافي الذي تضرر أو دُمر بسبب الحرب والعنف، "وإن تراثنا المبني كان رمزًا ماديًا قويًا لماضي البشرية المشترك، وأساس مستقبلها المشترك. لكن هذه الرؤية مهددة بالنزاعات المسلحة والذين يريدون تقسيم البشرية وتدمير منجزاتنا"، مشيرًا إلى تدمير آثار ثقافية حضارية في العراق وسورية وبلدان أخرى تدميرًا لا رجعة فيه، كثيرًا ما يقترن بهجمات على أقليات ثقافية ودينية، وهذا ما وصفته اليونسكو بأنه "تطهير ثقافي".&

ونوه المزيني في كلمته بالخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي للاعتراف بأهمية الثقافة بوصفها جزءًا من هوية الشعوب، خصوصًا قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2347 الذي تناول حصرًا أول مرة حماية التراث الثقافي وإدانة تدميره عن سابق إصرار. &كما أشاد بالمصورة لارا سكارليت جرفيز على مساهمتها الشجاعة في توعية الرأي العام، ليس بثراء التراث الثقافي العراقي والسوري فحسب، وإنما بحجم الخسارة الناجمة عن تدميره.

ولفت إلى مبادرة اليونسكو في الكويت في فبراير الماضي تحت شعار "إحياء روح الموصل" قائلًا إن رؤية المبادرة وضع الثقافة والتربية في قلب الجهود الرامية إلى إعادة بناء المدينة لتدعيم احترام التنوع والتسامح والمشاركة الجامعة وتعزيز التلاحم الاجتماعي، مشددًا على أهمية دعم الدور الذي تؤديه المجتمعات في صيانة تراثها الثقافي الملموس أو غير الملموس.