بعد توجّه المسؤولين العراقيين بكثافة نحو مواقع التواصل الاجتماعي لنشر مواقفهم وآرائهم، حذر مركز عراقي رقمي مستخدمي هذه المواقع، وخاصة فايسبوك وتويتر، من الصفحات والحسابات المزيفة لمسؤولين تسلموا مناصبهم في حكومة عادل عبد المهدي الجديدة.

إيلاف: أوضح المركز أن فريق الرصد &التابع له لاحظ ظهور صفحات وهمية عدة بأسماء الوزراء الجدد بعد ساعات من تشكيل حكومة عادل عبد المهدي في 25 من الشهر الحالي، ما يعني أن هنالك منهجية واضحة لدى جهات معيّنة لتسويق ونشر الأخبار المضللة. ودعا إلى الانتباه إلى هذه الظاهرة قبل أن تزداد أعداد المعجبين بهذه الصفحات، ويكون تأثيرها أقوى ونتائجها سلبية ومؤثرة على الرأي العام.

طالب المركز الوزراء والمسؤولين، في تقرير نشرته وكالة الأنباء العراقية الرسمية واطلعت على نصه "إيلاف"، الاثنين، طالبهم بضرورة اتباع الطرق الصحيحة لتوثيق حساباتهم، ودعا المستخدمين العراقيين إلى ضرورة التمييز بين الصفحات الكاذبة والحقيقية وامتلاك الحس النقدي الذي يستطيعون من خلاله التمييز بين الصفحات، بحسب قوله.
&
وأشار المركز إلى أن صفحات ومواقع المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي عبد المهدي قامت بتغيير الصورة الرسمية لها.. موضحًا أنه بعدما تم الإعلان عن استلام رئيس الوزراء الجديد مهامه الخميس الماضي، فإن الصفحات قامت بتغيير الصورة الرئيسة لتحل صورة عبد المهدي بدلًا من صورة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.

أضاف إن حصول الإجراء بمهنية وسلاسة وفي توقيت واحد يدل على تنسيق وتنظيم مؤسساتي ويرسل رسائل إيجابية على التبادل السلمي والمهني أيضًا للسلطة.. مبيّنًا أن المواقع والصفحات تشمل: موقع رئيس الوزراء على شبكة الانترنت وصفحة المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء على فايسبوك "تضم مليونين و600 ألف معجب" وحساب تويتر للمكتب الإعلامي "يضم 289 ألف متابع"، إضافة إلى قناة يوتيوب الرسمية.

توجّه كبير للمسؤولين العراقيين نحو موقع تويتر
وأشار مركز الإعلام الرقمي إلى توجّه كبير للسياسيين العراقيين إلى موقع "تويتر" لنشر آرائهم ومواقفهم، موضحًا أنه "لاحظ بعد التطور الكبير في العالم الرقمي وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الرأي العام المحلي والعربي والعالمي وجود توجه جديد وواضح لدى غالبية الشخصيات السياسية في العراق تمثل في إنشاء أو تفعيل حساباتهم على منصة الطائر الأزرق (تويتر)".

ولفت إلى أن "معظم النواب في البرلمان العراقي وزعماء الأحزاب والكتل السياسية والمسؤولين ومساعديهم أصبحت لديهم حسابات في تويتر يستخدمونها لمخاطبة جمهورهم ونشر أخبارهم والتغريد بآرائهم".

ونوه المركز بأن "تويتر أصبح منصة رئيسة للسياسيين العراقيين لتسويق بياناتهم ونقل أفكارهم إلى الجمهور بصورة مباشرة وتحشيدهم للمناسبات والأحداث عن طريق التغريدات أو إطلاق هاشتاغات خاصة بالحدث". &
&
ونقل المركز عن النائب عن محافظة نينوى أحمد الجبوري قوله إنه "يستخدم تويتر للتعبير عن مواقفه، الأمر الذي يضمن له عدم وجود تزييف لتصريحاته".. مشيرًا إلى أن "تويتر يتميّز بضمّه نخبة المجتمع من ساسة وإعلاميين ومشاهير، ويعتبر أقل ضوضاء من المنصات الأخرى، كفايسبوك وإنستغرام وتليغرام، خصوصًا أن المتلقي لم يعد يقرأ المقالات الطويلة، بل صار يبحث عن الخلاصة والمفردات القليلة، وهذا ما هو متوافر في تويتر". &

كما نقل عن النائبة الكردية السابقة سروة عبد الواحد قولها إن "تويتر يُرغم السياسي على الاختصار وإيصال رأيه بشكل مباشرـ وهي نافذة راقية للنقاش المفيد بعيدًا عن المهاترات". ونوهت بأنه على "كل سياسي أو مثقف أو أصحاب الرأي أن يكون لديهم حساب في تويتر لإطلاع الناس على آرائهم ومواقفهم".

أما النائب عن تحالف الفتح نعيم العبودي فقال إنه بدأ يفكر جديًا بهجر فايسبوك، لأن تجربته على تويتر وجدها أفضل بكثير من فايسبوك، كما إن تصريحاته ومنشوراته تصل إلى المعنيين على تويتر أكثر من فايسبوك.

من جانبه، أشار القيادي في المحور الوطني خميس الخنجر إلى أنه قد وضع عصارة أفكاره في "الطائر الأزرق".. وقال إن "تويتر يجعلني أكتب عصارة أفكاري في مساحة محدودة، وأعبّر عن رأيي بكل تجرد وحقيقة بعيدًا عن التضليل والتلميع". موضحًا أن "موقع تويتر جعلني أرى الناس على حقيقتهم.. تويتر يعني الحقيقة".

وعن سبب توجّهه نحو تويتر يشير محافظ نينوى السابق والقيادي في المحور الوطني أثيل النجيفي إلى أن القنوات الإعلامية تقتصر على توجهات أصحابها ومموّليها، لذلك برز تويتر كأسرع وسيلة لإيصال رأي السياسي والمفكر، متجاوزًا وسائل الحجب وليّ أعناق النصوص.

من جانبه، قال النائب التركماني في البرلمان العراقي حسن توران إنه "يستخدم تويتر بشكل قليل، لأنه يستخدم فايسبوك وواتس آب بشكل أكبر".. متطلعًا إلى أن "تتاح له فرصة استخدام تويتر بشكل أفضل لأهميته". وأشار إلى أن "منصات التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها مهمة وضرورية للتواصل مع الجمهور، وخاصة للسياسيين، باعتبارها نمطًا حديثًا يمكن الاستفادة منه في إيصال الأفكار والمشاريع السياسية إلى أكبر شريحة من الجمهور وفي وقت قصير جدًا".

ويوضح مركز الإعلام الرقمي أن هنالك عوامل عديدة دفعت السياسيين إلى التوجه نحو هذه المنصة، مشيرًا إلى أن "الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستخدم تويتر بشكل يومي للتغريد حول موضوعات مختلفة، حيث يعتبر حسابه أكثر حساب سياسي من حيث التفاعل على تويتر، وتعتبر تغريداته مصدرًا رئيسًا يُقتبس منها في القصص الإخبارية".

عن سببه هذا التوجه في العراق يقول المركز إنه يعود إلى زيادة أعداد المستخدمين العراقيين لهذه المنصة، باعتبارها من أهم المنصات الإخبارية في العالم، التي يستخدمها آلاف السياسيين حول العالم، للغرض نفسه، لافتًا إلى أن هناك من ترك المنصات الأخرى، واقتصر تركيزه على تويتر.

وأشار مركز الإعلام الرقمي في الختام إلى أن هناك عوامل أخرى دفعت السياسيين إلى التوجه نحو هذه المنصة، منها سهولة التعبير عن الفكرة وبساطتها وقربها من المتلقي، فضلًا عن تواجد السياسيين والصحافيين في مجموعات واتس آب، ما يؤدي إلى سهولة نشر وتوزيع التغريدة فيها من أجل الإطلاع على مضمونها.