طفل بعمر 14 شهرا يعاني من سوء التغذية يتلقى علاجا في عياردة مدينة عمران باليمن
Mohammed Awadh/ Save the Children
طفل بعمر 14 شهرا يعاني من سوء التغذية يتلقى علاجا في عياردة مدينة عمران باليمن

حذرت منظمة "انقذوا الأطفال" (سيف تشلدرن) الخيرية من أن "جيلا كاملا من الأطفال" يواجه خطر القتل وأن مليون طفل إضافي باتوا عرضة لخطر المجاعة في اليمن.

ووضع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض قيمة العملة اليمنية جراء النزاع الدائر في اليمن، الكثير من العوائل اليمنية تحت خطر عدم القدرة على تأمين احتياجاتها الغذائية.

بيد أن هذا الخطر تضاعف مع اندلاع القتال حول ميناء مدينة الحديدة الرئيسي، الذي يعد نقطة دخول معظم المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وتقول المنظمة الخيرية إن ما مجموعه 5.2 مليون طفل في اليمن يواجهون خطر المجاعة.

ما أسباب الحرب في اليمن؟

تعرض اليمن إلى دمار كبير جراء تصاعد الصراع فيه مطلع عام 2015، عندما سيطر الحوثيون على معظم الأجزاء الغربية في البلاد من بينها العاصمة صنعاء، وأجبروا الرئيس عبد ربه منصور هادي على الهرب إلى الخارج.

وقد تدخلت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة في تحالف مع سبع دول عربية أخرى في الحرب في اليمن لإعادة حكومة الرئيس هادي المعترف بها دوليا، مدفوعة بما تراه أن جماعة الحوثيين وكيلة لإيران وتتلقى دعما منها.

ما أثر ذلك على الشعب اليمني؟

نجمت عن الحرب الدائرة في اليمن أزمة مالية وتأخر دفع رواتب المعلمين وموظفي الخدمة العامة في البلاد، ولم يستلم بعضهم أي أجور منذ ما يقارب سنتين.

ويواجه أولئك الذين تلقوا أجورهم ارتفاع أسعار المواد الغذائية، التي ارتفعت أسعارها بنسبة 68 في المئة أكثر مما كانت عليه لحظة اندلاع الحرب.

وفي غضون ذلك، انهارت قيمة الريال اليمني بنسبة 180 في المئة خلال الفترة نفسها، بحسب منظمة أنقذوا الأطفال.

وفي مطلع هذا الشهر، وصلت قيمة العملة اليمنية إلى أدنى مستوياتها، ما شكل عبئا إضافيا على اليمنيين.

وثمة مخاوف من أن يؤدي القتال الدائر إلى إغلاق ميناء الحديدة أو تدمير منشآته، ما سيترك أثره في وصول تجهيزات المواد الأساسية التي تحتاجها البلاد لتجنب المجاعة وتكرار تفشي الكوليرا الذي أصاب نحو مليون شخص العام الماضي.

ماذا تقول منظمة "أنقذوا الأطفال" ؟

طفل يمني
BBC
تقول المنظمة الخيرية إن ما مجموعه 5.2 مليون طفل في اليمن يواجهون خطر المجاعة.

قالت هيلي ثورننغ-شميدت، الرئيس التنفيذي للمنظمة إن "ملايين الأطفال لا يعرفون متى يحصلون على وجبة غذاء قادمة، وهل أنهم سيحصلون عليها أصلا؟".

وأضافت "في أحد المستشفيات التي زرتها في شمالي اليمن، كان الأطفال من الضعف والهزال بحيث لا يستطيعون الصراخ، بعد أن ضعفت أجسادهم جراء الجوع".

وأكملت أن تلك الحرب تضعنا أمام خطر "قتل جيل كامل من الأطفال في اليمن، يواجه أخطارا متعددة، بدءا من القنابل مرورا بالجوع وانتهاء بالأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل الكوليرا".

وفي وقت سابق هذا الشهر، قالت المنظمة نفسها إنها عالجت 400 ألف طفل تحت سن الخامسة، حتى الآن في عام 2018، من سوء التغذية الحاد، محذرة من أن أكثر من 36 ألف طفل قد يموتون قبل نهاية هذا العام.

وقد قتل نحو 10 آلاف شخص، ثلثاهما من المدنيين، وجُرح 55 ألفا آخرون في القتال الدائر في اليمن، بحسب الأمم المتحدة.