رغم مرور 40 عامًا بالتمام والكمال على آخر سيارة من طراز فولكس فاغن بيتل يتم تجميعها في مصانع الشركة في شمال ألمانيا، إلا أن السيارة الشهيرة ما زالت تحظى بمكانة مميزة حتى يومنا هذا.

إيلاف: لكثير من موظفي شركة فولكس فاغن، يعني يوم 19 يناير عام 1978 تاريخًا مثيرًا للعواطف والشجن، لدرجة إن بعضهم كان يتمزق من داخله في مقر المصنع الموجود في إمدن (سكسونيا السفلى) من فرط الحزن على قرار وقف إنتاج هذا الموديل.

فكرة هيتلر
عن سر الشعبية التي ما زالت تتمتع بها تلك السيارة حتى الآن، رغم وصف الشركة لها في السجلات بأنها ليست سيارة سريعة أو حتى اقتصادية أو مريحة، أشار موقع "ذا لوكال" في تقرير مطول له بهذا الخصوص، إلى أن سر شعبيتها وتعلق الناس بها هو تاريخها.

أضاف التقرير أن تلك السيارة، التي اشتهرت بكونها "سيارة الشعب"، وشارك في تصنيعها فرديناند بورش وأريون كوميندا، كانت سيارة اقتصادية استنادًا إلى فكرة طرحها أدولف هيتلر.

فقد كان يرغب هيتلر في تصنيع سيارة معقولة السعر للعمال الألمان العاديين، وهو الرهان الفني الذي قبلته شركة بورش في العام 1933، لكن لم تخرج أولى موديلات السيارة للنور إلا في عام 1947، وبدأت تتنامى شعبيتها بشكل كبير منذ ذلك التاريخ عامًا بعد عام.

ملفتة وزهيدة
احتفلت الشركة عام 1955 بإنتاجها النسخة رقم 9 مليون من موديل بيتل في مقر مصنعها الموجود في فولفسبورغ (سكسونيا السفلى)، وبعدها بدأت تتنامى شعبيتها في أنحاء الولايات المتحدة كافة بفضل حملة إعلانية نفذتها وكالة Doyle Dane Bernbach التي يوجد مقرها في نيويورك عام 1959. وخلال عقد الستينات، أضحت السيارة أجنبية الصنع الأكثر مبيعًا في البلاد بفضل تصميمها غير التقليدي وسعرها الرخيص.

السيارة الأسطورة بيتل لا تزال على لائحة بحث مشترين

ثم قامت شركة فولكس فاغن ببناء مصنع جديد في مدينة إمدن الساحلية عام 1964. وأورد ذا لوكال عن موظف سابق في الشركة يدعى ويلي كوروسوكي، ويبلغ من العمر الآن 83 عامًا، قوله: "كنا ننتج في البداية حوالى 10 سيارات موديل بيتل في اليوم الواحد، وكنا نتحصل على أجزاء تصنيع السيارة من فولفسبورغ. كما إني أتذكر علاقات الصداقة التي جمعتني بزملائي في المصنع آنذاك، ومازال كثيرون منا على تواصل حتى يومنا هذا".

طرازاتها القديمة مرغوبة
فيما أكد خبير صناعة السيارات، ويلي ديز، من معهد اقتصاديات السيارات، أن فولكس فاغن أخطأت بتصورها أن النجاح الذي حققته سيارة بيتل سيستمر إلى الأبد، حيث بدأ يتراجع أداء الشركة بشكل كبير مع بداية عقد السبعينات، عندما بدأت تتغير آليات السوق، وفجأة بدت السيارة قديمة المظهر ومهملة من الناحية التقنية. وتابع ديز "لولا طرح الشركة موديل غولف على الفور، لما تمكنت من إنقاذ نفسها بأي حال من الأحوال".

ومع هذا، فإنه وبعد كل هذه السنوات، لا تزال السيارة حاضرة بقوة في شوارع ألمانيا، ومن يفكر في اقتناء نسخة منها، فله أن يعلم أن الأسعار مرتفعة للغاية. وأشار هنا هنري هاكيروت، المسؤول عن تنظيم تجمعات سيارات البيتل في هانوفر، إلى أن سيارة بيتل موديل الخمسينات من الممكن أن يصل سعرها إلى 30 ألف يورو حسب حالتها.


أعدت "إيلاف" المادة نقلًا عن موقع "ذا لوكال"، الرابط الأصلي أدناه:
https://www.thelocal.de/20180119/40-years-since-final-vw-beetle-rolled-off-production-lines-in-germany