الرباط: في خروج إعلامي هو الأول من نوعه، منذ تواريه عن المشهد السياسي بعد هزيمته في المؤتمر الوطني الأخير لحزبه، اعتبر حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال المغربي، أن الواقع الذي يعيشه المغرب اليوم "خطير".

وقال شباط، في رسالة وجهها إلى إخوانه في حزب الاستقلال بعد سنة على إبعاده من قيادة الحزب، إن واقع البلاد اليوم، "أليم بل وخطير، طال مختلف المجالات: الاقتصادية والاجتماعية والثقافية".

وأكد شباط أن المجال السياسي يعتبر "المدخل الرئيسي لبواعث الأزمة، حيث أصبحت المؤسسات السياسية وما يتفرع عنها أجسادا بلا روح"، وذلك في انتقاد واضح منه للوضع السياسي المتأزم بالبلاد.

ووجه الأمين العام السابق لحزب الاستقلال المعارض، انتقادات حادة لمختلف المجالات، معتبرا أن ما سماه "تردي مستوى الخدمات والمناهج التعليمية والتربوية تجاوزت كل الحدود لتمس عمق هويتنا ومقوماتنا الراسخة"، مؤكدا أن "النقاش الأخير حول تدليس العامية في اللغة العربية يعتبر دبحا للفكر وقتلا لروح المسؤولية".

كما سجل شباط بأن خريجي الجامعات "أصبحوا يحملون شهادات عنوانها الكفاءة وواقعها البطالة"، مشيرا في الآن ذاته، إلى أن أغلب المستشفيات "خالية من الأدوات الطبية الأساسية وتعاني من النقص في الموارد البشرية مما يمس في العمق كرامة المواطن".

وخص شباط الوضع الحقوقي والحريات العامة بالبلاد بنقد خاص، حيث قال انه بلغ حدا مأساويا لا يمكن القبول به، ومسؤولية الدولة تقتضي فتح المجال للانتقاد بدل فتح السجون والمحاكم في وجه كل من انتقد التسيير الحكومي، حتى أصبحت سمعة البلاد الحقوقية في تراجع خطير بل تستغل من طرف الخصوم قبل الأعداء.

ولم يقف شباط عند هذا الحد، بل ذهب في رسالته إلى أن قضية الوحدة الترابية للمملكة(قضية الصحراء) "تعاني كذلك من تقصير، ولا يجب أن نعلق عليه بنفاق سياسي أو إعلامي، وإنما بمعالجة مكامن الخلل بعيدا عن المزايدات السياسية خاصة في ظل وضع إقليمي متوتر وانقسام ملحوظ في المجتمع الدولي".

ودعا شباط جميع الاستقلاليين الى التعبئة والالتفاف حول القيادة الحزبية بزعامة الأمين العام نزار بركة، وطالب كل واحد بتحمل "مسؤوليته التاريخية والنضالية، كل من موقعه"، وذلك في رسالة تهدئة وإعلان صلح واضح مع التيار الذي سيطر على الحزب وأجهزته بقيادة حمدي ولد الرشيد، وأبعد كل الأصوات القريبة من شباط.