منذ أقل من تسعين يومًا وتحديدًا في الرابع من نوفمبر، تلك الليلة التي لن ينساها السعوديون كانت المملكة على موعد لتطيح بشبكة الفاسدين والمفسدين، مهما كانت مناصبهم، ومهما كانت علاقتهم بالأسرة الحاكمة، فقد أرسى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مبدأ الكل أمام القانون سواء "انتقدوني ولو شئتم حاكموني". 

إيلاف من الرياض: في ليلة أقضت المضاجع أوقفت السلطات السعودية 11 أميرًا وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين في الرابع من شهر نوفمبر الجاري في حملة تطهير غير مسبوقة في تاريخ المملكة، وجرت الحملة بعد ساعات على تشكيل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لجنة لمكافحة الفساد أسند رئاستها إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فيما صدرت أوامر ملكية بإعفاء وزير الحرس الوطني ووزير الاقتصاد والتخطيط من مناصبهم وإحالة قائد القوات البحرية على التقاعد.

وقامت لجنة مكافحة الفساد، بحصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام، وإصدار أوامر القبض، والمنع من السفر، وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها، وتتبع الأموال والأصول ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص والكيانات أيًا كانت صفتها.

"السجن الذهبي"
جرت الترتيبات على إيقاف المتهمين داخل فندق الريتز كارلتون في الرياض، فيما يعرف بـ"السجن الذهبي"، حيث تم إخلاء الفندق قبلها بساعات من النزلاء، ليبقى فيه فقط الموقوفون، حتى تتم التسويات المالية معهم، فإن رضوا خرجوا، وإن أبوا فليس أمامهم سبيل غير النيابة.

بلغ عدد الموقوفين في هذه الحملة 381 تم استدعاؤهم، وانتهت مرحلة التفاوض معهم، والتسويات، عدا 56 شخصًا تم إحالتهم على النيابة العامة لاستكمال الإجراءات بحقهم.

وكشف النائب العام السعودي، الشيخ سعود المُعجب، أن القيمة المُقدّرة لمبالغ التسويات تجاوزت 400 مليار ريال متمثلة في أصول عدة "عقارات وشركات وأوراق مالية ونقد وغير ذلك".

وعاد فندق الريتز كارلتون في الرياض مجددًا إلى نشاطه الطبيعي في استقبال النزلاء بعدما تم إخلاء الفندق من جميع الموقوفين ضمن تحقيقات الفساد.

أبرز الموقوفين
- الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة المملكة القابضة

- الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني

- الأمير تركي بن عبد الله، حاكم منطقة الرياض

- خالد التويجري، رئيس الديوان الملكي السابق

- عادل فقيه وزير الاقتصاد والتخطيط

- إبراهيم العساف وزير المالية السابق

- عبد الله السلطان قائد القوات البحرية السعودية

- بكر بن لادن رئيس مجموعة بن لادن السعودية

- محمد الطبيشي رئيس المراسم الملكية السابق

- عمرو الدباغ حاكم الهيئة العامة للاستثمار السعودي

- الوليد الإبراهيم رئيس مجموعة MBC التلفزيونية

- خالد الملحم المدير العام للخطوط الجوية السعودية

- سعود الدويش رئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات السعودية

- الأمير تركي بن ناصر رئيس هيئة الأرصاد الجوية والبيئة

- الأمير فهد بن عبد الله بن محمد آل سعود مساعد وزير الدفاع السابق

- صالح كامل، رجل أعمال

- محمد العمودي، رجل أعمال

أين تذهب هذه الأموال؟
وبعد إسدال الستار عن أكبر قضايا الفساد في تاريخ السعودية، واسترداد أكثر من 100 مليار دولار، ربما يتساءل البعض عن مصير هذه الأموال وأين ستنفق؟. هذا التساؤل أجاب عنه وزير التجارة والاستثمار السعودي، ماجد القصبي، خلال زيارة لواشنطن للقاء رجال أعمال أميركيين، حيث قال إن هذه الأموال التي تم تحصيلها من الموقوفين ستحوّل إلى حساب خاص في وزارة المالية، مضيفًا أنه سيتم استخدام هذه الأموال للإسكان ومشاريع تنموية أخرى.

أما وزير المالية السعودي محمد الجدعان فقد أكد أن التسويات النقدية التي جرت مع المحتجزين في إطار حملة الفساد ستساعد على تمويل حزمة قيمتها 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار) لمساعدة المواطنين على مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة.