سيول: قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاربعاء انه منفتح على اجراء مباحثات مباشرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية خلال محادثة هاتفية مع رئيس كوريا الجنوبية ، الذي عبّر بدوره عن استعداده لقمة مع بيونغ يانغ.

وبعد عامين من التوتر في شبه الجزيرة الكورية بسبب تسارع البرنامج النووي لكوريا الشمالية، فان الوضع هدأ بشكل مفاجئ مع بداية 2018.

لئن استعرت الحرب الكلامية بين ترمب منذ وصوله الى الحكم والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون على وقع تجارب الأخير الصاروخية، فان الرئيس الاميركي غير نبرته في الاسابيع الاخيرة، ولم يستبعد احتمال التحادث هاتفيا معه.

بحسب البيت الابيض قال ترمب خلال المحادثة الهاتفية انه "منفتح على مباحثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في التوقيت والظرف المناسبين".

اتفقت سيول وبيونغ يانغ في ختام المحادثات الاستثنائية بينهما الثلاثاء على ارسال الشمال وفدا للمشاركة في الالعاب الاولمبية الشتوية التي يستضيفها الجنوب بين 9 و25 فبراير في بيونغ تشانغ على بعد 80 كلم من الحدود الكورية الشمالية. واكد ترمب بحسب محضر الاتصال الهاتفي الذي نشرته الرئاسة الكورية الجنوبية "عدم القيام بنشاط عسكري (اميركي) اثناء الحوار الكوري".

وابدى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي الذي انتخب في مايو 2017 انفتاحا على الحوار. وقال انه مستعد "في اي وقت" لعقد قمة مع كوريا الشمالية، لكن "في ظروف جيدة"، لتسوية احد اكثر الملفات تعقيدا في العالم.

وقال خلال مؤتمر صحافي "هذه ليست سوى البداية"، مضيفا "بالأمس كانت المرحلة الاولى، واعتقد انها بداية جيدة". وتابعف "ان حمل كوريا الشمالية على المشاركة في محادثات حول نزع الاسلحة النووية سيكون المرحلة المقبلة". وقال "لن يكون لقاء من اجل المبدأ فقط"، مضيفا "لكي تحصل قمة، يجب ان تتوافر الشروط الجيدة وان يتم ضمان بعض النتائج".

وفد كبير
وكان ترمب اشاد السبت باستئناف الحوار بين الكوريتين، معبّرًا عن الامل في ان تمضي المباحثات بين البلدين "الى ما هو ابعد" من الاطار الرياضي.

لا تزال كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية عمليًا في حالة حرب، حيث ان الحرب بين 1950-1953 انتهت بتوقيع هدنة، وليس اتفاق سلام. وعقدت قمتان فقط منذ ذلك الحين على اعلى مستوى في عامي 2000 و2007.

وتشترط الولايات المتحدة من جهتها للمشاركة في المحادثات ان توقف بيونغ يانغ التجارب النووية. وقد اجرت كوريا الشمالية ثلاث تجارب في عامين.

وأكد مون "ليس لدينا اي اختلاف في الرأي مع الولايات المتحدة"، مذكرا في الوقت نفسه بان العقوبات هدفها دفع الشمال نحو المفاوضات. اضاف "ان عقوبات وضغوطات اقوى يمكن ان تفاقم التوتر بشكل اضافي وتتسبب بنزاعات مسلحة عرضية"، "لكن لحسن الحظ ان كوريا الشمالية جاءت للحوار قبل ان تتفاقم التوترات اكثر".

واوضح ان سيول لا تفكر في الوقت الراهن ان تخفف اجراءاتها الاحادية ضد الشمال. واكد الرئيس الكوري الجنوبي مجددا ان نزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية "هو الطريق نحو السلام وهو هدفنا"، فيما قالت بيونغ يانغ انها اصبحت قادرة على تهديد كل الاراضي الاميركية باسلحتها النووية.

وفي بيان مشترك اعلنت الكوريتان في ختام محادثات الثلاثاء ان بيونغ يانغ "سترسل وفدا من اللجنة الاولمبية الوطنية ورياضيين ومشجعين وفنانين ومراقبين وفريق استعراضي للتايكواندو وصحافيين، على ان تؤمّن كوريا الجنوبية المرافق والتسهيلات الضرورية".

400 الى 500 كوري شمالي؟ 
وقال رئيس الوزراء الكوري الجنوبي لي ناك يون انه من المتوقع ان يرسل الشمال "وفدا ضخما بين 400 و500 شخص" الى بيونغ تشانغ. ورحب رئيس اللجنة الاولمبية الدولية توماس باخ في بيان من لوزان بهذا الاعلان، قائلا انه "يشكل خطوة كبرى الى الامام".

من جهتها اشادت الولايات المتحدة بالمحادثات بين الكوريتين رغم ان وزارة الخارجية الاميركية قالت انها ستحرص على حسن احترام العقوبات "المفروضة من قبل مجلس الامن الدولي".

كما أعلنت المتحدثة باسم البيت الابيض ان "المشاركة الكورية الشمالية هي مناسبة لكي يرى النظام الفائدة من انتهاء العزلة الدولية اذا ما تخلى عن قدراته النووية". واضافت "تأمل ان نتمكن من مواصلة السير على هذه الطريق" المؤدية الى نزع القدرات النووية لبيونغ يانغ.

من جانب آخر اتفقت سيول وبيونغ يانغ على "نزع فتيل التوتر العسكري الحالي واجراء محادثات عسكرية حول المسألة". ولم يتضح متى ستتم المحادثات، لكنها ستكون الاولى من نوعها بين البلدين منذ 2014. كما اتفقا على اعادة العمل بالخط الهاتفي العسكري المقطوع منذ فبراير 2016، وذلك من أجل تحسين الاتصالات بين جيشي البلدين.

ورحبت الصين، الداعمة الاساسية اقتصاديا ودبلوماسيا لبيونغ يانغ، وروسيا، التي تقيم ايضا علاقات جيدة مع كوريا الشمالية، بهذه المحادثات في بانمونجوم القرية الحدودية التي شهدت توقيع وقف اطلاق النار.

والاربعاء اعلن الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا ان طوكيو ترحب برغبة كوريا الشمالية في المشاركة في الالعاب الاولمبية. وقال "لكن ليس هناك اي تغيير في سياستنا القائمة على اساس ممارسة اقصى الضغوط على كوريا الشمالية الى ان تغير سياستها".