ريو دي جانيرو: يقترب عسكري ذو ميول يمينية متشددة تعهد بإنقاذ البرازيل من أزمتها بالقبضة الحديدية من الفوز بمنصب الرئاسة حيث تجري الأحد الدورة الثانية من الانتخابات بعد حملة شابها التوتر.

ويتقدم جاير بولسونارو الذي كان ضابط احتياط في الجيش سبق أن أدلى بتصريحات اعتبرت مهينة بحق النساء والمثليين وذوي الأصول الافريقية، بما بين ثماني إلى عشر نقاط على خصمه اليساري فرناندو حداد، بحسب آخر استطلاعي رأي نشرا السبت والذي حصل بموجبهما على 55 بالمئة من الأصوات.&

وتغلب حداد على الكثير من المصاعبتمكن من التقدم ليقلص الفارق إلى 18 نقطة قبل أسبوعين-، سيكون من الضروري حدوث تحول كبير ليتمكن من الفوز.&

وقال حداد رئيس بلدية ساو باولو السابق، أمام الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا لحضور تجمعه الانتخابي الأخير السبت "إن التحول سيحدث".&

أما بولسونارو، فقد وجه نداءه الأخير عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي لجأ إليها لمواصلة حملته بعدما تعرض للطعن في بطنه خلال تجمع الشهر الماضي في هجوم نقل على إثره إلى المستشفى لثلاثة أسابيع.

وقال عبر موقع "تويتر" "بمشيئة الله سيكون يو غد عيد استقلالنا الجديد".&

وبرزت في الانتخابات التي تأتي في أعقاب حالة ركود اقتصادي وفضيحة تتعلق بالفساد شهدتها الدولة العملاقة في أميركا اللاتينية، شخصيات متنوعة حتى بمعايير هذه الحقبة التي ازدادت فيها النزعات الانقسامية والمناهضة للمؤسسات التقليدية حول العالم.&

ويثير بولسونارو البالغ من العمر 63 عاما نفور قسم كبير من الناخبين وكثيرين ممن هم خارج البلاد عبر خطابه العنصري والمعادي للنساء والمثليين.&

وفي إحدى المرات، قال لنائبة يعارضها إنها "لا تستحق حتى أن يتم اغتصابها" بينما أكد في مناسبة أخرى أنه يفضل أن يموت ابناؤه على أن يكونوا مثليين. وعلق بعد زيارة قام بها لمجموعة من السكان السود أنهم "لا يقومون بشيءإنهم بلا جدوى لدرجة تجعلني أشك في قدرتهم على التكاثر".&

"إعادة السعادة"

لكن نسبة أكبر من الناخبين ترفض حداد وإرث حزبه "حزب العمال" الملطخ بالفضائح.&

وترشح حداد (55 عاما) كبديل للرئيس السابق لويس إيناسيو &لولا دا سيلفا الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 12 عاما بتهم الفساد وتبييض الأموال. وتولى لولا دا سيلفا رئاسة البرازيل في فترة ازدهارها بين العامين 2003 و2010.&

وواجه حداد الذي يفتقد إلى الكاريزما التي يتمتع بها لولا دا سيلفا، صعوبات في محاولته توحيد صفوف معارضي بولسونارو رغم تفاقم المخاوف بشأن الشكل الذي ستكون عليه ولاية العسكري السابق الرئاسية.&

وتركز شعار حملته على "إعادة السعادة" إلى البرازيلكما كان الحال في عهد لولا دا سيلفا الذي تميز بمكافحته للفقر.&

إلا أنه سحب لاحقا صور مرشده السياسي المثير للجدل من ملصقات حملته.&

تصويت للرفض

يعيد بولسونارو تاريخاً مختلفاً إلى الذاكرة يرتبط بـ"المعجزة البرازيلية" التي شهدت البلاد خلالها تطوراً صناعيا سريعا في عهد النظام العسكري الذي حكم من 1964 وحتى 1985.&

وقد أثار انتقادات واسعة جراء دفاعه علناً عن الديكتاتورية.&

وقال في إحدى المرات إن "خطأ" النظام تمثل بتعذيبه بدلاً من قتله المعارضين اليساريين والأشخاص الذين يشتبه تعاطفهم معهم.&

لكن في ظل مناخ مناهض للمؤسسات التقليدية لاقت خطاباته قبولا أكثر من مواقف حداد.&

وتبدو الانتخابات أشبه باقتراع ضد أمر يرفضه البرازيليون أكثر من كونه للتصويت لصالح ما يريدونه.&

وانعكس ذلك في نتائج استطلاع للرأي أظهرت أن 39 بالمئة من الناخبين أكدوا أنهم لن يصوتوا لبولسونارو مهما كانت الظروف. أما نسبة الرفض لحداد فكانت أعلى إذ بلغت 44 بالمئة.&

أزمات

يشير العديد من المحللين إلى أن بولسونارو، مرشح الحزب الاجتماعي الليبرالي ليس إلا جزءاً من ارتدادات الأزمة التي عانت منها البرازيل منذ انهارت سنوات حزب العمال الـ13 في السلطة بإقالة ديلما روسيف في 2016.&

وشملت هذه الأزمات انكماش الاقتصاد البرازيلي بنحو سبعة بالمئة في أسوأ حالة ركود شهدتها البلاد من 2015 إلى 2016.&

وأثارت الفضيحة المرتبطة بشركة النفط الحكومية "بيتروبراس" التي سجن لولا دا سيلفا على إثرها اشمئزاز الناخبين من فساد السياسيين ورجال الأعمال. يضاف إلى ذلك تنامي حدة الغضب جراء انتشار الجرائم العنيفة حيث تم تسجيل عدد قياسي من جرائم القتل العام الماضي بلغ 63 ألفا و883 جريمة.&

أما الرئيس المنتهية ولايته ميشال تامر المتورط كذلك بالفساد، فسيغادر منصبه في الأول من كانون الثاني/يناير كالرئيس الأقل شعبية في تاريخ البرازيل الديموقراطي الحديث.

وسيدلي ناخبو البرازيل البالغ عددهم 147 مليوناً بأصواتهم من الساعة 11,00 ت غ وحتى الساعة 22,00 ت غ. والتصويت إجباري في البرازيل حيث يتوقع أن يتم إعلان النتائج حوالي الساعة 23,00 ت غ.