تروي المعمارية جو كوين كيف بدأت شركتها من الصفر، ووصلت إلى أن تصمم مشاريع كبرى، وإلى إطلاق شركة مالية استثمارية تستثمر في أسهمها الخاصة.

إيلاف من دبي : "أنا نقيض زُها حديد". هكذا تقول المهندسة المعمارية المعروفة جو كوين بيقين، لمحدثها آدام برانسون في مقابلة نشرها موقع Architects Journal . بهذا الكلام تلخص كوين بأسلوب أنيق رؤيتها إلى دور المعماري اليوم، دور المصمم وميسّر الأعمال، شخص واحد يبني كل ما هو جميل.

كان موقفها هذا جوهر تفكيرها عندما أطلقت شركتها. قالت: "أستطيع أن أرى الوجه المتغير للهندسة المعمارية، وأن تكون مهندسًا معماريًا في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته وتسعينياته، مختلف جدًا عن أن تكون مهندسًا معماريًا اليوم. والآن، يُنظر إلى المعماريين من منطلق أنهم مجرد مكون – ولو مهما وحاسما – في آلة تطوير أكبر.

في ضوء المساء

ولدت كوين في جنوب أفريقيا، وانتقلت إلى المملكة المتحدة لدراسة الهندسة المعمارية، فتخرجت بتميز من كلية وستمنستر للهندسة المعمارية في عام 2007، قبل أن تتابع دراستها في جامعة كاليفورنيا. بعد فترة خبرة في شركة بيريغرين برايانت أركيتاتكس (Peregrine Bryant Architects) المختصة بالترميم، انتقلت إلى شركة فوستر وشركاه (Foster + Partners)، قبل الشروع في تنفيذ مشاريع كبرى، مثل توسعة المتحف البريطاني ومبنى ليدن هول.

قضت كوين 18 شهرًا تعمل في ضوء المساء، على تطبيق التخطيط المحلي للأقبية والطرق الجانبية وإمتدادات دور علوية في منطقتها المحلية. قالت: "فعلت ذلك عامًا ونصف العام حتى تكونت عندي ثقة بأنني سأحصل على ما يكفي من المال. كان وقتًا مزدحمًا حقًا، لكن كان عمري 29 أو 30 عامًا. كان عندي طفل رضيع في ذلك الوقت، ما يعني أنني لم أكن أخرج من المنزل، وبالتالي كان أمامي متسع من الوقت الكافي لأعمل على التطبيقات الهندسية".

تخطيط عالي المخاطر

تأسست شركة جو كوين للهندسة المعمارية (JCA) في عام 2013، ونمت سريعًا في السنوات الخمس الماضية، بفضل مهارات كوين المتميزة في التواصل.

ما زالت الشركة تقوم بالكثير من العمل المنزلي. في واقع الأمر، تعتقد كوين أن العمل في مثل هذه المشروعات يوفر لموظفيها خبرة لا تقدر بثمن في عملية الإنماء. لكنها تمكنت أيضًا من الانتقال إلى التطورات الرئيسية متعددة الوحدات والتجارية. وجدت كوين هذه الخطوة أشد صعوبة من إطلاق شركتها في المقام الأول.

تضيف كوين: "من أجل الوصول إلى عمل متعدد الوحدات، أدركت أن علي القيام بأمر مختلف، وما فعلته كان المشاركة في مشروع مشترك مع مطور، واستثمار جميع الرسوم في تخطيط عالي المخاطر".

المشروع هو The View في لندن. نجحت كوين في الحصول على إذن التخطيط، ومع ذلك، كان قرار الاستثمار محفوفًا بالمخاطر. تقول: "لو لم يكن لدينا تخطيط، لكنا في ورطة. ومن أجل ذلك، كان علي أن أتورط في رهن عقاري، وكان علينا أداء المزيد من الأعمال. كنا نعمل طوال الليل للحفاظ على ما يكفي من المال قادمين لدعم مشروعنا الكبير".

مالية أيضًا

سُمح للشركة بتعهد مشاريع ذات نطاق أكبر. وأصبحت الآن في وضع يمكنها من العمل مع كبريات الشركات. كانت نية كوين في الأصل العمل مع مطورين صاعدين يريدون النجاح، ويعتمدون على الطموح الجامح والأفكار المبتكرة ويفتقرون إلى المال.

إلى جانب شركة الهندسة، تدير كوين شركتها الأخرى: شركة كوين كابيتال المالية. تقول في المقابلة نفسها: "نعرف شخصًا يملك أسهمًا فنقدمه إلى شخص آخر، وخيارهم إن استثمروا معًا أم لا. لسنا مستشارين ماليين، ولا نقدم تقييمات مالية؛ ولا نقدم دراسات جدوى. لدينا أسهمنا الخاصة، وهي الأسهم الوحيدة التي نستثمرها".

أنموذج شركة كوين كابيتال مبتكر، لكن من الواضح أن كوين تقضي معظم وقتها حتى الآن في ممارسة الهندسة المعمارية. فهذا شغفها الدائم.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن (Architects Journal). الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.architectsjournal.co.uk/news/raising-the-stakes-architect-and-entrepreneur-jo-cowen/10036515.article