لندن: عندما عُرض بورتريه القس جيسي جاكسون الذي رسمه الفنان ديفيد هامون أشقر بعينين زرقاوين، في واشنطن عام 1989، هاجم العمل الفني الضخم أشخاص مسلحون بمطارق بدعوى أن اللوحة إهانة للسياسي الأميركي الأفريقي والقيادي في حركة الحقوق المدنية للسود.&

وأبقى الرسام على التلف الذي أصاب اللوحة ورفض بيعها نحو 20 عاماً إلى ان التقى ميتشل رايلس.&

وبهدوء أصبح رايلس، أحد مؤسسي شركة دانيهر للتصاميم والابتكارات الصناعية، من كبار مقتني الفن الحديث في أميركا.&

وقرر رايلس مع زوجته ايميلي التي تعمل مديرة غاليري اقامة معرض لبعض مقتنياتهما الفنية في متحف غلينستون الذي تملكه العائلة، يُفتتح في 4 اكتوبر في واشنطن، كما افادت مجلة الايكونومست في تقرير مشيرة إلى ان بورتريه جيسي جاكسون للفنان هامون سيكون احد الأعمال الرئيسية في المعرض بعد توسيع متحف غلينستون بكلفة 200 مليون دولار بإضافة 11 صالة جديدة.&

ولاحظ التقرير أن واشنطن ليست معروفة بكثرة متاحفها وصالوناتها للفن المعاصر ولهذا السبب من المرجح أن يلاقي المعرض الذي سيُقام في متحف غلينستون على بعد 29 كلم من مركز العاصمة نجاحاً ساحقاً بين محبي الفن وزوار المدينة.&

الدخول مجاني

وسيكون الدخول مجانياً ولكن لن يُسمح لأكثر من 400 زائر بالدخول كل يوم. ونفدت تذاكر المعرض للشهرين المقبلين فور الاعلان عنها تقريباً.&

ويطبق رايلس وزوجته سياسة صارمة في اقتناء الأعمال الفنية كما يتضح من مجموعة اللوحات التي سيضمها المعرض مركزاً على فترة ما بعد الحرب وخاصة الرساميين الانطباعيين الالمان والأميركيين.&

طموح جريء

إذ يجب أن يكون الفنان ممن يقيمون معارض لأعمالهم منذ ما لا يقل عن 15 عاماً. وهما لا يشتريان أعمالا في المعارض الفنية ونادراً ما يشتريان في المزادات بل تعتمد العائلة على تجار فن معروفين مثل غاغوسيان وهاوزر اند ويرث وديفيد زفيرنر.&

وإذا بدت هذه القواعد محافظة فان الطموح الذي يكمن وراءها طموح جريء، على حد وصف مجلة الايكونومست. ذلك ان رايلس وزوجته يريدان ان يمثل كل عمل فترة مفصلية في تطور الفنان أو تاريخ الفن نفسه.&

وعلى سبيل المثال ان الفنان الايطالي أليغيرو بويتي أنتج أكثر من 150 نسخة من عمله التطريزي "خريطة العالم".&

ولكن العمل الأصلي الأول هو الذي يضمه متحف غلينستون. وإذا لم تكن اعمال الفنان الأساسية متاحة فان الثنائي رايلس لا يشتريان اعماله حتى إذا كان فاسيلي كاندنسكي أو كازيمير ماليفيتش.&

والنتيجة ان مجموعة مقتنيات الزوجين من الأعمال الفنية ليست واسعة سعة الأعمال التي جمعها رجل الأعمال البريطاني ذو الأصل العراقي تشارلس ساتشي في السبعينات.&

وبدلا من ذلك يقدم متحف غلينستون اعمالا ذات نوعية عالية لأسماء معروفة مثل سيلدو ميريل الذي يعتبر أهم فنان برازيلي على قيد الحياة والنحاتة الأميركية ذات الأصل الفرنسي لويز بورجوا التي توفيت عام 2010.&

وعندما دعا الثنائي رايلس الفنان الأميركي برايس ماردن إلى رسم عمل يُضاف إلى مجموعتهما أراد ان تكون لوحته بطول 11.9 متر تماماً مع مترين من الجدار الأبيض على كل جانب. فبنى له الثنائي رايلس صالة له خصيصاً بعرض 15.9 متر تماماً.&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الايكونومست". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.economist.com/books-and-arts/2018/09/29/contemporary-art-comes-to-the-american-capital?frsc=dg%7Ce
&