أولت صحف عربية اهتماما بدعوات محلية لإسقاط حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر في اليمن، وكذلك استقالة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

وبينما أكدت بعض الصحف على أن الدعوة لإسقاط الحكومة هي "حق مشروع"، إلا أنها حذرت في نفس الوقت مما وصفته بـ"التعبئة الخاطئة التي تقود إلى صراع داخلي".

تقول صحيفة الأيام اليمنية في افتتاحيتها إن دعوات إسقاط الحكومة والبحث عن كفاءات وطنية تخرج الشعب من أزمته "حق مشروع لكافة القوى السياسية، غير أن الحشد والتعبئة الخاطئة، التي تقود إلى صراع داخلي بين أطياف الشعب الجنوبي، هو الخطأ الأكبر الذي سيضرب ما تحقق من انتصارات في مقتل ربما سيصعب تداركه".

وتضيف الصحيفة: "ما هو مطلوب من الجنوبيين اليوم هو السعي لفرض أمر واقع بإدارة محافظات الجنوب وإشراك كل المناطق بإدارة شؤونها بخبرات أبنائها دون إقصاء أو تحامل".

في نفس السياق، يقول حيدره محمد في عدن الغد اليمنية إن تلك الدعوات تمثل فصلا جديدا من فصول أزمة انعدام الثقة بين الشعب والحكومة.

يقول الكاتب: "حكومة الشرعية في تقديري حكومة فاشلة لن يستوعبها مجال أي قاموس فشل حكومي لأي حكومة فاشلة على مستوى العالم".

اسماعيل ولد الشيخ أحمد
AFP
ولد الشيخ استقال من منصبه كمبعوث لليمن وعين محله البريطاني مارتن غريفثت

استقالة

وحول استقالة ولد الشيخ أحمد، قال علي أحمد جاحز في الثورة اليمنية: "في الواقع من اتخذ قرار إقالة المبعوث الأممي الأكثر فشلا وسقوطا في تاريخ الأمم المتحدة ولد الشيخ، هو الشعب اليمني وقيادته السياسية الحكيمة".

يضيف الكاتب: "لعبة ولد الشيخ انتهت عندما رفض ممثلو الأطراف اليمنية الوطنية مقابلته في صنعاء أكثر من مرة، وحين رفضوا أيضا مقابلة نائبه شريم، وحين تم رفض التعاطي مع أي مقترحات أو دعوات تأتي من طرف المبعوث أو من يمثله".

من جانبه، يرى هاني سالم مسهور في البيان الإماراتية أن مغادرة ولد الشيخ لمنصبه لم تكن أمرا مفاجئا، ويقول إن مغادرة ولد الشيخ "تحمل ثلاثة أعوام ارتبط فيها بالأزمة اليمنية ارتباطاً قوياً، حاول اختراق الجدران الصلبة وكان قريباً في مرة واحدة ولكنه خرج بما خرج به أسلافه من دون نتيجة تذكر، وحملته الأطراف اليمنية مسؤولية الفشل".

ويضيف الكاتب: "تقييم الثلاث سنوات التي قضاها إسماعيل ولد الشيخ أحمد تعطي مدلولات نحو أطراف النزاع اليمنية بسلبيتها في التعاطي الإيجابي مع متطلبات السلام، فبالتأكيد لا تملك الأمم المتحدة قوة لفرض السلام حتى وإن كان اليمن تحت الفصل السابع من نوفمبر 2014، فالسلام يحتاج إلى إرادة شجاعة تستجيب لمعاناة ملايين من أبناء الشعب اليمني الذين يدفعون ثمن كل ما يجري من احتراب".

وتقول صحيفة العرب اللندنية إن مغادرة ولد الشيخ تزامنت مع تحركات دولية تتزعمها بريطانيا لتقديم مبادرة جديدة لحل الأزمة اليمنية وسط تسريبات عن أن السعودية لا تمانع في أن تعطي فرصة أخرى للجهود الدبلوماسية لدفع المتمردين الحوثيين إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة، وذلك بالتوازي مع استمرار خيار الحسم العسكري.

وترى الصحيفة أن جولة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في المنطقة والتي تشمل سلطنة عمان والسعودية واليمن "تكشف عن خطة بريطانية لدفع الخيار التفاوضي في الأزمة اليمنية، مستفيدة من تعيين دبلوماسي بريطاني مبعوثا دوليا إلى اليمن".