الرباط: منذ ثلاثة أشهر، يقوم مجموعة من المتطوعين من داخل المغرب وخارجه بتنظيف مقبرة الشبانات بحي يعقوب المنصور بالعاصمة الرباط، من خلال إزالة الأشواك والحشائش والنفايات المحيطة بجنبات المقابر، تحت شعار"جميعا من أجل نظافة المقبرة"، و ذلك صبيحة كل يوم أحد.

يقول عبد اللطيف مدود، فاعل جمعوي وأحد المتطوعين لـ"إيلاف المغرب" ان الفكرة تعود لشباب أصدقاء اجتمعوا في إطار العمل التطوعي الجمعوي، قررواالقيام بتنظيف مقبرة الشبانات القديمة التي تعاني من الإهمال والنسيان، فضلا عن انتشار الأزبال والنفايات داخلها.

يضيف قائلا " كان عددنا ضئيلا في البداية لكنه تضاعف تدريجيا حينما قمنا بالترويج للمبادرة و نشر صورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

&

&

&

&

يعتبر مدود أن ما تعانيه المقبرة يمثل نموذجا مصغرا لما تعيشه العديد من المقابر في المغرب، رغم وجود قانون ينص على أن الإشراف عليها يتم من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجالس البلدية والسلطات المحلية، لكن التساؤل يبقى مطروحا حول سبب إهمالها و وضعها الكارثي، فهي بحاجة للاهتمام من خلال التنظيف و إقامة أبواب وأسوار ووجود حراسة نهارية وليلية ، إضافة إلى وجود الماء بشكل متكرر، لترتقي إلى مصاف مقابر في بعض المناطق و التي تمثل نموذجا رائعا.

لم تثن الصعوبات التي واجهها الشباب في بداية عن المضي في عملهم التطوعي، حيث تمكنوا بفضل تضامنهم و مجهوداتهم الشخصية من توفير ما بين 18 إلى 20 آلية للاشتغال، تعينهم على إنجاح الحملة.

&

&

&

و حول مشاركة أجانب في عملية تنظيف المقبرة، يقول الفاعل الجمعوي:"هو فكر تطوعي و إنساني لا حدود له، فلا فرق يذكر، بين مسلم و مسيحي، فكرتنا وصلت من خلال وسائل التواصل و هو ما جعلنا نتواصل مع أفراد من داخل وخارج المملكة، فوجود أجانب بيننا جاء انطلاقا من جمعية تهتم بالتطوع و لها متطوعين من مختلف الدول، حبذوا الفكرة و انضموا إلينا من أجل إنجاحها".

&

&

&

واشار مدود إلى دخول أطراف أخرى على خط تنظيف مقبرة الشبانات بالرباط، حيث يقوم عمال الإنعاش الوطني بإزالة الأعشاب وقطع الأشجار و إزالة الازبال على أن يستأنف المتطوعون عملية طلاء المقابر.

وبشأن المبادرات المستقبلية للشباب المتطوع، يقول مدود"نفكر في الانتقال لمقبرة أخرى بالمدينة، من أجل استمرار المبادرة التي نتمنى ألا تبقى محصورة على صعيد العاصمة، و أن تنتقل فكرتها لشباب مدن أخرى، وهو ما تحقق فعليا من خلال مبادرة مماثلة يقوم بها سكان مدينة تمارة، في خطوة إنسانية نبيلة".

&