ضربت جرائم الكراهية الولايات المتحدة الأميركية، مخلّفة وراءها ثلاثة عشر قتيلًا في ولايتي بنسلفانيا وكنتاكي، وستة جرحى في غضون أقل من أسبوع من واحد.

إيلاف من نيويورك: أثارت أحداث الأسبوع المنصرم تساؤلات كبيرة حول أسباب تنامي جرائم الكراهية التي تضرب البلاد على يد أفراد أظهرت حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة الى سلوكياتهم في الحياة اليومية، أظهرت انتماءهم إلى جماعة ما يُعرف بـ"المتفوقين البيض". &

أسوأ هجوم
حادث إطلاق النار على كنيس يهودي في مدينة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا هز الولايات المتحدة على المستويين السياسي والشعبي، واستحوذ على اهتمام كبير، بعدما لقي إدانات واسعة من مختلف أنحاء العالم. الحادث وُصف بأنه أسوأ هجوم معاد للسامية في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر.

المجرم قادم
صباح يوم الهجوم، كتب روبرت باورز الذي فتح النار على الكنيس اليهودي، ينتقد جماعة إغاثة لاجئين يهودية هي HIAS قائلًا: " ليس بوسعي الجلوس ومشاهدة شعبي يذبح، أنا قادم"، حمل الرجل سلاحه، وتوجه إلى بيتسبرغ، حيث قتل أحد&عشر شخصًا، وجرح ستة آخرين، قبل أن يتم اعتقاله.

متناقض حيال الهولوكوست
حساب باورز يُظهر أن الرجل لا يكنّ ودًا لليهود، ويتناقض مع نفسه بشأن الهولوكوست، فيشكك تارة في مقتل ملايين اليهود على يد الزعيم النازي أدولف هتلر، ويضعها في مصاف نظريات المؤامرة المفبركة، ثم يعود لينشر صورة فرن مشابه لذلك الذي كان يستخدم في معسكرات اعتقال النازي لإحراق اليهود، ويعلق عليها بالقول: "فلنجعل درجة حرارة الأفران 1488 فهرنهيت ثانية".

صاحب الطرود المفخخة
قبل هجوم بيتسبرغ بأيام قليلة، قلب سيزار سيوك المقيم في ولاية فلوريدا، الأمور رأسًا على عقب في أميركا، بعدما وزّع طروده المفخخة ورسائل التهديد على كبار المسؤولين الأميركيين، كباراك أوباما، وهيلاري كلينتون، والمشرعة ماكسين ووترز، والممثل روبرت دينيرو، وجو بايدن، ومبنى تايم وورنر في نيويورك.

لكن على عكس باورز، يناصر سيوك الذي يقدم نفسه على أنه من المتفوقين البيض، يناصر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ويكنّ كرهًا كبيرًا لكل من ينتقده، وعلى رأسهم شبكة "سي إن إن"، والمرشحة الديمقراطية السابقة، هيلاري كلينتون التي رسم حول وجهها دائرة للتصويب بسلاح ناري. تأييده لترمب لم ينفعه. فالرئيس الأميركي وصف فعلته بـ"الأمر حقير" وبأنه "لا مكان له في بلادنا".

الجريمة الثالثة
الحادثان (الطرود المفخخة، وهجوم بيتسبرغ) تناوبا على حصد أكبر تغطية إعلامية محلية وعالمية، مما ساهم في حجب الأضواء عن جريمة ثالثة حصلت في مدينة جيفرستون في ولاية كنتاكي يوم الأربعاء الماضي، وأدت إلى مقتل شخصين.

الوداع الأخير
غريغوري بوش البالغ من العمر 51 عامًا، وصاحب التاريخ الحافل بالعنصرية والعنف المنزلي، حاول بداية الدخول إلى كنيسة للسود، لكن الأبواب المغلقة منعت وقوع مجزرة بحق المصلّين، الذين كانوا يتواجدون فيها، لينتقل بعدها إلى متجر للبقالة، حيث كان موريس ستالارد يتواجد مع حفيده للمرة الأخيرة، فبوش أقدم على إطلاق النار مباشرة على رأسه، مما أدى إلى وفاته على الفور.

البيض لا يطلقون النار على بعضهم
لم يكتفِ القاتل بضحية واحدة، فأثناء فراره صودف مرور سيدة تُدعى فيكي جونز، فعاجلها بطلق ناري، لفظت معه أنفاسها الأخيرة.&

أصوات الطلقات النارية جعلت إيد هاريل، الذي كان ينتظر زوجته في موقف السيارات يستلّ مسدسه تحسبًا لأي حادث مفاجئ، وبينما كان يُراقب ما يحدث مر بوش بقربه وتوجّه إليه بالقول: "البيض لا يطلقون النار على البيض"، ثم مضى إلى هورستبورن باركواي ليقع بعد وقت قليل بيد الشرطة.


&