دفعت الضجة التي أثارتها افتتاحية "نيويورك تايمز" النارية منذ أكثر من أسبوعين، ونسبتها الصحيفة إلى مسؤول كبير في إدارة ترمب، دفعت بأحد أبرز مساعدي الأخير إلى القول إن الرئيس الأميركي يواجه انقلابًا داخليًا.

إيلاف من نيويورك: تحدث ستيفن بانون، الذي عمل لفترة سبعة أشهر في البيت الأبيض، تحدث عن محاولة انقلاب تحصل في مكان عمله السابق ضد رئيسه.&

تصريحه كان مبنيًا على التحليل، لا على المعلومات، علمًا بأنه كان من أوائل المحذرين من إمكانية استخدام التعديل الخامس والعشرين، الذي يمهّد الطريق أمام عزل الرئيس من منصبه، بموافقة غالبية الوزراء.

انقلاب كامل
كبير المساعدين الاستراتيجيين السابق يبدو أن تحذيراته كانت صائبة، وتتوافق مع ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أمس الجمعة، عن اقتراح ثاني أهم مسؤول قانوني في الولايات المتحدة، تسجيل محادثات الرئيس الأميركي بشكل سري من أجل إظهار الفوضى القائمة في البيت الأبيض، والذهاب أبعد من ذلك، عبر الدفع بتفعيل التعديل الخامس والعشرين، والمباشرة في إحصاء الوزراء، الذين قد يصوّتون لمصلحة قرار عزل ترمب.

وكشفت الصحيفة أن رود روزنستاين، نائب وزير العدل الأميركي، ناقش موضوع تسجيل محادثات الرئيس، والتعديل الخامس والعشرين، بعد أسابيع قليلة من تعيينه في منصبه، بقرار من الرئيس الأميركي.

الانتقام
روزنستاين ناقش اقتراحاته مع مسؤولين في وزارة العدل و"إف بي آي"، بعد قرار ترمب طرد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي، وتبرير القرار بمذكرة وردت إليه من نائب وزير العدل، أشار فيها إلى أن كومي غير مؤهل لقيادة المكتب.&
وعبّر روزنستاين في محادثات تلت خطوة ترمب عن استيائه من عرض الرئيس للمذكرة بشكل علني لتبرير الطرد، معتبرًا أن البيت الأبيض استخدمه من دون أن يدري.

قادة الانقلاب
أخبر نائب وزير العدل، المدير السابق لـ"إف بي آي" أندرو ماكابي باقتراحه لتسجيل محادثات ترمب بشكل سري، كما ناقش معه أسماء الوزراء الذين قد يساعدون على عزل ترمب، كوزير العدل جيف سيشنز، الذي ينتقده رئيسه باستمرار، والجنرال جون كيلي وزير الأمن الداخلي، قبل أن يعيّن في منصب رئيس أركان موظفي البيت الأبيض.

المذكرات التي كشفت الخطة
يبدو أن صحيفة "نيويورك تايمز" حصلت على المعلومات من مذكرات تعود إلى أندرو ماكابي، الذي رفض التعليق على القصة، لكن محاميه مايكل بروميتش قال إن موكله ليس لديه علم بكيفية حصول وسائل الإعلام على تلك المذكرات".

الأسهل والاصعب
روزنستاين أخبر من إلتقاهم أن تسجيل محادثات ترمب أمر سهل، لأن مسؤولي البيت الأبيض لم يفحصوا هاتفه أبدًا عند زياراته لحضور الاجتماعات، لافتًا إلى إمكانية حمل آلة تسجيل صغيرة، أو سوار الكتروني للتنصت، وفضح الاضطراب والخلل الوظيفي في البيت الأبيض، لكنه كان متخوفًا من انفضاح أمر التعديل الخامس والعشرين، لأن ترمب سيقوم بطرد جميع المتورطين فور علمه بما يحدث.

بعد نشر التقرير أصدر روزنستاين بيانًا، قال فيه، إن "تقرير نيويورك تايمز غير دقيق وغير صحيح واقعيًا"، مضيفًا: "لن أدلي بمزيد من التعليقات على تقرير استند إلى مصادر مجهّلة، يتضح أنها متحيزة ضد وزارة العدل، وتعكف على الترويج لأجندتها الخاصة".

تابع قائلًا: "لكن دعني أكون واضحًا بشأن هذه المسألة: استنادًا إلى تعاملاتي الشخصية مع الرئيس، ليس هناك أي أساس لتفعيل التعديل الخامس والعشرين"، لكن مسؤول إعلامي في وزارة العدل قال لشبكة "بي بي سي" إن تعليق روزنستاين بشأن التسجيل السري للرئيس كان مزحة، وإن العبارة كانت تهكمية، ولم تجر مناقشتها بنية تسجيل أي حديث للرئيس".