إيلاف من نيويورك: عندما اختار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، جون كيلي لشغل منصب رئيس اركان موظفي البيت الأبيض خلفا لرينس بريبوس، رُسمت هالة كبيرة حول الجنرال القادم من وزارة الامن الداخلي.

يومها كان الجناح الغربي في البيت الأبيض يمر بحالة انعدام وزن، فما يحصل داخل الجدران يصبح فجأة على صفحات الاعلام بفعل صراعات القوى الموجودة. أراد ترمب من كيلي وقف الاضطرابات القائمة والتي كانت شكلت موادَّ&إعلامية دسمة فمده بصلاحيات كبيرة وصلت حد ارغام ايفانكا ترمب على طلب اذن يخولها رؤية والدها في المكتب البيضاوي.

&نجاح في البداية

نجح كيلي في بداية المطاف، وخرجت رؤوس&كبيرة كستيفن بانون ونائبه سيباستيان غوركا، وانطونيو سكاراموتشي وغيرهم، كما تمكن الجنرال من الاحتفاظ باوراقه في الوزارة التي كان يقودها بعد إقناعه ترمب بتعيين كيرستين نيلسن لخلافته في منصبه.

مضت الأشهر الأولى بسلاسة، فكيلي كان على علاقة جيدة بوزيري الدفاع جيمس ماتيس والخارجية ريكس تيلرسون، ومستشار الامن القومي، هيربرت ماكماستر، واصبحت شوكة هذا الفريق قوية داخل البيت الأبيض بمقابل خفوت منظري التيار الشعبوي.

انقلاب المشهد

بدأت أوضاع الجنرال تتغير في الشهر الأخير من العام الماضي، وجاءت فضيحة سكرتير الموظفين روب بورتر الذي اتهم بتعنيف زوجتيه لتزيد الأمور سوءا، حُكي كثيرا في تلك الفترة عن قرب اقالة او استقالة كيلي، غير ان هذه الاخبار كانت تُقابل ببيانات نفي تصدر عن البيت الأبيض.

دارت عجلة التغييرات، فخرج اثنان من حلفاء كيلي، تيلرسون وماكماستر، فتراجعت سطوة رئيس اركان الموظفين خصوصا ان الوافدين (مايك بومبيو وجون بولتون) سرعان ما استعادا الدور الذي يلعبه عادة وزير الخارجية ومستشار الامن القومي، وبالتزامن كانت موجات المهاجرين غير الشرعيين تجتاح الحدود الجنوبية دون ان تقدم وزيرة الامن الداخلي أي حلول فعالة لمواجهة الامر.

الخيار الخاطئ

ولأن كيلي هو عراب الوزيرة، كانت سهام الانتقادات العنيفة تطاله أولا، ومع الحديث الاخير عن قافلة ضخمة تضم مهاجرين قادمين من هندوراس بهدف دخول أراضي الولايات المتحدة، اشتعلت الأمور مجددا داخل الإدارة الأميركية واصطدم جون كيلي بمستشار الامن القومي جون بولتون.

انتقادات وكلمات بذيئة

وبحسب بلومبيرغ، فإن جدالا ساخنا وقع بين المسؤولين خارج المكتب البيضاوي على خلفية ملفي الهجرة والحدود، ونقلت الوكالة عن مطلعين قولهم، ان بولتون وجه انتقادات عنيفة الى وزارة الامن الداخلي، والوزيرة نيلسن التي وصلت الى منصبها بدعم كيلي الذي بدا عليه الاستياء فأطلق عبارات بذيئة.

مخاوف من استقالة احدهما

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن بولتون ونيلسن أجريا محادثة جيدة بعد الجدال الذي حدث بين مستشار الامن القومي، ورئيس اركان الموظفين، غير ان مسؤولين آخرين في البيت الأبيض تخوفوا من إمكانية اقدام أحد طرفي الصراع على تقديم استقالته.

المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز ارادت تلطيف الامور فقالت في بيان لها، "بينما نحن متحمسون لحل مسألة الهجرة غير الشرعية، فإننا لسنا غاضبين من بعضنا بعضاً" واشادت بجهود الإدارة حيث اكدت، "ان ادارتنا تقوم بعمل عظيم على الحدود".