لعلها المرة الأولى التي تصدر تصريحات من مسؤولين أتراك حول الحرص على اللجنة الدستورية وفِي الرغبة في انسحاب القوات العسكرية التركية من سوريا، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تسحب قواتها من سوريا حتى إجراء انتخابات فيها، وهو ما يعدّ، بحسب مراقبين، تغييرًا كبيرًا في قواعد الحرب السورية التي تدخلت فيها دول كبرى وإقليمية عدة.

إيلاف: قال أردوغان في الجلسة الختامية من جلسات منتدى حول الهيمنة الفكرية للغرب في مدينة إسطنبول: "سنغادر سوريا ونتركها لأهلها، بعد أن يجري شعبها انتخاباته".

ملاحقة الأكراد مستمرة
في ما يتعلق بالوضع في إدلب بعد الاتفاق الأخير مع روسيا، أشار إلى أن أنقرة لا تواجه صعوبة في إجراء محادثات مع جماعات منتشرة في المنطقة توصف بالمتشددة.

هذا وقضى الاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان التركي والروسي بإقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومترًا تخليها تلك الجماعات بحلول منتصف الشهر الجاري.

فيما حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من إفشال اللجنة الدستورية السورية، معتبرًا أن سوريا تقف أمام فرصة أخيرة للحل السياسي.

تزامن كل ذلك مع قرار أنقرة أن تكثف جهودها لملاحقة وحدات الحماية الكردية في شرق نهر الفرات. وعلمت "إيلاف" أن تركيا "أبلغت حلفائها الرئيسيين أنها ماضية في ذلك، خاصة في ظل ما أسمتها "المماطلة الأميركية "في تنفيذ الاتفاقات السابقة بين البلدين في منبج وشمال سوريا".

إشارات إيجابية
وكان أردوغان قد قال الثلاثاء إن تركيا ستعزز وجودها العسكري في شمال سوريا لمواجهة وحدات حماية الشعب الكردية (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي) المنتشرة أساسًا في شرق نهر الفرات.

في المقابل يحاول الأكراد العمل ببراغماتية والتواصل مع النظام السوري مباشرة من دون إغفال التنسيق مع الدول الكبرى، ويعتبر الأكراد أن النظام يرسل إشارات إيجابية إليهم، وأن جلسات الحوار معه يمكن تطويرها والبناء عليها.

قال أمجد عثمان المتحدث الرسمي لمجلس سوريا الديمقراطية لـ"إيلاف" إن "تصريحات الوزير وليد المعلم الأخيرة وبالمقارنة مع تصريحات سابقة لمسؤولين سوريين رسميين تشير إلى أن هناك جدية أو اهتمامًا بقضية الحوار مع مجلس سوريا الديمقراطية".

أضاف "تصريحات المعلم التي أرجع فيها تعثر الحوار إلى عوامل دولية توحي أن دمشق مهتمة بقضية الحوار في الوقت الذي نؤكد أن تعثر هذا الحوار لم يكن بسبب تدخل خارجي إطلاقًا، وعندما تكون الأسباب واضحة، ليس هناك داع للتكهنات والتحليلات".

مستعدون لإنجاح الحوار
ولفت إلى أن "الإطار الذي حدده النظام للحوار كان ضيقًا جدًا بما لا يكفي لإنجاح المباحثات، ولم يكن بإمكاننا أن نتوصل إلى أي صيغة ضمن الحدود الضيقة جدًا للحوار التي حددها النظام".

حول ما أعلنه المسؤول السوري عن علاقة الجانب الأميركي في إفشال الحوار رأى أنه "ربما يحاول المعلم تبرئة جانب الحكومة السورية من فشل هذا الحوار، ويعلم الجميع أن الولايات المتحدة الأميركية هي شريك مهم لقوات سوريا الديمقراطية في محاربة الإرهاب".

وعبّر عن اعتقاده "أنه سيكون للولايات المتحدة دور مهم وأساسي في تحديد مستقبل الحل السياسي في سوريا، لكن هذا لا يتناقض مع كوننا اتخذنا قرار الذهاب إلى دمشق بشكل مستقل عن أي تدخل خارجي". وفي الوقت عينه شدد المسؤول الكردي على أننا "مستعدون لاستكمال هذا الحوار وإنجاحه".