نصر المجالي: وجدت روسيا نفسها محاصرة باتهامات من جهات غربية عديدة من بينها هولندا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة، بالوقوف وراء مخططات لهجمات الكترونية، وردت على الاتهامات البريطانية بصفة خاصة، قائلة إنها "كوكتيل من العطر الشيطاني الكاذب".

واتهمت بريطانيا المخابرات العسكرية الروسية، يوم الخميس، بأنها وراء مجموعة من الهجمات الإلكترونية الغرض منها تقويض الديمقراطيات الغربية من خلال نشر حالة من البلبلة في كل المجالات بدءا بالرياضة والنقل وانتهاء بانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016.

وقال ممثل لوزارة الخارجية الروسية في تعليق على الاتهامات: "يبدو أن هوس التجسس الغربي يتجمع بسرعة".&

وردا على سؤال حول اتهامات المملكة المتحدة ، قال متحدث باسم السفارة الروسية: "هذا البيان متهور. لقد أصبح تقليدا لمثل هذه المطالبات تفتقر إلى أي دليل.
وأضاف: "إنه عنصر آخر في الحملة المناهضة لروسيا من قبل حكومة المملكة المتحدة".

وأعاد متحدثون روس إلى الأذهان، إلى أنه في ديسمبر 2017 أثناء زيارة بوريس جونسون لوزير الخارجية آنذاك إلى موسكو ، اقترح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إطلاق مشاورات الخبراء بشأن الأمن السيبراني من أجل معالجة مخاوف المملكة المتحدة ، إن وجدت.

لا حقائق

وقالوا: "لكن تم رفض العرض. التفسير الوحيد المعقول هو أن المملكة المتحدة ليس لديها حقائق لإجراء مناقشة موضوعية، وبالتالي، فإن مثل هذه التصريحات الصادرة عن وزارة الخارجية ليست سوى تضليل فادح ، يهدف إلى إرباك الرأي العام البريطاني والعالمي".

وأضاف المتحدثون: "بالمناسبة ، ليس من قبيل الصدفة أن تظهر هذه الاتهامات بالضبط في وقت اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في بروكسل وإعلانات إنشاء وحدات عسكرية هجومية خاصة في العديد من الدول الغربية".

وتعتقد سلطات المملكة المتحدة أن روسيين باسمين مستعارين "ألكسندر بتروف وروسلان بوشهيروف" تورطا برش مادة غاز الأعصاب على مقبض باب منزل سكريبال يوم 4 مارس 2018.

بيان ماي

وكان المكتب الصحفي لرئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أفاد، اليوم الخميس، بأن بريطانيا وهولندا تعتبران أعمال الدائرة الرئيسية لأركان القوات المسلحة الروسية (دائرة الاستخبارات العسكرية الروسية) في المجال الإلكتروني بأنها غير مقبولة.

وجاء في بيان مشترك صدر عن رئيسي الوزراء البريطانية تيريزا ماي والهولندي مارك روتيه أن "المخابرات العسكرية الروسية قامت بهجمات على مؤسسات في جميع أنحاء العالم بما فيها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية".

وأضاف: "إن هذه المحاولة للوصول إلى أنظمة آمنة للمنظمة الدولية التي تعمل على تحرير العالم من الأسلحة الكيميائية، تظهر تجاهل دائرة الاستكشاف الرئيسية للقيم والقواعد العالمية التي تضمن أمننا".

تحذير هنت

من جانبه حذر وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، من خطر مواجهة روسيا عقوبات جديدة بسبب هذا الهجوم. وقال إن وحدة الاستخبارات المالية تقوم بتنفيذ هجمات إلكترونية "عشوائية ومتهورة" تستهدف المؤسسات السياسية والشركات ووسائل الإعلام والرياضة.

ومن جهته، قال وزير الدفاع غافن ويليامسون، الذي حضر قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل ، إن موسكو تستهدف منظمات لا قيمة عسكرية لها.

وقال المركز الوطني للأمن الإلكتروني إن عددًا من المتسللين المعروفين بشن هجمات قد تم ربطهم الآن بجهاز الاستخبارات التابع للجيش الروسي المعروف بـ GRU.

من جهة أخرى أعرب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ومفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان مشترك عن قلقهم الشديد إزاء ادعاءات الهجوم الروسي الإلكتروني على موقع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وجاء في البيان: "نعبر عن قلقنا الشديد من هذه المحاولة لتقويض وحدة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وهي المنظمة الدولية المحترمة التي تستضيفها هولندا".

الاستخبارات البريطانية

وأعلنت الحكومة الهولندية يوم الخميس أن أجهزة الاستخبارات الهولندية أحبطت بمساعدة من الاستخبارات البريطانية، هجوما الكترونيا روسيا كان يستهدف منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في ابريل وطردت أربعة عملاء روس من البلاد.

وقالت الحكومة إن الروس أعدوا سيارة محملة بتجهيزات الكترونية في موقف سيارات فندق بالقرب من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في لاهاي في محاولة لقرصنة نظامها المعلوماتي.

هوية العملاء&

وأوضحت وزيرة الدفاع الهولندي أنك بييلفيلد خلال مؤتمر صحافي أن "الحكومة الهولندية تعتبر ضلوع عملاء الاستخبارات هؤلاء أمرا يثير القلق الشديد". وأضافت "عادة لا نكشف عن مثل هذا النوع من عمليات مكافحة التجسس".

أشارت الوزيرة إلى أن المتهمين الـ4 دخلوا هولندا بجوازات سفر دبلوماسية. وشددت على أن المتورطين الأربعة وهم: ألكسي مورينيتس، ويفغيني سيريبرياكوف، وأوليغ سوتنيكوف، وأليكسي مينين، كانوا يعملون لصالح الاستخبارات العسكرية الروسية. وزعمت الوزيرة أن المخابرات الهولندية تمكنت من الوصول إلى الأجهزة الإلكترونية التي استخدمها المشتبه بهم.

وأفادت الوزيرة باستدعاء السفير الروسي في هولندا، ألكسندر شولغين، إلى وزارة الخارجية الهولندية لتوضيح الوضع حول هذا الهجوم الإلكتروني.

وقال مسؤولون هولنديون إن هولندا تعرفت على هويات العملاء الروس، مشيرة الى ان العملية نفذتها وكالة الاستخبارات الروسية العسكرية. &وخلال اجتماع وزراء دفاع حلف الأطلسي في بروكسل، أوجز مسؤولون هولنديون نظراءهم الاوروبيون حول نتائج التحقيق الأخير.

سلوك متهور

وعلى صلة بذلك، طالب الامين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس روسيا بالكف عن سلوكها "المتهور" في قضية الهجمات الإلكترونية، بعد أن أعلنت هولندا انها احبطت هجوما الكترونيا روسياً كان يستهدف منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.

وقال ستولتنبرغ في بيان إن "روسيا يجب أن توقف سلوكها النمطي المتهور بما فيه استخدام القوة ضد جيرانها ومحاولاتها التدخل في العمليات الانتخابية وحملات التضليل المعلوماتي الواسعة".

وتابع أن "حلفاء الحلف الأطلسي متضامنون مع القرار الهولندي والبريطاني بالتنديد بروسيا لمحاولاتها الصارخة تقويض القانون الدولي ومؤسساته".