نصر المجالي: تتواصل فصولا على الساحة الأردنية معركة من يتحمل مسؤولية كارثة البحر الميت يوم الخميس الماضي، التي أودت بحياة 20 طالبا ومرافقيهم واصابة عشرات آخرين، وتحفل وسائل الإعلام والاتصال الاجتماعي بمقالات وتصريحات وتحليلات حول أسباب تلك الكارثة وتداعياتها.&

وقاد حملة محاسبة المقصرين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من خلال تغريدة على (تويتر) يوم الجمعة الماضي، عبر فيها عن "حزنه وألمه وغضبه"، وقال: "حزني وألمي شديد وكبير، ولا يوازيه إلا غضبي على كل من قصّر في اتخاذ الإجراءات التي كان من الممكن أن تمنع وقوع هذه الحادثة الأليمة".

وكانت وسائل إعلام أردنية رسمية، الجمعة، قالت إن الوفيات العشرين التي نجمت عن حادث البحر الميت، هم 17 أردنيا و3 عراقيين. وقالت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن العراقيين الثلاثة هم طالبان في المدرسة وفتاة في العشرينات يعتقد أنها من المرافقين للرحلة المدرسية. وأفادت الوكالة أنه "لا وجود لوفيات بين السياح العرب والأجانب" جراء الحادث.

اجتماعات&

وشهدت العاصمة الأردنية في اليومين الأخيرين، حشدا كبيرا من الاجتماعات واللقاءات على مستويات حكومية ونيابية لتدارس أسباب الكارثة والجهات المسؤولة&عنها، وأعلن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز أن الحكومة "لها دخل" وتتحمل المسؤولية الإدارية والأخلاقية بخصوص فاجعة البحر الميت.

وأكد الرزاز امام مجلس النواب في جلسته يوم الثلاثاء التي خصصت لمناقشة فاجعة البحر الميت أن واجب الحكومة ليس البحث عن كبش فداء والسعي لـ "فشة الغل"، ولكن المطلوب أن تتحقق الحكومة من الحيثيات بدقة ووضوح والتعرف على اوجه القصور والخلل المؤسسي حتى لا تتكرر هذه المأساة.

وأشار الرزاز إلى ان الدول الناجحة ليست تلك الدول التي لا تخطئ ولا يوجد احد معصوم من الخطأ، لكن الدول الناجحة التي تستفيد من العبر وتحاسب المقصرين دون تردد.

المقصرون أنواع

وبين الرزاز أن المقصرين أنواع فمنهم من خالف القوانين والتعليمات والأنظمة ولم يقم&بتطبيقها وهذا يتوجب احالته إلى القضاء، والنوع الثاني من لم يخالف القوانين والتعليمات والانظمة ولكن جهوده لم ترق إلى مستوى المسؤولية وهذا النوع عليه التنحي من موقعه، اما النوع الثالث من المقصرين فهو من تصدى للازمة بكل كفاءة، ولكن لم يستطع تغيير النتائج وهذا يستحق الشكر.

وأضاف: هناك أيضاً من شارك في التصدّي للأزمة بكلّ كفاءة واقتدار، وفعل كلّ ما بوسعه، لكنه لم يستطع تغيير النتيجة؛ لأن التصدّي للأزمة يتطلّب جهوداً مختلفة، تتشارك فيها جهات عِدّة؛ لكنّها لم تتكامل بالشكل المطلوب؛ وهؤلاء لا نملك إلّا أن نشكرهم على جهودهم المبذولة، ثمّ نلتفت إلى مكامن الخلل في تقسيم الأدوار وتكاملها؛ لتلافي تكرارها مستقبلاً.

وقال رئيس الحكومة الأردنية: في هذه اللّحظات الصعبة، يغلبنا شعورنا العميق بالفاجعة والحزن، فيدفعنا إلى محاولة تضميد الجراح، ومواساة الآباء الحزانى، والأمهات الثكالى؛ وهذا أقل واجبٍ يمكننا عمله؛ أمّا شعورنا بالغضب، فهو شعور أصيلٌ ومبرّر، وسنوظّفه بمزيد من التصميم على أن نتفادى مثل هذه المأساة في المستقبل، فنحدّد المسؤوليّات بدقّة، ونراجع آليّات العمل بعيداً عن الترهّل والإهمال، والضبابيّة وأسلوب "الفزعة".