موسكو: أعلنت ناشطة في "بوسي ريوت" الأربعاء أن زميلها في الفرقة الروسية المعارضة بيوتر فيرزيلوف، الراقد في قسم العناية المركزة في مستشفى في برلين، بعد تعرّضه لـ"تسمّم على الأرجح"، كان يحقّق في ملابسات مقتل ثلاثة صحافيين روس في أفريقيا الوسطى، مشيرة إلى إمكانية ارتباط هذه القضية بتسميمه المحتمل.

قتل هؤلاء الصحافيون الروس الثلاثة بالرصاص في 30 يوليو في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث كانوا يجرون تحقيقًا عن مجموعة غامضة من المرتزقة الروس، يعملون لحساب مؤسسة إعلامية، أسّسها خصم الكرملين ميخائيل خودوركوفسكي.&

وفي تصريح لقناة "دوجد" المستقلّة قالت ناديا تولوكونيسكوفا، الناشطة الشهيرة في "بوسي ريوت" والزوجة المنفصلة عن بيوتر فيرزيلوف، إن الأخير تلقّى قبل يوم واحد من إعيائه معلومة من أحد معارفه في أفريقيا الوسطى تتعلّق بمقتل الصحافيين الثلاثة.&

أضافت "نعتقد أن (ضلوع بيوتر فيرزيلوف في التحقيق الصحافي) هو أحد السيناريوهات المحتملة، لأن بيتيا (بيوتر) يمكن أن يكون قد أثار اهتمام الاستخبارات الروسية أو هياكل الدولة، بما في ذلك في جمهورية أفريقيا الوسطى".

هذا الناشط الروسي البالغ من العمر 30 عامًا، ويحمل أيضًا الجنسية الكندية، كان وصل في حالة "خطرة" إلى برلين على متن طائرة طبية ليل السبت الأحد من مستشفى في موسكو. وبحسب المستشفى الألماني فإن الأطباء الروس عالجوا على الفور الناشط باعتبار حصول تسمّم، حيث دلّكوا معدته، وقاموا بتنقية الدم، لتنظيف الجسد من أي سموم.

والأربعاء أكدت تولوكونيسكوفا أنّ الهاتف المحمول لزوجها المنفصلة عنه أظهر أنه تلقّى في 10 سبتمبر معلومة من شخص يعرفه في جمهورية أفريقيا الوسطى، كان يجري تحقيقًا حول مقتل الصحافيين الثلاثة. أضافت إن فيرزيلوف سبق له وأن أخبرها أنه ينتظر "معلومة مثيرة"، لكنّه الوحيد الذي يعرف كلمة المرور الخاصة بهاتفه المحمول، وبالتالي فهو الوحيد القادر على فتح هذه الوثيقة، وهو أمر متعذّر حاليًا بالنظر إلى حالته الصحيّة "غير المستقرة".

كانت تولوكونيكوفا التي اعتقلت لنحو عامين في 2012 بسبب معارضتها الرئيس فلاديمير بوتين، قالت في وقت سابق "إنها على الأرجح محاولة اغتيال أو على الأقل ترهيب (..) لدينا شكوك، لكن لا يمكن الخوض فيها من دون موافقة" فيرزيلوف.

ويعتقد أصدقاء فيرزيلوف وأنصاره أنه ربّما تعرّض للتسميم، بسبب تنكّره مع صديقته فيرونيكا نيكولشينا بهيئة شرطيين في 15 يوليو، واقتحامهما الملعب، حيث كان يقام نهائي كاس العالم في كرة القدم، وذلك لرغبتهما في الاحتجاج على عنف الشرطة، في جنحة حكم عليهما بسببها بالسجن 15 يومًا.

قالت تولوكونيكوفا إنّ "الخيار الآخر، ولكن أحدهما لا يلغي الآخر، هو الاحتجاج خلال كأس العالم، والذي ربما يكون قد أزعج كثيرين".
&