برلين: أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاثنين أنها ستتخلى عن رئاسة حزبها المحافظ في ديسمبر وعن منصب المستشارة في نهاية ولايتها الرابعة والأخيرة في العام 2021.

وقالت المستشارة الألمانية "اليوم، حان وقت فتح صفحة جديدة" معلنةً أنها لن تختار خلفاً لها على رأس الحزب". ويأتي كلام ميركل بعد أشهر من الأزمات الحكومية وغداة انتخابات في مقاطعة هسن مُني حزبها خلالها بخسارة كبيرة.

وفي وقت سابق، أبلغت ميركل حزبها الاتحاد الديموقراطي المسيحي (يمين الوسط) الاثنين أنها ستتخلى عن منصب المستشارية في نهاية ولايتها،&كما ذكر مسؤول في الحزب لوكالة فرانس برس غداة نكسة انتخابية.

وذكر هذا المصدر طالبا عدم كشف هويته أن ميركل "قالت" إنها ستبقى مستشارة لكن "هذه ستكون الولاية الأخيرة".

وتحاول ميركل إعادة تجميع تحالفها الحكومي الهش بعد هزيمة انتخابية ساحقة مني بها الحزبان الكبيران العضوان فيه في اقتراع في مقاطعة هيسه.

والأمر الأكثر إلحاحا بالنسبة لميركل التي ستلقي خطابا عند الساعة 13,00 (12,00 ت غ) هو منع الاشتراكيين الديموقراطيين الذين يبدون على وشك التفكك، من مغادرة التحالف الحكومي.

وسيعني سيناريو كهذا نهاية الحكومة وانتخابات تشريعية مبكرة ونهاية الحياة المهنية لميركل على الأرجح.

وكتبت صحيفة "سودويتشه تسايتونغ" في افتتاحية الإثنين أن "الوضع خطير بالنسبة لميركل. السؤال يتعلق بمعرفة ما إذا كان علينا أن نضع قريبا على تحالفها عبارة: قيد التصفية".

مني الحزبان الكبيران المشاركان في حكومة المستشارة في برلين -- حزبها الاتحاد الديموقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديموقراطي -- الأحد بخسائر فادحة في انتخابات مقاطعة هيسه تشكل اختبارا وطنيا لميركل وفريقها في برلين.

وجاء حزب ميركل بالتأكيد في الطليعة وسيتمكن من مواصلة حكم المقاطعة ضمن تحالف، لكنه لم يحصد سوى 27 بالمئة من الأصوات، حسب النتائج النهائية، متراجعاً 11 نقطة عما حصده في الاقتراع السابق. وتراجع الحزب الاشتراكي الديموقراطي بالمثل وحصل على 19,8 بالمئة من الأصوات.

والحزبان مثل "شخصين يغرقان معا لأنهما معلقان ببعضهما"، على حد قول الخبير السياسي هانس فوليندر من جامعة دريسدن لشبكة "آ ار دي".

تهديد الحزب الاشتراكي الديموقراطي

في المقابل، كسب دعاة حماية البيئة ضعف الأصوات وحصلوا على 19,8 بالمئة بينما نجح اليمين القومي في دخول آخر برلمان محلي لم يكن ممثلا فيه، بعدما سجل قفزة بحصوله على 13,1 بالمئة.

ولوحت زعيمة الحزب الاشتراكي الديموقراطي أندريا ناليس مساء الأحد بالانسحاب من الحكومة ما لم تتوفر ضمانات حول أداء أفضل للحكومة التي تقوضها منذ أشهر خلافات داخلية خصوصا بشأن سياسة الهجرة.

وأضافت ان "وضع الحكومة الحالي غير مقبول".

ويطالب عدد متزايد من الناشطين الاشتراكيين الديموقراطيين بالانتقال إلى المعارضة خوفا من زوال حزبهم. ويشهد هذا الحزب تراجعا سريعا في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وبات اليمين المتطرف يتقدم عليه (16 بالمئة مقابل 15 بالمئة).

لكن ميركل سيكون عليها في الأيام والأسابيع المقبلة العمل على رص صفوف معسكرها المحافظ حيث يتصاعد الاستياء منها.&وهو ثاني اقتراع محلي مخيب للآمال للمعسكر الألماني المحافظ بعد انتخابات بافاريا قبل أسبوعين.

أنهكت بعد 13 عاما في السلطة

يمكن أن يؤجج هذا الوضع الجدل الجاري داخل الاتحاد الديموقراطي المسيحي حول مستقبل ميركل التي تبدو منهكة بعد 13 عاما في السلطة.

ولم تكف شعبيتها عن التراجع منذ قرارها فتح حدود البلاد أمام أكثر من مليون طالب لجوء في 2015 و2016 بالتزامن مع تقدم اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين.

ويطالب العديد من كوادر حزبها باتخاذ مواقف أكثر يمينية ويدعون ميركل إلى إعداد خلافتها.

وستواجه المستشارة اختبارا حاسما مطلع ديسمبر في مؤتمر للاتحاد الديموقراطي المسيحي تنوي الترشح فيه لمنصب رئيس الحزب الذي تعتبر أنه لا يمكن فصله عن منصب رئيس الحكومة.

لكن الضغوط تتزايد لدفعها إلى الرحيل في هذه المناسبة.

ومع أنه يعتبر مقربا من ميركل، قال رئيس الاتحاد الديموقراطي المسيحي في هيسه فولكر بوفييه، إن النتيجة الهزيلة التي سجلت في مقاطعته تشكل "جرس إنذار" للحركة "ولرئيستنا أيضا".

ورأت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" أن أنغيلا ميركل "سترتكب خطأ فادحا" إذا تمسكت بمنصبها "نظرا لوضعها". وأضافت انه "عليها أن تثبت أنها فهمت ما يعرفه الجميع وهو أن نهاية ولاية المستشارة تقترب".