هونغ كونغ: حظرت هونغ كونغ الاثنين حزبا سياسية يدعو إلى الاستقلال اتهمته بأنه يشكل تهديدا للأمن القومي، بينما تعزز بكين ضغوطها لردع أي تحد لسيادتها في هذه المنطقة. &

وهي المرة الأولى التي تحظر فيها هونغ كونغ حزبا سياسيا منذ عودة المستعمرة البريطانية السابقة إلى السيادة الصينية.

وتتمتع هونغ كونغ بحكم شبه ذاتي لا مثيل له على الأراضي القارية الصينية وتحمي أنظمتها حرية التعبير. لكن مساحة المعارضة بدأت تتقلص لمصلحة تزايد حزم الصين برئاسة شي جينبينغ.

وقال وزير الأمن في هونغ كونغ جون لي إنه وافق على توصية للشرطة بحظر "حزب هونغ كونغ الوطني" الصغير "لدواعي الأمن القومي والسلامة العامة والنظام العام وحماية لحقوق الآخرين وحرياتهم".

والحزب الوطني تشكيل صغير جدا لا يضم سوى عشرة أعضاء ناشطين. وقال لي للصحافيين إن لدى الحزب "أجندة واضحة لتحقيق هدفه بأن تصبح هونغ كونغ جمهورية مستقلة"، معتبرا أن ذلك يخالف أنظمة المدينة وقوانينها.

واتّهم لي الحزب بمحاولة التغلغل في المدارس وبنشر "الكراهية والتفرقة" ضد الرعايا الصينيين المتواجدين في هونغ كونغ. وتابع لي أن الحزب الوطني أعلن أن القوة لن تردعه، لكنه أقر بعدم ارتكابه أي أعمال عنف، كما أن زعيمه آندي تشان من دعاة اللاعنف.

&من جهته أعلن تشان أنه لن يصدر أي تعليق على قرار حظر حزبه. ووصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قرار حظر الحزب بأنه "علامة فارقة في مسيرة اعتداء بكين وحكومة هونغ كونغ على الحريات" في المدينة.

وقالت الباحثة المتخصصة بشؤون الصين في المنظمة مايا وانغ إن تبرير لي للخطوة بأنها استباقية على الرغم من عدم ارتكاب الحزب أعمال عنف، يشكل "سابقة خطيرة" قد تمهّد لحظر مزيد من الأحزاب المؤيدة للديموقراطية.

قمع المعارضة

كانت شرطة هونغ كونغ طالبت في تموز/يوليو بحظر "حزب هونغ كونغ الوطني" عملا بقانون يجيز حظر بعض جمعيات لدواعي الأمن القومي والسلامة العامة.
&
واستنكرت منظمات حقوقية توصية الشرطة بحظر الحزب، وكذلك فعلت الخارجية البريطانية التي طالبت باحترام حرية التعبير في هونغ كونغ. وشهدت هونغ كونغ نشوء تيار من النشطاء المطالبين بالاستقلال بعد فشل تظاهرات الديموقراطيين في 2014 بانتزاع أي إصلاحات سياسية من بكين.

وفي حزيران/يونيو حكم على الناشط القيادي في الحركة الاستقلالية إدوارد ليونغ بالحبس لست سنوات لإدانته بممارسة أعمال شغب بعد مواجهات مع الشرطة في 2016. وتراجع زخم الحزب الوطني في السنتين الأخيرتين وسط سعي الحكومة لإسكات الأصوات المطالبة بالاستقلال.

لكن بعد توصية الشرطة بحظره عاد الحزب إلى واجهة الأحداث، لا سيما مع إدلاء تشان بتصريحات عالية النبرة في نادي الصحافة الذي تطالب السلطات الصينية بإلغائه.
&
وفي خطاب ألقاه في آب/أغسطس أمام حشد في نادي المراسلين الأجانب وصف تشان بكين بأنها سلطة "استعمارية". ورفض النادي طلب وزارة الخارجية الصينية سحب الخطاب معتبرا أن من مقتضيات أي نقاش سماع مختلف وجهات النظر.

واعتبرت حكومة هونغ كونغ، التي أكدت دعمها لحرية التعبير والصحافة، أن السماح لتشان بالتحدث يشكل مخالفة لدستور المدينة.