نيويورك: أعلنت ايران الاربعاء انها قدمت الى كل من مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش شكوى ضد تدخّل الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية.

ونشرت البعثة الايرانية لدى المنظمة الدولية رسالة أرسلها المندوب الايراني في الامم المتحدة غلام علي خوشرو الى مجلس الامن وغوتيريش جاء فيها "يشرفني ان الفت انتباهكم الى المحاولات الواسعة التي قامت بها الولايات المتحدة مؤخرا للتدخل في الشؤون الداخلية لايران".

وأضافت الرسالة ان "الادارة الاميركية الراهنة تتخطى كل الحدود بانتهاكها قواعد القانون الدولي ومبادئه التي ترعى السلوك المتحضّر في العلاقات الدولية".

وتابع المندوب الايراني في رسالته انه "خلال الايام الاخيرة زادت الادارة الاميركية بقيادة الرئيس الاميركي من تدخلاتها الفاضحة في الشؤون الداخلية لايران بذريعة تقديم دعم لتظاهرات متفرقة"، مكررا بذلك ما دأبت عليه طهران بالقول ان ما يشهده العديد من مدنها منذ حوالى اسبوع من احتجاجات شعبية تخلل بعضها اعمال عنف دموية انما هو تحركات محدودة تديرها من الخارج اطراف "معادية للثورة".

واضافت الرسالة الايرانية ان "حق التظاهر ينص عليه ويكفله الدستور الايراني".

والاربعاء أعلن الحرس الثوري الايراني "انتهاء الفتنة" بعد حوالى اسبوع من التظاهرات الاحتجاجية في مناطق عدة من الجمهورية الاسلامية تخللتها أعمال عنف أوقعت 21 قتيلا وأوقف خلالها المئات.

وقال قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري انه "في الفتنة هذه، لم يتجاوز عدد الذين تجمعوا في مكان واحد 1500 شخص، ولم يتجاوز عدد مثيري الاضطرابات 15 الف شخص في كل أنحاء البلاد".

واضاف ان "عددا كبيرا من مثيري الاضطرابات في وسط الفتنة، ممن تلقوا تدريبا من أعداء للثورة... تم اعتقالهم وستتخذ بحقهم تدابير صارمة"، مشيرا الى أن "أعداء الثورة تدخلوا بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي".

واكد ان آلافا من هؤلاء يقيمون في الخارج وتدربوا على أيدي الولايات المتحدة، فيما "انصار عودة حكم الشاه" في الداخل ومؤيدو منظمة مجاهدي خلق المعارضة متورطون ايضا.

وأجمعت الطبقة السياسية، من محافظين وإصلاحيين، على رفض الاضطرابات التي انطلقت من مشهد، ثاني أكبر مدن البلاد، في 28 كانون الاول/ديسمبر، من حركة احتجاج على الوضع الاقتصادي وسياسات الحكومة. واتهمت الحكومة "معادين للثورة" مقيمين في الخارج بالوقوف وراءها.

ومنذ انطلاق الاحتجاجات، لم يتوقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن إعلان تأييده للمتظاهرين، وانتقاد السلطات، وصولا الى وصف النظام ب"الوحشي والفاسد". وتعمل واشنطن على استغلال التطورات لزيادة الضغط على الجمهورية الاسلامية.

وقال مسؤول كبير في الادارة الاميركية طلب عدم ذكر اسمه الاربعاء ان البيت الابيض يعتزم فرض عقوبات على عناصر في النظام الايراني او مؤيدين له، متورطين في "قمع" التظاهرات الاحتجاجية في ايران.